الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

كورونا... قدرة وآية ربانية

فرصة للإقلاع عن الدخان والشيشة، فأكثر الناس عرضة لفيروس كورونا: المدخنين

كورونا... قدرة وآية ربانية
الثلاثاء ٣١ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٥٦ ص
604

كورونا... قدرة وآية ربانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

1- الابتلاء قد يكون فرصة مِن الله للتمحيص والتطهير من الذنوب، والرفعة للدرجات، وللافتقار والانكسار لله، ومواجهة النفس، والتوبة والمصالحة مع الله.

2- ما نزل بلاء إلا بذنبٍ، وما رفع إلا بتوبة: قال الله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)، وقال -تعالى-: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)، فلابد من التوبة والاستغفار، قال -تعالى-: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (النمل:46)، وقال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال:33).

التوبة من أكل ميراث البنات واليتامى، وعقوق الوالدين، والربا، وأكل السحت والرشوة، والزنا، والعرى ومشاهدة المواقع الإباحية، والتبرج، والشذوذ، والإلحاد والانتحار، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا... ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

3- الدعاء: قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) (الأنعام:42-43).

4- الأخذ بالأسباب واجب، والاعتقاد فيها شرك، ولا يمنع قدر من قدر، فلابد من التوكل على الله والإيمان بالقدر، قال الله -تعالى-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا  وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51)، فالضر والنفع بيد الله، قال -تعالى-: (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة:102)، (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) (الأنعام:17)؛ لذلك لابد من الأخذ بالأسباب؛ وذلك بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة والمنظمات الطبية من غسل اليدين بالماء والصابون، وعدم الخروج إلا للحاجة، وعدم التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة، وغير ذلك من النصائح، وهذا لا يتنافى مع التوكل على الله.

5- الإيمان باليوم الآخر، فالطاعون والوباء للمؤمن رحمة وشهادة إن صبر ورضي، فإن الأمور بمقادير، ومقاليد الأمر بيد الله، بينما يفزع الكفار والغرب؛ لعدم الإيمان باليوم الآخر والتعلق بالدنيا، قال الله -تعالى-: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) (البقرة:96).

6- فرصة للإقلاع عن الدخان والشيشة، فأكثر الناس عرضة لفيروس كورونا: المدخنين، ومرضى الصدر والجهاز التنفسي، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، كما أنك ستسأل بين يدي الله عن صحتك ومالك بالإضافة لإيذاء الآخرين.

7- التذكير بقدرة الله ومكره وقدرته وانتقامه: قال -تعالى-: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) (الأنعام:91)، فمهما تقدمت الدول في التكنولوجيا والعلوم؛ فلابد من عجزهم أمام قدرة الله؛ فانظر إلى عجزهم أمام هذه الكائنات الدقيقة، قال -تعالى-: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) (المدثر:31)، وانظر إلى هلاك الأمم السابقة: عاد وثمود وفرعون وقومه، قال -تعالى-: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) (الأعراف:133)، فكل هذه آيات للعبرة والعظة، قال -تعالى-: (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) (النور:57)، فانظر إلى ما تفعله الصين بالمسلمين الإيجور، وكذلك إيران بأهل السنة.

8- باقي شهر تقريبًا على شهر رمضان، فلابد من الاستعداد له بالإكثار من تلاوة القرآن والذكر، والعبادة والطاعة، والصدقات، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ) (رواه البيهقي، وحسنه الألباني)، فاللهم بلغنا رمضان.

9- عدم الاستغلال والاحتكار للسلع، والجشع بين الناس، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ) (رواه مسلم).

10- مواساة الناس الضعفاء والفقراء، والعطف عليهم ومساعدتهم في حاجاتهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) (متفق عليه).

11- ملء فراغ الأسرة مع إجازة الأولاد من الجامعات والدروس والمدارس، بجلسات الترابط الأسرى وجدول للعبادة والمذاكرة، والقرآن والمسابقات، والرياضة في المنزل، والأشياء النافعة.

12- التفاؤل وعدم التشاؤم واليأس، قال -تعالى-: (فَلَا تَبْتَئِسْ) (هود:36)، (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة:40).

13- المحافظة على قراءة التعوذات، وقراءة الأذكار عمومًا، وفي هذه الأيام خصوصًا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، (أعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللـهِ التَّامَّاتِ، الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وبَرَأَ وذَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمـنُ) (رواه أحمد والطبراني، وصححه الألباني).

14- بفضل الله بسبب الوضوء والاغتسال والنظافة والطهارة في الإسلام تقل الإصابات جدًّا في البلاد الإسلامية بالمقارنة بالدول الغربية.

15- خطورة الإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثر ذلك على ذعر الناس؛ فلابد من التثبت قبل نشر الأخبار، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة