الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

عِبَر من نازلة كورونا (2) (وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)

هنا يقف المسلم مندهشًا مِن حال هؤلاء الذين نسوا الله من قبل في كل مظاهر حياتهم،

عِبَر من نازلة كورونا (2) (وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)
سعيد محمود
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٩ ص
672

عِبَر من نازلة كورونا (2) (وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

- فإن مما يدعو إلى الاتعاظ والاعتبار ما كان بعد أن ضرب وباء كورونا إيطاليا وانتشر بها على نطاقٍ خطيرٍ، وصارت من أكبر الدول في العالم انتشارًا للوباء فيها، وصارت نسبة الوفيات كل يوم تزداد، وأشد منها نسبة الإصابات، حتى جعلت السلطات الإجراءات الاحترازية والتدابير كل يوم في تطورٍ وزيادةٍ.

- وبدأ الحصار للولايات والمحافظات، حتى وصل إلى جميع البلاد، بل وتم توقف جميع مظاهر الحياة تقريبًا، مع الزيادة الخطيرة في الإصابات والوفيات، وخرج رئيس الوزراء الإيطالي وقال: "قد فقدنا السيطرة في التعامل مع الفيروس، وعجزت قدراتنا وليس أمامنا إلا أن تتدخل السماء!"، الله أكبر، لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

- فأين التكنولوجيا والمخترعات الحديثة؟!

أين الاقتصاد القوي الذي يؤمِّن الدول العظمى؟!

أين وسائل الطب والاكتشافات المتطورة؟!

أين... وأين مما اتخذته أوروبا والغرب وكثيرٌ مِن الناس في هذه الحياة الدنيا آلهة مع الله -عز وجل-؟! قال -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ? وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ? لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (الأنعام:14).

- هنا يقف المسلم مندهشًا مِن حال هؤلاء الذين نسوا الله من قبل في كل مظاهر حياتهم، ويتذكر قول الله -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:40-41).

 - فالشاهد مِن الآية (وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:41)؛ أنهم أدركهم ضعفهم وما عندهم من التكنولوجيا والمخترعات الحديثة، والاقتصاد الذي يؤمِّن الدول، ووسائل الطب والاكتشافات المتطورة التي عجزت عن مواجهة فيروس صغير؛ نسوا كل ذلك، وأدركوا أن القادر على ذلك هو الله وحده!

وهذا خير، نعم هذا خير للإنسان العاقل الذي يغتنم هذه اللحظة، فيخلع كل هذه المخلوقات، ويسلم وجهه لله، ويفرد الله وحده بالتوكل والتعلق والرجاء؛ لأنه لن يرفع عنه ما هو فيه إلا الله، فالعاقل مَن يخرج من هذه التجربة، وقد قوي توحيده، وزاد يقينه (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الانعام:17-18).

فاللهم اجعلنا لك ذكارين، لك شكارين، إليك منيبين أوابين.

والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة