الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رحم الله زمان المواساة!

هلموا بنا نعود لما كان عليه خير البشر بعد الأنبياء

رحم الله زمان المواساة!
عبد الله بدران
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٩ - ١٨:١٦ م
930

رحم الله زمان المواساة!

كتبه/ عبد الله بدران

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلو أننا نتذكر كيف كان زمان طرق المواساة للإخوة سواء في التعازي أو المرض، وكذا التهاني في الأفراح؟!

كنا نذهب للأخ في الله ونزوره سواء في بيته أو بالمستشفى -عافاكم الله-، ومِن الممكن أن يتكبد الإخوة عناء السفر لمشاركة إخوانهم في هذه المناسبات، وكانت هذه الصورة مِن أقوى الصور لزيادة ترابط علاقة الإخوة بعضهم ببعض ومتانتها، وما يكون لذلك مِن أثر في العمل الدعوي وانتشاره.

ثم تغير الحال مع انتشار المحمول، وأصبحت صور المشاركة تتغير إلى درجة الاتصال الهاتفي، ومِن الممكن تكون بعد فوات المناسبة بأيام، وكنا وقتها نتحسر على وقت الماضي، ونقول: ليتها تعود!

أما الآن -وللأسف الشديد- تغير الحال إلى الاكتفاء بالرد بعباراتٍ تكاد تكون منقولة أو محفوظة في ذاكرة الهاتف، ونشرها على المجموعة المعلن عليها من خبر مصاب أو فرح لأخ!

بل مِن العجب العجاب أنه يصل بالأخ حتى عدم البحث أن يكون الأخ المراد مشاركته على المجموعة موجود أم غير موجود بالأصل فيها، وكأنها صورة روتينية مكرورة، تفتقد لكثيرٍ مِن معاني الأخوة المرجوة والمطلوبة.

رحم الله أيام زمان قبْل بلاء المحمول.

رحم الله أيام زمان قبْل انتشار الفيس والواتس، إلخ.

ثم رحم الله أيام الصحابة -السلف الصالح- في طرق مواساة المسلمين.

كانوا فعلًا كما قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى) (متفق عليه).

هلموا بنا نعود لما كان عليه خير البشر بعد الأنبياء، وإن لم نستطع؛ فلنحاول التشبه بهم.

ملحوظه: أوجِّه نصيحتي أولًا لنفسي -لتقصيري وذنوبي التي تحرمني مِن هذا الخير- ثم لإخواني؛ لعلها تجبر هذا التقصير منا.

وصلى الله على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة