الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من (الدعوة السلفية) بشأن عدوان الكيان الصهيوني على غزة

مع أنه مِن السياسة أن يعطوا لمن طَبَّع معهم ذربعة يتجمل بها، أو يتأكد بها أنه يحصل على شيء مما وُعد به؛ إلا أنهم اختاروا أن يقولوا: إننا نعاهِد فنأخذ ولا نعطي

بيان من (الدعوة السلفية) بشأن عدوان الكيان الصهيوني على غزة
الدعوة السلفية
الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٦:٣١ م
853

بيان من "الدعوة السلفية" بشأن عدوان الكيان الصهيوني على غزة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

ففي الوقت الذي تهرول فيه كثيرٌ مِن الحكومات العربية إلى عقد اتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني؛ رغم أن بعض رؤساء تلك الحكومات ينتمون إلى حركات إسلامية بَنَت كل أدبياتها منذ نشأتها على أنها المُدَافِع الأول عن القضية الفلسطينية!

وفي الوقت الذي تُبرِّر فيه هذه الحكومات هذه الاتفاقيات؛ أنها ستتيح لها قَدْرًا أكبر مِن الضغط على الحكومة الإسرائيلية لمنع العُدوان على الفلسطينيين، بل واسترداد كثيرٍ مِن الحقوق المغتصبة؛ نجد أن اليهود كعادتهم ينتفشون ويستكبرون كلما وجدوا إقبالَ الآخرين عليهم.

ومع أنه مِن السياسة أن يعطوا لمن طَبَّع معهم ذريعة يتجمل بها، أو يتأكد بها أنه يحصل على شيء مما وُعد به؛ إلا أنهم اختاروا أن يقولوا: إننا نعاهِد فنأخذ ولا نعطي، كما قال الله -تعالى- فيهم: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:100).

على أنهم لو وَفوا لكانت الصفقة خاسرة؛ أن تحصل منهم على بعض فتات حقك، ولا يكون المقابل هو بعض حطام الدنيا؛ فقد يُدفَع المالُ للكفار فداءً لأسرى المسلمين؛ لا أن يكون الثمن هو هدم الحصون المنيعة في قلوب أبناء الأمة مِن أن ينفذ إليها أعداؤها فكريًّا قبل أن ينفذوا إليها عسكريًّا، وأن يكون الثمن هو القبول بمنتجات الحضارة الغربية التي كان لليهود دورٌ بارزٌ في ما وصلت إليه من شذوذ وانحراف أخلاقي، وانتكاس للفطرة؛ ذلك الانحراف الذي يحاول البرلمان الأوروبي أن يفرضه علينا تحت شعار: "حقوق الإنسان".

ولا ندري: أين هم مِن نساء وأطفال وعجائز تهدم عليهم بيوتهم بذريعة الرد على صواريخ أطلقت على الكيان الصهيوني؟!

ألستم في مواثيق حقوق الإنسان لديكم تجرِّمون العدوان على المدنيين حتى في حالة الحرب؟!

فلماذا يرد الكيان الصهيوني على هذا العمل العسكري المحدود (إن كان صحيحًا) بقصف البيوت والمنازل عامدًا متعمدًا؟!

ولماذا يصمت العَالَم؟!

ولماذا تخرس مؤسسات تزعم أن دورها حماية حقوق الإنسان؟!

ولكن نبشركم أن تطبيعكم ترفضه النفوس المسلمة الأَبِيَّة، وأن الأمة الإسلامية تتعلم سيرة نبيها -صلى الله عليه وسلم-، وكيف عاهد اليهود في مدينته المنورة؛ فصدق وكذبوا، ووَفَّى وغدروا، فكان أمر االله -تعالى-: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) (التوبة:14).

فسيبقى القرآن وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهديه في معاملاته سلمًا وحربًا، باقيًا سالمًا من التحريف؛ نعم قد ينحرف عنه البعض، وقد يعجز عنه البعض، ولكنه سيبقى وتبقى معه الأمة، وإذا كان بنو إسرائيل قد أفسدوا في الأرض مرتين؛ فسَلَّط الله عليهم عبادًا يفوقونهم في الفساد عقوبة لهم كما قال -تعالى-: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) (الإسراء:4-8).

فإن علوهم هذه المرة سيزيله جهاد هذه الأمة وصبرها واعتزازها بدينها: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء:105).

نسأل الله أن يعزنا ويعز الإسلام بنا، وأن يكون عونًا لإخواننا في غزة، وأن يربط على قلوبهم، ويثبِّت أقدامهم.

الدعوة السلفية

الأحد 12 جمادى الأولى 1442هـ

27 ديسمبر 2020م

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

الكلمات الدلالية