الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فوائد الذكر

الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده

فوائد الذكر
أحمد فريد
السبت ٢٦ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٠:٣٣ ص
986

فوائد الذكر

كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد قال الله -تعالى-: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) (الأحزاب:41)، وقال -تعالى-: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) (البقرة:200).

قال ابن القيم -رحمه الله-: "فقيد الأمر بالذكر بالكثرة والشدة؛ لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فأي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله، كان خسرانه فيها أعظم مما ربح في غفلته عن الله -عز وجل-".

وفي صحيح البخاري عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ)، وعن عبد الله بن بسر أن رجلًا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "لكل شيء جلاء، وجلاء القلوب ذكر الله -عز وجل-".

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وفي الذكر نحو من مائة فائدة".

نذكر منها على سبيل الاختصار:

1- يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

2- يرضي الرحمن -عز وجل-.

3- يزيل الهم والغم عن القلب.

4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.

5- يقوي القلب والبدن.

6- ينور الوجه والقلب.

7- يجلب الرزق.

8- يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.

9- يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.

10- يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه.

11- يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله -عز وجل-.

12- يورثه الهيبة لربه وإجلاله -عز وجل-.

13- يورثه ذكر الله -تعالى- له، كما قال -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) (البقرة:152).

14- هو قوت القلب، وقد جلس شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- من الفجر إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت، فقال: "هذه غدوتي، ولو لم أتغدَ هذا الغداء، سقطت قوتي!".

15- يورث جلاء القلب مِن صداه، وصدأ القلب: الغفلة والهوى، وجلاؤه: الذكر، والتوبة، والاستغفار.

16- يحط الخطايا ويذهبها، فإنه مِن أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.

17- يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه -تبارك وتعالى-.

18- العبد إذا تعرف إلى الله -عز وجل- بكثرة ذكره في الرخاء، عرفه الله -عز وجل- عند الشدة والبلاء.

19-  سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.

20- سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، فلا سبيل إلى السلامة من هذه الآفات، إلا بكثرة ذكر رب الأرض والسماوات.

21- مجالس الذكر: مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة: مجالس الشياطين.

22- أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.

23- غراس الجنة، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ) (أخرجه البزار، وقال الألباني: صحيح لغيره).

24- العطاء والفضل الذي رتب عليه، لم يترتب على غيره من الأعمال، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ)، وقال: (مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ) (متفق عليه).

25- أن دوام ذكر الرب -تبارك وتعالى- يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده، قال -تعالى-:  (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر:19).

26- أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط، فما استنار القلوب والقبور بمثل ذكر الله -تعالى-، قال -تعالى-: (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) (الأنعام:122).

27- الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله -عز وجل-، فليتطهر وليدخل على ربه -عز وجل-، يجد كل ما يريد، فإن وجد ربه -عز وجل- وجد كل شيء، وإن فاته ربه -عز وجل- فاته كل شيء.

28- في القلب خلة وفاقة، لا يسدها شيء البتة؛ إلا ذكر الله -عز وجل-.

29- الذاكر قريب من مذكوره، كما في الحديث القدسي: (أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق.

30- الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله، ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله -عز وجل-، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لأن أسبِّح الله -تعالى- تسبيحات، أحب إلى مِن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله -عز وجل-".

31- الذكر رأس الشكر، فما شكر الله -تعالى- مَن لم يذكره، وقد أمر الله -عز وجل- بالذكر والشكر، فجمع بينهما في قوله -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) (البقرة:152)، وجمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بينهما في وصيته لمعاذ بن جبيل -رضي الله عنه- فقال: (يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ)، فَقَالَ: (أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

32- في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله -تعالى-، فعن المعلى بن زياد أن رجلًا قال للحسن: "يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أذبه بالذكر".

33- الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه، قال مكحول: "ذكر الله -تعالى- شفاء، وذكر الناس داء".

قال بعضهم:

                  إذا مرضنا تداوينا بذكركم                فنترك الذكر أحيانًا فننتكس

34- الذكر يوجب صلاة الله -عز وجل- وملائكته على الذاكر، ومَن صلى الله عليه وملائكته أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ? وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) (الأحزاب:41-43).

35- مجالس الذكر مجالس الملائكة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ -عز وجل- وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ. قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ. قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا. قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ).

36- الله -عز وجل- يباهي بالذاكرين ملائكته، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: : خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، قَالَ آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟) قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: (آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟) قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ).

37- مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك، ويُقال في سبب ذلك: أن الستار إذا كُشف عن ثواب الأعمال يوم القيامة، لا يجد الناس عملًا أكثر ثوابًا من الذكر.

38- جميع الأعمال إنما شُرعت إقامة لذكر الله -عز وجل-، كما قال -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) (طه:14).

39- ذكر الله -عز وجل- ينوب عن التطوعات، ويقوم مقامها.

40- ذكر الله -عز وجل- يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يطيق فعله بدونه، وقد علم النبي -صلي الله عليه وسلم- ابنته فاطمه وعليًّا -رضي الله عنه- أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثًا وثلاثين، ويحمدا ثلاثًا وثلاثين، ويكبرا أربعًا وثلاثين، لما سألته الخادم، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن، والسعي، والخدمة، فعلهما ذلك، وقال: (فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) (متفق عليه).

41- عمال الآخرة في مضمار السباق، والذاكرون هم أسبقهم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ) قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: (الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ) .

42- الجبال والقفار تستبشر وتتباهى بمَن يذكر الله عليها، قال ابن مسعود: "إن الجبل لينادي الجبل باسمه: أمر بك اليوم أحدٌ يذكر الله -عز وجل-؟ فإذا قال: نعم، استبشر".

43- كثرة الذكر أمان من النفاق، فقد قال الله -عز وجل- عن المنافقين: (وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا) (النساء:142)، ولهذا -والله أعلم- ختم الله -تعالى- سورة المنافقين بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المنافقون:9)، وسئل علي -رضي الله عنه- عن الخوارج: "أمنافقون هم؟ قال: لا، المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلًا".

44- للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال لا يشبهها شيء، قال مالك بن دينار -رحمه الله-: "ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله -عز وجل-".

45- في دوام الذكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة، وكان احد السلف إذا سار في طريق، ولم يذكر الله -عز وجل-، رجع وأخذ الطريق من أوله، وقال: "إني أحب أن تشهد لي كل البقاع التي مررت عليها، أني ذاكر لله -عز وجل-!".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة