الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

انطلاق قلب (1)

كان شهر رمضان رحمة مِن الله -عَزَّ وَجَلَّ- بعباده ليحصلوا كل هذه الأمور

انطلاق قلب (1)
ياسر برهامي
الخميس ٠٢ مايو ٢٠١٩ - ١٨:١٤ م
1229

انطلاق قلب (1)

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- لهذه الأمة مواسم الخير التي تتذكر فيها آخرتها، وتعد عدتها للقاء الله -سبحانه وتعالى-، وجعل -سبحانه وتعالى- بيْن يدي رمضان شهر شعبان الذي كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبيِّن فضل الصيام فيه بأنه شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله، ويحب أن يُرفع عمله وهو صائم، خاصة مع غفلة الناس عن هذا الشهر بيْن رجب ورمضان، وجعل الله فيه ليلة النصف مِن شعبان ليستدرك الإنسان ما قد يحدث في قلبه مِن غلٍّ أو حسد أو غش للمسلمين؛ فيداوي قلبه مِن ذلك حتى تأتي عليه ليلة النصف التي أخبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه يغفر الله فيها لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن؛ فيكون مِن المغفور له بإذن الله -تعالى-.

ولابد أن ننتبه هنا إلى أن البغض في الله -عَزَّ وَجَلَّ- ليس مِن المُشاحَنة المذمومة، فإنه عبادة لله -سبحانه وتعالى-؛ فمَن أبغض الكافر لِكُفره والفاسق لفسقه، والمبتدِع لبدعته، والعاصي لمعصيته لا يكون داخلًا في الوعيد، وإن كان في كثير مِن الأمور يحصل نوع مِن النزاع الذي يأخذ شكلًا دينيًّا؛ لكن يدخل فيه نوع مِن حظ النفس؛ فلابد أن يحذر الإنسان على نفسه مِن ذلك، وليوطِّن نفسه أنه إذا تاب الكافر مِن كفره، والمبتدِع من بدعته، والعاصي مِن معصيته؛ فهو أخونا في الدين، ويوطِّن نفسه على حبه إن فعل ذلك، كما قال ربنا -عَزَّ وَجَلَّ-: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ(التوبة:11)، وهذا المعنى به يتخلص الإنسان مِن حظِّ نفسه في النزاعات التي يكون فيها ظاهر الاختلاف بسبب الدين مع أهل الكفر والفسوق والبدع.

والله -سبحانه وتعالى- جعل سلامة القلب مِن أعظم وأهم الأمور التي يُسعى إليها في شهر رمضان؛ فلنتذاكر معًا بيْن يدي هذا الشهر بعض الأمور المتعلقة به، فإن من رحمة الله -عَزَّ وَجَلَّ- بعبادة المؤمنين أن يَسَّرَ لهم وشرع لهم ما يُحَصِّلون به غاية وجودهم التي أوجدهم الله -عَزَّ وَجَلَّ- من أجلها، وهي تحقيق عبادة الله وتقواه، قال -عَزَّ وَجَلَّ-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:21)، فالعبادات شرعها الله -عَزَّ وَجَلَّ- لتحصل التقوى التي هي حال القلب المؤمن، قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ(رواه مسلم)، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:183).

وهذا مِن رحمة الله -عَزَّ وَجَلَّ- بعباده، وهو أنه -عَزَّ وَجَلَّ- شرع لهم ما يحصلون به التقوى، والصيام مِن أعظم العبادات التي يحصل بها المؤمن التقوى؛ فيتطهر قلبه ويَسلم، ولا ينجو إلا مَن سلم قلبه لله -عَزَّ وَجَلَّ-، كما قال الخليل -عليه السلام-: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(الشعراء:88-89).

وإن الإنسان لتشغله حياته عن تحصيل حياة قلبه؛ فيتردى في مدارك الحيوانية أو الشيطانية -والعياذ بالله-، على تفاوت الناس في أعمالهم وأخلاقهم، وذلك مبدؤه مِن طمع الإنسان وحرصه على ما لا يحتاج إليه؛ فهناك احتياجات فطر الله الإنسان على طلبها وعلى أن تستمر حياته بها، ولكن كثيرًا مِن الناس يطلب المزيد والفضول في هذه الأشياء؛ فيترتب على ذلك أن ينشغل.

ومِن أعظم ذلك: الطعام والشراب، والشهوة الجنسية، وكذلك حب المال، وكذلك الخلطة بالخلق، وكذلك تعلق القلب بالراحة والكسل، وضعف العزيمة عن الانطلاق في طاعة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، فتكون راحة البدن سببًا في كسل الإنسان، وعدم عزم قلبه على طاعة الله، فيتعلق قلبه بالراحة والسكون إلى الأرض والإخلاد إليها.

فهذه مداخل الشيطان، منها يدخل إلى الإنسان، يتدرج به مِن مقام الإنسانية إلى أن يكون كالحيوان البهيم الذي لا يعقل ولا يفهم، ويكون أضل منه -والعياذ بالله- كما قال -عز وجل-: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) (الفرقان:44)، حين يصبح هدف الإنسان مِن الحياة أن يطعم ويشرب، وأن يتناكح ويتناسل ولا غير ذلك في هذه الحياة، ولا يريد شيئًا آخر، وتصبح أعماله كلها موجهة إلى هذه الغايات.

ومَن ينظر إلى أنظمة الحياة التي يعيشها الناس في الشرق والغرب بعيدًا عن دين الله -عَزَّ وَجَلَّ-، الحياة التي يروج لها إعلام الغرب الخارج عن دين الله -عَزَّ وَجَلَّ- ومَن يوافقه مِن الكفرة والمنافقين في سائر أرجاء الأرض؛ يرى أنهم يروجون لحياة -والعياذ بالله- هي أشبه بحياة البهائم وأقرب إليها، بل وأسوأ منها.

فإذا وصل الإنسان إلى ذلك تدرج به الشيطان حتى يوصله إلى الحياة الشيطانية: مِن الكِبر، وإرادة الفساد في الأرض؛ فيجمع بيْن العلو والفساد معًا، فهو لا يريد أن يأكل ويشرب وينكح فقط، وإنما يريد أن يعلو ويتكبر! وحب المال والرياسة غالبًا ما يكون في هذا الجانب إذا زاد عن الحدِّ.

وذلك أيضًا يكون بالخلطة بالناس الخلطة المذمومة؛ فالذي يختلط بالناس ليحصل على مدحهم أو يفر مِن ذمهم ويراعيهم على حساب حق الله -عَزَّ وَجَلَّ- يتدرج به الشيطان إلى أن يملأ قلبه بالكبر والرياء والسمعة، وأن يملأ قلبه بإرادة الفساد؛ فإن قلب الإنسان لا يتسع لوجهتين: فإما أن يكون قلبه لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وإما أن يتحول إلى شيطانٍ مريدٍ.

وشرع الله -عَزَّ وَجَلَّ- لنا ما نتحكم به في شهواتنا، وما نتحكم به في هذه الفضول؛ لكي يكون الإنسان هو الذي يوجه إراداته ورغباته إلى ما يحبه الله -عَزَّ وَجَلَّ- ويرضاه، وذلك بعون الله وتوفيقه، وهو -عَزَّ وَجَلَّ- مقلِّب القلوب، يقلب قلوب عباده كيف يشاء؛ فشرع لهم الدعاء ليطلبوا منه الهداية والإعانة والتوفيق.

لذلك كان شهر رمضان رحمة مِن الله -عَزَّ وَجَلَّ- بعباده ليحصلوا كل هذه الأمور، وشرع الله -عَزَّ وَجَلَّ- فيه مِن الصيام عن الطعام والشراب والشهوة المحرمة، حتى الشهوة التي أباحها الله -عَزَّ وَجَلَّ- في غير نهار رمضان جعلها في نهاره محرمة؛ ليكون الإنسان أملك لإربه ولنفسه، فإذا كان يمتنع مِن الحلال في النهار فهو أملك أن يمتنع عما حرم الله مطلقًا في الليل والنهار: مِن الفروج المحرمة، والنظر إلى العورات المكشوفة، وغير ذلك مِن الشهوات.

إذا تحكم الإنسان في هذه الشهوات ثم علم أن مِن آداب الصيام ومِن واجباته أن يمتنع عن قول الزور، والغيبة والنميمة، والعمل بكل باطل، كما قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ(رواه البخاري)، وقال: (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ(رواه أحمد وابن ماجه، وقال الألباني: حسن صحيح)؛ فمَن لم يصن سمعه، وبصره، وآذى جيرانه ومَن حوله، واغتاب ونَمَّ؛ لم يكن صائمًا الصوم المشروع!

وهذه هي خُلطة الفساد التي يفسد الإنسان بها فيما حوله؛ فهذا ليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، كما قال أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ودع أذى الجار، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء!".

ثم إذا اقترب الشهر مِن نهايته في الثلث الأخير شرع الاعتكاف؛ ليتخلص الإنسان مِن فضول الاختلاط المباح؛ بالإضافة إلى أنه تخلص في أثنائه مِن الاختلاط المحرم، فإذا اعتكف في المسجد إلى آخر الشهر كان ذلك عونًا له على تحصيل حياة قلبه، وإخلاصه لله.

وقد كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعتكف العشر الأواخر مِن رمضان، ويلتمس ليلة القدر، التي قال الله -عَزَّ وَجَلَّ-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(القدر:3)، ثم شرع في أثناء رمضان وفي خاتمته خصوصًا إنفاق الأموال في طاعة الله -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فالصدقة في رمضان مضاعفة كما تضاعف الأعمال الأخرى، وكان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يأتيه جبريل -عليه السلام- فيدارسه القرآن، فكان الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أجود بالخير مِن الريح المُرسَلة.

وشرع في آخر رمضان وجوبًا صدقة الفطر، عن كل صغير وكبير، وحُر وعبد، وذكر وأنثى مِن المسلمين؛ فإذا تمكن الإنسان مِن هذه النفقات تمكن مِن التخلص مِن تعلق القلب بالمال، وتخلص مِن عبودية الدرهم والدينار والقطيفة والخميصة، وكذلك شرع له أن يفطر الصائمين: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا(رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وذلك ولو حتى على شربة ماء أو تمرات أو غير ذلك، وليس المقصود ساعة الفطر فقط، بل يدخل في ذلك كل طعام يُطعمه إياه؛ فلا يتحتم ليأخذ الإنسان أجر الصائم أن يكون الذي أطعمه ساعة فطره دون ما يلي ذلك، فلو كان يفطره -مثلًا- على تمرات ثم يطعمه بعد ذلك؛ فكل ذلك داخل في إفطار الصائم.

وهذا يعوِّد المسلم حب إخوانه، وسلامة صدره لهم، والحرص على الخير لإخوانه المسلمين، والشعور بمشاعرهم، ومشاركة بعضهم بعضًا هذه المشاعر الطيبة التي تدل على حياة هذا الجسد الواحد الذي وصف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حال المسلمين بتشبيهه به، فقال: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (رواه مسلم)، وشرع كذلك في شهر رمضان الإمساك عن فضول الكلام، وذلك أن الإنسان إذا تكلم كثيرًا كان ذلك مِن أسباب وقوعه في الباطل غالبًا؛ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ(متفق عليه)؛ ولذا كان انشغال السلف بالقرآن في شهر رمضان، وذلك لأنه يشغل الإنسان بالطاعة ويوقد في قلبه حقائق الإيمان، وينور صدره وقلبه بنور الله -عَزَّ وَجَلَّ- المنزل مِن عنده -سبحانه وتعالى-؛ فيهتدي الإنسان إلى الصراط المستقيم، ويتغير سلوكه وتتغير حياته إلى ما يحب الله -عَزَّ وَجَلَّ- ويرضى.

وكلما أكثر الإنسان مِن تلاوة القرآن وتدبره استيقظ مِن غفلته، وأدرك أن الحياة هي أقصر ما يكون، وأضيق ما يكون، وأصغر ما يكون، وأن الحياة الحقيقية ليست في هذه الدنيا، وإنما هي في الدار الآخرة: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(العنكبوت:64).

وكذلك شرع لنا في رمضان أن نتحكم في أنفسنا في قضية الكسل وكثرة النوم؛ ففضول النوم مطلوب تركه لما شرع الله -عَزَّ وَجَلَّ- لنا مِن القيام؛ فليكن هذا الشهر فرصة لنا لتحقيق التقوى.

إن أسباب تهذيب النفس وإصلاحها تدور حول هذه الأشياء، وإن الناس قد سلكوا في ذلك مسالك مختلفة؛ فتجد مَن يحرم نفسه تمامًا مِن اللذات، ويصوم عمره كله عما أباحه الله -عَزَّ وَجَلَّ-: كالرهبان في الصوامع مِن الأديان المختلفة، الذين أوجبوا على أنفسهم الحرمان التام، وحرَّموا على أنفسهم طيبات ما أحلَّ الله لهم، وفي الحقيقة دخل الشيطان إليهم مِن أبواب الرياء، والكبر والعجب، وإرادة الشهرة بيْن الناس، وغير ذلك مما هو معلوم عندهم، كما أن الشهوات لم تنتهِ ولم تضمحل مِن نفوسهم، بل لا يزالون يتطلعون إليها؛ وكان الكثير منهم يقع فيها مِن وراء الناس، وأما الإسلام فقد جاء بهذه الوسطية الخيرية التي يجمع الإنسان فيها بيْن تحصيل أعظم أسباب الصلاح ودفع المضار، والتوازن بيْن الروح والبدن والوسطية بيْن الإفراط والتفريط، وبيْن الغلو والتقصير؛ فيحصل للإنسان مِن أسباب التقوى والهداية ما لا يدركه في غير هذا الشهر الكريم، وقد جمع الله -عَزَّ وَجَلَّ- فيه أسباب التقوى لأهل الإسلام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(البقرة:183).

هذا يقتضي منا اهتمامًا بالغًا بإصلاح القلوب، وإصلاح الألسنة، وإصلاح الأخلاق؛ فإن لم تصلح في رمضان فمتى تصلح إذن؟! ولكن التوفيق بيد الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وصدق الرغبة فيما عند الله، وصدق الالتجاء إليه في أن يهيئنا ويمدنا بأسباب فضله، وأن نعلم أن الأمر ليس بأيدينا؛ إنما هو بتوفيق الله وإعانته، فإذا لجأنا إليه أعاننا ووفقنا.

فاللهم بَلِّغْنا رمضان، وأعِنَّا فيه على الصيام والقيام والاعتكاف وتلاوة القرآن، ووفِّقنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة