السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل عرفت طبيعة الطريق؟! (2)

فاجعل أخي الحبيب نصب عينيك دائمًا رضا الله ونيل هذه الدار التي ذهب عن أهلها كل حزن

هل عرفت طبيعة الطريق؟! (2)
محمد خلف
الاثنين ٠١ أبريل ٢٠١٩ - ١٨:٣٥ م
1181

هل عرفت طبيعة الطريق؟! (2)

كتبه/ محمد خلف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن المؤمن تجده أهنأ الناس عيشًا؛ جنته بصدره، أينما ذهب ارتحلت معه، قانعًا بما اتاه الله، متوكلًا على ربه، مستعينا به، طائعًا له، يحيا دنياه على أنها دار اختبار، يعلم أنه سيصيبه فيها بلاءات ومحن فيوطن نفسه على ذلك مستعينًا بالله؛ فيبث الله -تعالى- همومه وغمومه، ويبرز لله الغني الرحيم فقره وضعفه، ويعلم أن الله سيجيبه ويمنن عليه، ويلطف به كما لطف به قبْل كثيرًا وكثيرًا، فتجده صابرًا محتسبًا، يعلم أن ما يحصل له في الدنيا هو اختبار، وأن الله أرحم الراحمين لا يبتليه ليعذبه، بل ليرحمه ويغفر له إن هو صبر على ما قدره الله؛ وإلا فأشد الناس بلاءً هم الأنبياء كما صح ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم أحب الناس إلى الله -سبحانه-، فلو كان البلاء تعذيبًا أو كرهًا؛ لما ابتلى الله أحب الناس إليه، وجعلهم أشد الناس بلاءً، بل البلاء رفعة لهم وزيادة للأجر.

والمؤمن يعلم أيضا أن هذه الدنيا إلى زوال، وأن البلاء فيها وإن طال؛ فهو إلى نهاية، فالجميع سيموتون مِن عاش في رغدٍ ومَن عاش في ضيق، الجميع سيموت.

إذا زار المقابر اعتبر بمَن مات، وأيقن أن البلاء وإن طال فسينتهي، لكن هناك الحساب، ويعلم أنه لن يأخذ معه شيئًا إلا عمله؛ لذلك فهو يطمع في النعيم المقيم وهو الجنة، حيث ينسى فيها كل ألم ونصب بغمسة واحدة تجعله يقسم أنه لم يرَ بؤسًا قط، ولم تمر به شدة قط، وهو الذي كان أشد الناس بؤسًا.

فاجعل أخي الحبيب نصب عينيك دائمًا رضا الله ونيل هذه الدار التي ذهب عن أهلها كل حزن: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) (فاطر:34-35).

فاللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها مِن قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها مِن قول أو عمل.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة