الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل طلب الآخرة ونعميها ينافي الإخلاص لله -تعالى-؟

السؤال: شيخنا الفاضل هل قول: \"أعظم ما تتقرب به إلى الله -عز وجل- أن ينظر إلى قلبك، فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو\"، فيه مخالفة من جهة أن العبد يطلب نعيم الآخرة أم لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

هل طلب الآخرة ونعميها ينافي الإخلاص لله -تعالى-؟
الخميس ١٨ مارس ٢٠٢١ - ١٧:٣٧ م
343

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الإخلاص هو أعظم مقصود للعبد، وأعظم قربة، قال الله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) (البينة:5)، لكن طلب الآخرة مِن العبادة الواجبة، وإرادة الله لا تنافي إرادة الدار الآخرة؛ قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) (الأحزاب:21)، وقال: (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ) (الأحزاب:29).

فمَن يقول: "لا أريد الآخرة، لا أريد إلا الله!" ضال؛ لأن مَن أراد الله أطاعه، وهو -سبحانه- أمرَ العبدَ أن يريد الآخرة، وأحب منه ذلك؛ فهذا هو الخطأ في هذه العبارة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com