من أخلاق السلف -رضي الله عنهم- 7
كتبه/ أحمد
فريد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
14- من
أخلاقهم -رضي الله عنهم-:
كثرة تعظيمهم حرمة المسلمين ومحبة الخير لهم؛
لأنها من جملة شعائر الله: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ
اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32).
وقد عظم النبي -صلى الله عليه وسلم- حرمة
المسلمين في أعظم محفل شهدته البشرية، فقال -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ
حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا)
(متفق عليه)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ،
وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم).
وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول:
"لا يحقرن أحد أحدًا من المسلمين عند الله كبير".
وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يقول:
"أفضل الحسنات إكرام الجليس"، وكان ينظر إلى الكعبة، ويقول: "إن
الله حرمك وشرفك وكرمك، والمؤمن أعظم عند الله تعالى منك".
وكان عكرمة يقول: "إياكم أن تؤذوا أحدًا من
العلماء، فإن مَن آذى عالمًا آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
فتأمل يا أخي في نفسك: هل عظمت حرمات المسلمين
فضلًا عن العلماء والصالحين -كما ذكرنا- أم احتقرتهم ووقعت في أعراضهم وصرت من
الفاسقين بذلك؟!
15- ومن
أخلاقهم رضي الله عنهم:
صبرهم على أذى زوجاتهم، وشهودهم أن كل ما بدا من
زوجة أحدهم من المخالفات له صورة معاملته لربه، فلما خالف ربه، كذلك خالفته زوجته.
قال بعض
السلف: "إني
لأعصي الله فأجد ذلك في خلق دابتي وامرأتي".
وكانوا -رضي الله عنهم- يؤدون إلى المرأة حقها
على الكمال، ولا يمنعهم مخالفتها بهم عن ذلك.
وكان علي بن
أبي طالب -رضي الله عنه- يقول: "من سعادة المرء خمسة أشياء: أن تكون زوجته
موافقة، وأولاده أبرارًا، وإخوته أتقياء، وجيرانه صالحين، ورزقه في بلده".
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)
(رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وكان أحمد بن حرب يقول: "إذا اجتمع في
المرأة ست خصال فقد كمل صلاحها: المحافظة على الخمس، وطواعية زوجها، ومرضاة ربها،
وحفظ لسانها من الغيبة والنميمة، وزهدها في متاع الدنيا، وصبرها عند
المصيبة".
ومن أخلاقهم
مع زوجاتهم كذلك: صبرهم على
إصلاحهن؛ عملًا بقول الله -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) (طه:132).
وعملًا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ
بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ) (رواه مسلم).
16- ومن
أخلاقهم -رضي الله عنهم-:
ترك طلب الرياسة حتى نفجأهم ويقدمهم الناس على
أنفسهم، ويصير أحدهم يقول: "ما أنا بأهل للإمامة" مثلًا، فيقول الناس
له: بل أنت أهل لذلك وزيادة!
عملًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ
الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا،
وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا) (متفق عليه).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ
نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ)
(رواه البخاري).
وقد كان سفيان
الثوري -رحمه الله- يقول: "مَن طلب الرياسة قبل مجيئها فرت منه وفاته
خير كثير".
وكان يقول: "لا يطلب أحدكم الرياسة إلا بعد
مجاهدة نفسه سبعين سنة".
وكان مسلم بن
قتيبة -رحمه الله- يقول: "أدركنا الناس وهم يعدون الإمارة أعظم بلاء،
ونراهم اليوم يطلبونها، وكانوا إذا تولى صديقهم الإمارة يقولون: اللهم أنسه ذكرنا
حتى يصير لا يعرفنا ولا نعرفه!".
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com