الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

وقفات مع قصة أصحاب الكهف (1) (موعظة الأسبوع)

كان نزول القصة مواساة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتثبيتًا لأصحابه وإشارة إلى الهجرة

وقفات مع قصة أصحاب الكهف (1) (موعظة الأسبوع)
الثلاثاء ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٢٣:٥٩ م
1662

وقفات مع قصة أصحاب الكهف (1) (موعظة الأسبوع(

مقدمة وتمهيد

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

المقدمة:

- هي قصة فيها آية مِن آيات الله في الخلق، وتخبرنا عن مآل وعاقبة الصراع الدائم بين الحق والباطل؛ ليعلم أهل الحق في كل زمان ومكان أن الباطل وإن كان لا يتوقف عن الصدِّ والحرب على أهل الإيمان؛ إلا أن العاقبة دائمًا لأهل الإيمان والحق: قال الله -تعالى-: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا . إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا . فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا . ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا . نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى . وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا . هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا . وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا . وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا . وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا . وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا . إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا . وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا . سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا . وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا . إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا . وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا . قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) (الكهف:7-26).

- سُميت السورة بالكهف نسبة إلى قصتهم، برغم وجود ثلاث قصص غيرها فيها، وهو ظاهر مَن سبب النزول: قال محمد بن إسحاق: "إن قريشًا لَمَّا أَهَمَّهُمْ أَمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بَعَثُوا النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إلى أَحْبَارِ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، فقالوا لهما: سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ. فَخَرَجَا حَتَّى قَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَسَأَلُوا أَحْبَارَ يَهُودَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَوَصَفُوا لَهُمْ أَمْرَهُ وَبَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَالَا: إِنَّكُمْ أَهْلُ التَّوْرَاةِ، وَقَدْ جِئْنَاكُمْ لِتُخْبِرُونَا عَنْ صَاحِبَنَا هَذَا، فَقَالَتْ لَهُمْ أَحْبَارُ يَهُودَ: سَلُوهُ عَنْ ثَلَاثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ، فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِنَّ فَهُوَ نَبِيُّ مُرْسَلٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالرَّجُلُ مُتَقَوِّلٌ، فَرُوا فِيهِ رَأْيَكُمْ: سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّلِ، مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ؟ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجِيبٌ. وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ، بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، مَا كَانَ نَبَؤُهُ؟ وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ مَا هي؟ فَإِنْ أَخْبِرَكُمْ بِذَلِكَ، فَإِنَّهُ نَبِيُّ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ هُوَ لَمْ يُخْبِرْكُمْ، فَهُوَ رَجُلٌ مُتَقَوِّلٌ، فَاصْنَعُوا فِي أَمْرِهِ مَا بَدَا لَكُمْ.

فَأَقْبَلَ النَّضْرُ وَعُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَا مَكَّةَ عَلَى قُرَيْشٍ، فَقَالَا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: قَدْ جِئْنَاكُمْ بِفَصْلِ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ، قَدْ أَمَرَنَا أَحْبَارُ يَهُودَ أَنْ نَسْأَلَهُ، عَنْ أُمُورٍ، فَأَخْبَرُوهُمْ بِهَا، فَجَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا، فَسَأَلُوهُ عَمَّا أَمَرُوهُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أُخْبِرُكُمْ غَدًا بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ"، وَلَمْ يَسْتَثْنِ فَانْصَرَفُوا عَنْهُ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، لَا يُحْدِثُ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَحْيًا، وَلَا يَأْتِيهِ جَبْرَائِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، حَتَّى أَرْجَفَ أَهْلُ مَكَّةَ، وَقَالُوا: وَعَدَنَا مُحَمَّدٌ غَدًا، وَالْيَوْمَ خَمْسَ عَشْرَةَ قَدْ أَصْبَحْنَا فِيهَا لَا يُخْبِرُنَا بِشَيْءٍ مِمَّا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ. وَحَتَّى أَحْزَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُكْثَ الْوَحْيِ عَنْهُ، وَشَقَّ عَلَيْهِ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ. ثُمَّ جَاءَهُ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، بِسُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ" (سيرة ابن إسحاق، تفسير الطبري).

- كان نزول القصة مواساة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتثبيتًا لأصحابه وإشارة إلى الهجرة: قال -تعالى-: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود:49)، وقال: (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا) (طه:99)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ) (رواه مسلم)(1).

(1) مختصر قصة أهل الكهف:

- الإشارة إلى أن القصة لها جوانب كثيرة، وذكرها مختصرة هنا تمهيدًا لتفصيل يأتي بعد ذلك مع الدروس والفوائد.

قال المفسرون: "يقص الله -عز وجل- على نبينا وعلى الناس خبر أصحاب الكهف، بأنهم شبان صدقوا ربهم وامتثلوا أمره، بعد ما اتخذ قومهم آلهة من دون الله يعبدونها، فهدى الله هؤلاء الشبان إلى دينه وتوحيده، وزادهم هدى وثباتًا على الحق، فقاموا بين يدي الملك الكافر، وهو يلومهم على ترك عبادة الأصنام التي كان عليها وقومه، فقالوا له: ربنا الذي نعبده هو رب السماوات والأرض، لن نعبد معه غيره من الآلهة، ولو قلنا غير هذا لكنا قد قلنا قولًا جائرًا بعيدًا عن الحق، فتوعدهم الملك بالقتل رجمًا إن لم يرجعوا إلى دينه وملته.

فاجتمعوا إلى بعضهم، وقالوا: هؤلاء قومنا اتخذوا لهم آلهة غير الله، ولم يأتوا بدليل على عبادتها، وهذا أشد الظلم والكذب، فاتفقوا على الهجرة والخروج من القرية الظالمة، فأووا إلى كهف في بطن جبل بعيد عن قريتهم، وسألوا الله أن يجعل لهم أسباب الحفظ في الدنيا والدين، وأن يلهمهم الرشد في أعمالهم وأقوالهم. فلما دخلوا الكهف ألقى الله عليهم النوم العميق، فبقوا في الكهف سنين طويلة، تزيد عن ثلاثمائة، وأجرى الله عليهم من آياته في حفظهم وضمان سلامتهم ما فيه عظيم دلائل قدرته، ثم أيقظهم بعد هذه المدة، وهم على هيئتهم دون تغيير، فجعلوا يتساءلون عن نومهم، وظنوا أنهم ناموا مدة يوم أو يومين، وهو كثير في سنن الدنيا للإنسان، ثم أرسلوا واحدًا منهم ليشتري لهم طعامًا من المدينة، ونصحوه بالتخفي حتى لا ينكشف أمرهم، فيتعرضون لخطر القتل أو الفتنة في الدين، فلما نزل الشاب إلى المدينة، أدرك أهل المدينة أن هذا الرجل والمال الذي معه، من زمن مضى عليه أكثر من ثلاثمائة سنة؛ فكيف ذلك؟ فقام الشاب بإخبارهم بالأمر بعد ما أخبروه بموت الملك الكافر، وإيمان أهل القرية بعده، ثم انطلقوا معه لينظروا خبر الفتية الباقين في الكهف، فلما أدركوهم ونظروا إليهم، ألقى الله على الفتية الموت، وعند ذلك اختلف أهل المدينة فيهم، بين قائل بإغلاق الكهف عليهم كما هم وأمرهم إلى الله، وقائل بإقامة مسجد للعبادة على كهفهم" (المختصر في التفسير بتصرف).

(2) مشاهد القصة فيما يأتي:

- يراد مِن ذلك التنبيه على طريقة تناول القصة في مواعظ مسلسلة بعناوين المشاهد، والتي تحمل الفوائد والدروس والعِبَر بحسب كل مشهد.

المشهد الأول: محنة الفتية مع قومهم.           

المشهد الثاني: هجرة الفتية وفرارهم بدينهم.

المشهد الثالث: حياة الفتية داخل الكهف.

المشهد الرابع: بعث الفتية بعد نومهم الطويل.

(3) مختارات من المشاهد:

- يرُاد من ذلك التشويق إلى متابعة القصة في سلسلة المواعظ، وذلك بالإشارة إلى نوعية الفوائد من خلال الوقفات داخل المشاهد.

أ- وقفات عقدية: (قضية البعث - مسألة زيادة الإيمان ونقصانه - مسألة العذر بالإكراه - إثبات الكرامات - حكم بناء المساجد على القبور).

ب- وقفات تربوية: (أثر مصاحبة أهل الفضل - ضوابط العزلة والخلطة - من آداب الأسر والسفر).

ج- وقفات دعوية: (دور الشباب في نصرة الدين - الهجرة والفرار بالدين - أثر القصص القرآني والنبوي في الدعوة إلى الله).

د- وقفات فقهية: (حكم اقتناء الكلاب - قضاء صلاة من طال نومه ونحوه - حكم التكافل الاجتماعي).

هـ- وقفات إيمانية: (فضل التضحية والبذل لأجل الدين - إيواء الله لأوليائه - أثر الإخلاص في بركة الأعمال - طبيعة الكهف ومواصفاته العجيبة)(2).

خاتمة:

- لقد وصف القرآن العظيم أصحاب الكهف بأوصافٍ محببةٍ إلى النفوس، تعكس ما تحمله هذه النفوس مِن قِيَم نبيلة وصفات جليلة نعيش معها المواعظ القادمة -إن شاء الله-: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).

رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال العلماء: لأنها اشتملت على قصة الفتية المؤمنين، وكيف عصمهم الله مِن فتنة المَلِك الظالم؛ فكذلك ذكر قصتهم يعصم الله بها المؤمنين في آخر الزمان من الدجال.

(2) ذكر مثال إيماني في الختام: قوله -تعالى-: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ): عدل الحق -سبحانه وتعالى- عن ضمير الغائب كما في كل الآيات إلى ضمير المخاطب؛ تسلية للمؤمنين المخاطَبين بالقرآن في كل زمانٍ.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة