الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

من محاسن الشريعة

استحباب التسوك والذي هو تنظيف للفم والأسنان

من محاسن الشريعة
أحمد عبد السلام ماضي
الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٢:٣٩ م
648

من محاسن الشريعة

كتبه/ أحمد عبد السلام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالشريعة الإسلامية كلها محاسن مِن أولها إلى آخرها، يعرف ذلك مَن تعلم هذا الدِّين، وتأمل فيه بإنصاف وتجرد؛ ولذا لا تجد مَن يهاجم الشريعة وأحكامها إلا كل كفور مجهال، لم يستضئ بنور العلم، قد طمس على قلبه وأصابه العمى في بصيرته (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج:46)، (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40).

وإن معرفة محاسن الشريعة مما يزيد الإيمان ويرسخ اليقين في القلب، وكلنا في حاجة إلى هذا اليقين وتلك الزيادة، وإذا كان إبراهيم -عليه السلام- سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (البقرة:260)، فأراد أن يرى بعينه ليزداد يقينه.

فنحن أولى وأولى مِن إبراهيم -عليه السلام-، أن نتعلم ونتلمس محاسن هذا الدين؛ لعلنا نزداد إيمانًا في زمن عمت فيه المادية، وكثر فيها الإلحاد، وانتشرت فيه الشبهات، ونطق فيه الروبيضة، وتكلم فيه كل جهول سفيه بالطعن في هذا الدين العظيم في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والطعن في أئمة المسلمين وعلمائهم؛ لتشكيك النشء والعوام في دينهم وعلمائهم.

فأردت أن أضرب بسهم في بيان هذا الدين؛ لعل الله أن يكتبنا فيمن نصر دينه زمن الغربة، وذب عنه وقت المحنة.

فمِن محاسن الشريعة الكاملة:

- ما ورد مِن أحكام الطهارة والنظافة: فقلما تجد كتابًا للفقه الاسلامي إلا ويبدأ بكتاب الطهارة، وهذا إن دل على شيء؛ فإنما يدل على إعلاء الشريعة مِن شأن الطهارة والنظافة حتى وُصفت الطهارة بأنها شطر الإيمان. و(لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ) (رواه مسلم)، وقد أوجبها الله في كتابه، فقال -سبحانه-: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4)، وقال: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) (المائدة:6)، ومَن يطالع كتاب الطهارة في الفقه الإسلامي يندهش لهذا العموم والشمول للأحكام؛ فتجد أقسام المياه والماء الطهور الذي يصلح للتطهر به، وباب لإزالة النجاسة  وحكمها الوجوب، وباب للوضوء وواجباته، والوضوء من الوضاءة، وفيه: تنظيف المسلم لبدنه قبل الصلاة المفروضة والتي هي خمس مرات، فهل يبقى من درنه ووسخه شيء؟!

وفي ثناياه: استحباب التسوك والذي هو تنظيف للفم والأسنان؛ ذاك الذي إذا أهملت نظافته قد يفرق بين المرء وزوجه، فحثت الشريعة عليه حتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ) (متفق عليه)، وقال: (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).

وكثيرًا ما نسمع عن مشاكل بين الزوجين بسبب رائحة الفم الكريهة؛ لإهمال هذه  السُّنة النبوية، وهذا الأدب الشريف؛ فأي جمال في هذا الدين الذين يعتني بدقائق الأمور التي يعجز عن إدراكها الحكماء والعلماء لولا فضل الله علينا ورحمته؟!

فالحمد لله على نعمة الإسلام، ثم تجد بابًا للاستنجاء وإزالة النجاسة، وبابًا يحث على نظافة البدن الداخلية فيه حلق شعر العانة والإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب والختان، ولا تترك أكثر من أربعين يومًا، يسمَّى بسنن الفطرة؛ لأن البعض ربما يكون خارجيًّا جميلًا مطيبً،ا ولا يعتني بالنظافة الداخلية؛ فأوجبت الشريعة النظافة الداخلية والخارجية.

كما أوجبت أيضًا: غسل الجنابة، وحثت المسلم البالغ أن يغتسل كل أسبوع مرة على الأقل، ففي الحديث الصحيح: (غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ) (متفق عليه).

فهذه بعض إشارات قليلة؛ لبيان بعض الحِكَم والمحاسن مِن أحكام الطهارة، وهكذا في كل أبواب الدين؛ حتى يدرك المسلم نعمة الله علية بهذا الدين العظيم الكامل، والذي قال الله -تعالى- فيه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة:3).

هذا الإسلام الذي جاء يحرر العقل البشري من الخرافات والخزغبلات والشركيات، وعبادة الطاغوت كما يحرره من كل دناءة ورجس ووسخ، في حين يتعبد غيرنا إلى ربه بالقذارة وعدم الطهارة!

فهل  ندرك عظمة هذا الدين وكماله؟!

وهل نحمد ربنا على نعمة الإسلام؟!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

ربما يهمك أيضاً

من فقه الخلاف
782 ٠٦ يناير ٢٠٢٠
المرجع عند الخلاف
755 ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩
نظرة الإسلام للمال
1041 ١٨ نوفمبر ٢٠١٩
هل تفرِّط في النعم؟!
1037 ١٧ مايو ٢٠١٨
عواقب الأمور
2409 ٠١ نوفمبر ٢٠١٧