الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان حزب النور بشأن مبادرة ترامب والمسماة بـ (صفقة القرن)

(النور) يرفض (صفقة القرن) رفضاً قاطعاً.. ويصفها بـ(الصفقة المشئومة)

بيان حزب النور بشأن مبادرة ترامب والمسماة بـ (صفقة القرن)
حزب النور
الجمعة ٠٧ فبراير ٢٠٢٠ - ١٧:٤٣ م
959

بيان حزب النور بشأن مبادرة ترامب والمسماة بـ "صفقة القرن"

كتبه/ حزب النور

- "النور" يرفض "صفقة القرن" رفضاً قاطعاً.. ويصفها بـ"الصفقة المشئومة"

تعتبر القضية الفلسطينية وفي قلبها القدس قضية محورية في حس جميع الشعوب العربية والإسلامية، ويمثل الكيان الصهيوني الغاصب الصورة الفجة والبغيضة للإحتلال الذى يمارس أعلى درجات البغي والعدوان.

إن الإحتلال الصهيوني لفلسطين ليس مجرد إحتلال لجزء عزيز من العالم الإسلامي بل إن هذا الجزء يضم مقدساً من أعظم مقدسات المسلمين وهو المسجد الأقصى ( أولي القبلتين، وثالث ثلاثة مساجد لها شرف ومكانة خاصة عند المسلمين ) .

لقد تنازل العرب - عبر عقود - عن كثير من مطالبهم المشروعة لصالح قرارات الشرعية الدولية والتي وهبت الغاصب جزءا كبيرا مما اغتصبه في سلسة طويلة من المفاوضات والمحادثات والاتفاقات ورسم خارطة طريق، وهم لا يراعون في ذلك عهدا ولا يحترمون ميثاقا وإنما فقط كسبا للوقت لفرض الأمر الواقع وضم المزيد من الأراضي، حتي تفاجأنا بالإعلان الأمريكي الإسرائيلي عن مشروعهما المسمي بصفقة القرن.

ولا ندري هي صفقة بين من ومن؟!! مع عدم وجود أصحاب القضية والأرض؛ فهي صفقة بين ترامب ونتنياهو اللذان هما في الحقيقة طرف واحد.

إن أمريكا والكيان الصهيونى يريدان من العرب توقيعا علي تنازل صريح عن كل القرارات الدولية السابقة بشأن قضية القدس وفلسطين- والتي أدانت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وأقرت للشعب الفلسطينى بجزء من حقه - والتسليم بالأمر الواقع.

إن المتأمل لهذه الصفقة المشئومة يجد الآتى:

١- أنها طلبت من العرب والمسلمين ثمنا عاجلا؛ وهو الإعتراف الكامل بحق الكيان الصهيونى فيما اغتصبه وسوف يغتصبه من أراضى ومستوطنات جديدة بوعود مؤجلة عديمة القيمة والأثر، وذلك بالإعتراف بدولة فلسطينية وهمية لا تملك من مقومات الدولة شيئا؛

- دولة مقامة على ١٣% من أرض فلسطين التاريخية.

- دولة لا تملك جيشا، منزوعة السلاح، جميع حدودها محتواة داخل دولة الكيان الصهيوني.

- لا تملك موانئ ولا مطارات إلا بعد عشر سنوات من الإختبار.

- تتكون هذه الدولة الموهومة من عدد من الأحياء وإن شئت فقل من الأشلاء الممزقة تربط بينها أنفاق وكباري تمر فى أراضي تعتبرها الصفقة أرضا تابعة للكيان الصهيوني.

٢- إنها أسقطت حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، مع إلغاء إشراف مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على اللاجئين الفلسطينيين؛ هذا الإشراف الذى يلتزم بدرجة ما من الوفاء بما تقرره المنظمات الدولية حفظاً لماء الوجه، فحتى هذه الدرجة ألغتها الصفقة!!!

٣- أما فيما يتعلق بالقدس، فالذى تعرضه الصفقة شيئا فى غاية التبجح والغرابة، فقد أعطت القدس الموحدة -الشرقية والغربية- كاملة للكيان الصهيوني كعاصمة موحدة له، على أن يختار الفلسطينيون بلدة من القرى المتآخمة للقدس لتكون عاصمة لهم، ولا مانع من أن يطلقوا عليها اسم القدس،فالحقيقة أنه لا يوجد دولتان بل هى دولة يهودية واحدة.

إن صفقة هذا شأنها لا اعتبار البتة لما تضمنته من حزمة مساعدات مالية وتنموية، وهل يقبل أحد أن يكون المال عوضا عن الوطن والأرض والعرض والمقدسات وحق عودة أصحاب الوطن إلى وطنهم؟!!!

إن حزب النور يعلن رفضه القاطع لهذه الصفقة، كما أنه يقدر المواقف العربية والإسلامية الرافضة لها.

وإن كان العرب والمسلمون اليوم فى حالة من الضعف والعجز عن إسترداد حقوقهم المسلوبة والمغصوبة فلا أقل من أن تبقى القضية حية فى النفوس ونابضة فى القلوب، فالأيام دول والضعيف لا يظل ضعيفا والقوى لا يبقى قويا وهذه سنة الله فى خلقه.

ولذلك فإن حزب النور يدعو جميع القوى الفاعلة والمؤثرة السياسية والإعلامية والإجتماعية والدعوية وغيرها إلى:

- نشر الوعى بين الشعوب العربية والإسلامية بقضية فلسطين والقدس، وحقيقة الصراع بيننا وبين الكيان الصهيونى الغاصب؛ هذا الكيان القائم على أساس ديني عنصري متطرف.

- بيان ما مرت به هذه القضية من مؤامرات منذ وعد بلفور المشئوم وتهجير اليهود إلى أرض فلسطين وحماية العصابات اليهودية الإرهابية التى قامت بتهجير العرب من قراهم عن طريق المذابح الجماعية وبث الرعب فيهم إلى آخر هذه المخازي والمآسي.

- وما كان من إنحياز فج وسافر من الغرب وأمريكا للكيان الصهيوني فى أى مسعى للوساطة، إلى أن جاء ترامب فخرج من دور الوسيط المنحاز ليكون طرفا معلنا فى هذه القضية.

إن الصراع بيننا وبين الكيان الصهيونى الغاصب هو صراع وجود وليس صراعا على الحدود، فعلى الشعوب العربية والإسلامية الأخذ بأسباب القوة لإسترداد حقوقها المسلوبة وإعادة مقدساتها المغصوبة، وأول هذه الأسباب وأعلاها وأهمها الاعتزاز بالهوية، والعود الحميد إلى الدين والتمسك به والتزامه وإقامة شريعة الله، والحفاظ على تماسك ووحدة الدول العربية والإسلامية وحمايتها من عوامل التفكك والضعف والإنهيار، مع الأخذ بأسباب التقدم فى جميع المجالات والإهتمام ببناء الإنسان.

وإنه مع هذا الوعى والرفض الشعبي جنبا إلى جنب مع الرفض الرسمي ستكتب - بإذن الله- شهادة الوفاة لتلك الصفقة المشئومة.

﴿ والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة