الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

معالم في السلفية -6

يقوم المذهب السلفي على التمسك بالكتاب والسنة وفق فهم الصحابة -رضي الله عنهم

معالم في السلفية -6
سامح بسيوني
الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٧:٢٥ م
771

معالم في السلفية -6

قواعد في المنهج السلفي

 

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله والصلاة والسلام على  رسول الله وبعد ،،

فكما ذكرنا سابقا؛ فالمنهج السلفي يحتاج في بيان معالمه إلى أمور ضرورية يجب معرفتها وهي:

(1) بيان مصدره

(2) بيان قواعده

(3) بيان ضوابطه

 

أما بيان مصدره فقد بيناه في المقال السابق، ونشرع في هذا المقال بإذن الله في بيان قواعد هذا المنهج المبارك فهو أمر واجب لبيان طريقة السلف في فهم الأدلة وطرق الاستدلال بها، بشكل لا يلتبس معه الأمر على من يريد الاقتداء بالسلف والسير على طريقتهم والتعرف على مسائل العقيدة وأصول الدين طبقا للمنهج الصافي النقي الصحيح #لاسيما بعد ازدياد النزاع حول مسائل العقيدة بين الفرق الكلامية المختلفة مع اجتماعهم على الطعن في المنهج السلفي وادعاء الكثير من أصحاب المذاهب المبتدعة أنها هي التي على الحق.

 

فـقواعد المنهج السلفي:

هي الأسس التي وضعت لفهم النصوص الشرعية والاستدلال بها.

 

ومن التتبع والاستقراء لطريقة السلف في الاستدلال سنجد أن هناك.

 

ثلاث قواعد مميزة للمنهج السلفي في الفهم والاستدلال عن غيره من المناهج وهي:

 

(1) التمسك بفهم الصحابة رضوان الله عليهم.

 

(2) تقديم النقل على العقل «أو»

    ضبط العلاقة بين العقل والنقل

 

(3) رفض التأويل الكلامي.

 

وسنجد أيضا:

معلم واضح لهذا المنهج متعلق بتلك القواعد الثلاث المميزة وهو:

 

(4) كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث.

 

ولعلنا نشرع بعون الله تعالى في بيان ملامح هذه القواعد الفارقة وهذا المعلم الواضح باختصار لعلنا نضبط بها المفاهيم المغلوطة ونصحح بها الموازين المختلة.

  

القاعدة_الأولى:

التمسك بفهم الصحابة للكتاب والسنة وعملهم بهما.

 

يقوم المذهب السلفي على التمسك بالكتاب والسنة وفق فهم الصحابة -رضي الله عنهم-، ومن أخذ عنهم من التابعين وتابعي التابعين ومن تابعهم بإحسان، فيقدمون فهمهم على كل فهم للكتاب والسنة – كما بينا سابقا- وذلك في جوانب العقيدة وتفسير القرآن وفهم معانيه وفى الجوانب العملية خاصة فيما أجمعوا عليه.

(أ) في جانب العقيدة:

 فالصحابة رضوان الله عليهم لم يعرف عنهم الاختلاف في أمور العقيدة خاصة في التي ينبني عليها العمل، بخلاف بعض المسائل العقدية النظرية التي لا ينبني عليها عمل في الدنيا وحدث فيها اختلاف كـ ( رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه – أيهما خلق أولا العرش أم القلم ).

  

لذلك فمن خالف ما أجمع عليه الصحابة في الاعتقاد صار من أهل البدع والأهواء لأن ما ورد من إجماع الصحابة في المسائل الاعتقادية مبنى على فهمهم للآيات القرآنية والأحاديث وتطبيقهم لذلك الفهم عمليا.

 (ب) التمسك بفهمهم في تفسير القرآن وفهم معانيه:

يعد الخلاف بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جداً ، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وهو بين التابعين أكثر منه بين الصحابة، فمن التابعين من جمع التفسير عن الصحابة و ربما تكلم في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال إلا أن الخلاف بين التابعين -يعد على الحقيقة بالرغم من هذا- قليل بالنسبة إلى من بعدهم..

 

لذا ففهم الصحابة للآيات القرآنية يقدم على من سواهم ممن خالفهم في ذلك لأنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه-رحمه الله-:

 

[ يجب أن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين لأصحابه معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: ﴿لتبين للناس ما نزل إليهم﴾  يتناول هذا وهذا، وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: ( حدثنا الذين كانوا يقرءون القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما ، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعملوا ما فيها من العلم والعمل. قالوا: فتعلمنا القرآن والعمل معاً جميعاً )، ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. وقال أنس: ( كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد في أعيننا). وأقام ابن عمر على حفظ البقرة ثماني سنين، وذلك أن الله قال: ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته﴾، وقال: ﴿ أفلا يتدبرون القرآن﴾ وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن، وأيضاً فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحونه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم! ]

لذا فالأصل عن أهل السنة أن تفسير القرآن على مراتب:

1-  تفسير القرآن بالقرآن

2- تفسير القرآن بالسنة                                               3- ما ورد عن الصحابة في تفسير آيات القرآن ثم ما ورد عن من بعدهم ومن أخذ عنهم من كبار التابعين .

 

(جـ) التمسك بفهمهم  في الجوانب العملية (الأحكام الفقهية)

 

- يعد ما أجمع عليه الصحابة من الأحكام الفقهية حجة ملزمه فهم من شاهدوا التطبيق العملي للنبي صلى الله عليه وسلم في أعماله وتوجيهاته بل ومارسوا ذلك التطبيق العملي أمام النبي صلى الله عليه وسلم.

 

-  و أما ما اختلف الصحابة فيه من الأحكام وتعددت فيه آراؤهم، فيجب ألا يتم الخروج عن مجموع أراءهم على أن يقدم من أقوالهم أقواها اتصالاً بالكتاب والسنة، فالأئمة الأربعة -رحمهم الله- أصحاب المذاهب كانوا يتبعون أقوال الصحابة ولا يخرجون عنها ويصرحون بذلك، كما قال الإمام أبو حنيفة: [ إذ لم أجد في كتاب الله تعالى ولا في سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه رضي الله عنهم , ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم ].

 

- وأما ما انفرد به الصحابي رضى الله عنه من قول أو فعل ولم ينقل عن غيره خلافا له فهو مما قد يعد إجماعا سكوتيا.

 

- فإن كان ما انفرد به الصحابي رضى الله عنه مخالفا لبقية الصحابة فينظر إلى معارضة ما انفرد به في القول أو الفعل للأدلة الصحيحة، ويحمل الأمر في حال مخالفته للأدلة على خطأ في الفهم منه رضى الله عنه أو عدم معرفته بناسخ لما انفرد به، فيرد خطؤه إن تبين ويعذر في ذلك لأن الصحابة على سعة علمهم وتقواهم ليسوا بمعصومين كأفراد وإن كان إجماعهم معصوم.

يتبع بإذن الله

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة