الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أخطر أنواع السرقات في زماننا! (2)

أخطر أنواع السرقات في زماننا! (2)
إبراهيم جاد
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٧:٤٤ م
387

أخطر أنواع السرقات في زماننا! (2)

كتبه/ إبراهيم جاد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

4- سرقات أهل الشهوات:

في زمن الطغيان المادي وهيمنة المال، وانتشار الجهل وحب الشهرة وضحالة الثقافة، وغياب الوعي لدي البعض تبرز بكل أسف الشهوات، وتطفو على السطح، فيسرق قلب البعض ويتغير فكرهم ويتشتت عقلهم؛ لما يرى أرصدة أهل الدنيا -مِن الفنانين، والمطربين، ولاعبي الكرة، وغيرهم- في البنوك، وثرواتهم العينية، ووجاهتهم الاجتماعية، وصفحات الإعلام وشاشاته التي ترفع مِن شأنهم، وتبحث عن أخبارهم، وتجري وراءهم.

وهو في نفس الوقت فقير أو لا يجد ما يستقيم به أمره الدنيوي، أو يبني به مستقبله، أو يعف به نفسه، هذه من وجهة نظره القاصرة؛ وإلا فالدنيا في الأصل دار بلاء وكدر، فهنا يُسرق قلب البعض بسهولة، وهو لا يدري، ويسبح معهم في تيارهم.

فما الحل إذًا؟!

عقيدة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين، وكبار السلف مِن العلماء العاملين، والأئمة المشهود لهم بالعلم والديانة هي الفيصل، وهي الملاذ بعد فضل الله -تعالى-.

5- سرقات أهل التيارات الحديثة التي تجتاح العالم: كالعلمانية، والليبرالية، وغيرهم:

فهؤلاء معاركهم صريحة ضد الإسلام، ويدَّعون أن الإسلام في المساجد فقط، ولا دخل للدِّين في حياة الناس، وفصل الدين عن الدولة، وأن باب الحريات مفتوح، وأن الشخص غير ملزم بأحكام الله -تعالى- في كل نواحي الحياة، وأن الإنسان حر في أن يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء، ويعتقد ما يشاء، ويحكم بما يشاء، بدون التقيد بشريعة إلهية، فإذا ذكر أي شيء دون الإسلام يقبل ويفرح به ويستبشر، أما عند أحكام الله ورسوله فتشمئز قلوبهم وتنكر عقولهم! ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال -تعالى-: (وإذا ذُكِر الله ُوَحدَهُ اشمَأَزَّت قلوبُ الذين لا يُؤمِنُونَ بِالآخرِةِ وَإِذا ذُكِرَ الذينَ مِنَ دونِهِ إذا هُم يَستَبشِروُن) (الزمر:45)، فهذا بعض مِن معتقداتهم الفاسدة وحججهم الواهية، وشبهاتهم الضيقة التي تصطدم صراحة مع تعاليم الدين الإسلامي، ومع صحيح العقل والفطرة، بل انظر إلى كلامهم المتناقض وآرائهم التي تحكمها المصلحة، ويحركها المال، وتتغير مع كل عصر.

 فما الحل إذًا؟!

عقيدة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين، وكبار السلف مِن العلماء العاملين، والأئمة المشهود لهم بالعلم والديانة هي الفيصل، وهي الملاذ بعد فضل الله -تعالى-.

6- سرقات التكفيريين والجهاديين:

وهذه السرقة -ولله الحمد والمنة- قليلة جدًّا، لكنها موجودة وتنطلي على بعض القليل من لا فهم لهم ولا عقل عندهم، فضلًا عن جهلهم؛ فعقيدتهم فاسدة، وأحكامهم قاصرة، ومفاسدهم عظيمة، وتأويلاتهم الباطلة وجهلهم المركب سبق كل جهل! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 فعقيدتهم عقيدة الخوارج التي نمت على مدار التاريخ وشبت، وقد حذَّر منهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في حديث علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (متفق عليه).

فمثلًا يكفِّرون بالمعصية بلا ضوابط ولا شروط، ولا انتفاء موانع؛ فطريقهم: طريق الغلو والتفسيق والتكفير، والتفجير، وشعارهم: الجهل! ولا تعجب، فهؤلاء قد كفَّروا بعض الصحابة وهم خيرة أهل الأرض رضي الله عنهم وبعضهم مشهود له بالجنة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وإذا عُرف أصل البدع، فأصل قول الخوارج: أنهم يكفرون بالذنب، ويعتقدون ذنبًا ما ليس بذنب، ويرون اتباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب، وإن كانت متواترة، ويكفرون مَن خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيهم: (يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ) (متفق عليه)، ولهذا كفَّروا عثمان وعليًّا وشيعتهما، وكفَّروا أهل صفين -الطائفتين- في نحو ذلك من المقالات الخبيثة" (مجموعة الفتاوى)".

 فلا ريب أنهم في غيرهم أشد، وضخموا الصغائر في عيون أتباعهم فلم يعذروا جاهلًا، فقتلوا الأبرياء وسفكوا الدماء! ولا حول ولا قوة إلا بالله، وبزعمهم أن هذا دين!

أي دين يا قوم هذا الذي تقصدونه؟!

ألم تقرأوا نصوص الوعيد في قتل المسلم؟!

ألم تعرفوا لأهل الديانة حقوقهم؟!

أين أنتم من عقيدة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟!

أين ذهبت عقولكم؟!

بل أين قلوبكم؟!

فما الحل إذًا؟!

عقيدة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة والتابعين، وكبار السلف مِن العلماء العاملين، والأئمة المشهود لهم بالعلم والديانة هي الفيصل، وهي الملاذ بعد فضل الله -تعالى-.

وإليكم معاشر الشباب أعرض نصيحتي الأخيرة:

العقيدة أغلى ما يملك المسلم، فتعلمها مِن أهل الثقة رجال العلم، أصحاب عقيدة السلف، أصحاب منهج أهل السنة والجماعة، وابحث عنهم كما تبحث عن أفضل طبيب لو ألمَّ بك المرض، فالفتن تحوطنا من كل جانب، والطعن في الأصول على أشده، وطلب العلم أصبح لا مناص منه ولا مهرب، فالثمن غالٍ جدًّا، ولا يمكن تعويضه، قلبك الذي ستقابل به ربك -جلَّ وعلا- فصلاحه يعني الجنة وفساده يعني النار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أسأل الله أن يهدي شبابنا ويبصرهم لطريق الحق، ويثبتهم عليه، وأن يقيهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يسوقهم إلى صحيح الدِّين، وأن يرفع عن بلاد المسلمين العقائد الفاسدة والحبائل الشيطانية إنه ولي ذلك وهو القادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة