الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (13)

قصة بناء الكعبة (11)

الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (13)
ياسر برهامي
الأحد ٠٤ أبريل ٢٠٢١ - ٠٩:٥٧ ص
368

الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (13)

قصة بناء الكعبة (11)

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

قال الله -عز وجل-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:126-128).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقوله -تعالى- إخبارًا عن الخليل أنه قال: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا) أي: من الخوف، لا يَرْعَب أهلَه، وقد فعل الله ذلك شرعًا وقدرًا".

(قلتُ: أمَّا شرعًا: فمعلوم تحريم مكة بالأدلة المستفيضة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبيان أن ذلك كان مِن تحريم إبراهيم لها، وهو الذي تناقله أبناؤه وذريته إلى زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى زمننا هذا، إلى يوم القيامة.

وأما قدرًا: فالأغلب الأعم فيما وقع في مكة أنها تكون آمنة؛ إلا استثناءً يسيرًا لا يقدح في هذه القاعدة؛ كزمن القتال بين الحجاج وعبد الله بن الزبير، وقد ضَرَبَ الحجاجُ مكة بالمنجنيق، ووقع شيء من حجارته داخل المسجد، بل واحترق البيت حتى بناه عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- على قواعد إبراهيم، وانتهى الأمر بمقتل عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- عند ‌الحَجُونِ بمكة مظلومًا -رضي الله تعالى عنه وغفر له-. وكزمن القرامطة الذين اقتلعوا الحجر الأسود وقتلوا الحجيج، وكزمن الواقعة التي وقعت في زمننا في عام 1400 من الهجرة المعروفة بواقعة جُهَيْمَان، التي وقع فيها اقتتال داخل المسجد، وقُتل مَن قُتل داخله وحوله.

فهذه الوقائع المعدودة وقعت عبر الزمان كله، لا تقدح في القاعدة أنه قد جعله الله -عز وجل- بلدًا آمنًا لا يرعب أهله. وكالساعة -أيضًا- التي أُحِلَّت فيها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولكنها لا تنافي حرمته؛ لأنها شُرِع فيها القتال فيه كما وَصَفَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أنها أُحِلَّت له ساعة من نهار.

ويجب على المسلمين من كلِّ الأجناس والقوميات والبلدان تعظيم حرمة مكة وعدم التعرض لأهلها أو لمقيم فيها بنوعٍ من الأذى؛ وإلَا فالله -عز وجل- يذقه مِن عذابٍ أليمٍ). 

قال ابن كثير -رحمه الله-: "كقوله -تعالى-: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) (آل عمران:97)، وقوله: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) (العنكبوت:67)، إلى غير ذلك من الآيات. وقد تقدمت الأحاديث في تحريم القتال فيها. وفي صحيح مسلم عن جابر: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلَاحَ)".

(قلتُ: وهذا يدل على ضلال الجماعة الذين قاموا بأحداث الحرم عام 1400هـ؛ لأنهم حملوا السلاح بمكة وخزَّنوه في الحَرَم -ولا حول ولا قوة إلا بالله-، ثم استعملوه في قتل مَن دخل عليهم يريد إخراجهم من الحرم، الذي اعتصموا به وظلُّوا يقتلون الناس حوله. ولا حول ولا قوة إلا بالله).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقال في هذه السورة: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا) أي: اجعل هذه البقعة بلدًا آمنًا، وناسَب هذا؛ لأنه قبل بناء الكعبة. وقال -تعالى- في سورة إبراهيم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) (إبراهيم:35)، وناسب هذا هناك؛ لأنه -والله أعلم- كأنه وقع دعاءً مرةً ثانيةً بعد بناء البيت واستقرار أهله به، وبعد مولد إسحاق الذي هو أصغر سنًا من إسماعيل بثلاث عشرة سنة؛ ولهذا قال في آخر الدعاء: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) (إبراهيم:39).

وقوله -تعالى-: (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ): قال أُبي بن كعب في قوله: (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ): هو قول الله -تعالى-. وهذا قول مجاهد وعكرمة، وهو الذي صوَّبه ابن جرير.

قال: وقرأ آخرون: (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)، فجعلوا ذلك مِن تمام دعاء إبراهيم، كما رواه أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية قال: كان ابن عباس يقول: ذلك قول إبراهيم؛ يسأل ربه أن مَن كفر فَأَمْتِعُهُ قليلًا. وعن مجاهد: "ومَن كفر فَأَمْتِعُهُ قليلًا" يقول: ومَن كفر فارزقه رزقًا قليلًا أيضًا، ثم اضْطَرُّهُ إلى عذاب النار، وبئس المصير.

وقال محمد بن إسحاق: لما عَنَّ لإبراهيم الدعوة على مَن أبى الله أن يجعل له الولاية انقطاعًا إلى الله ومحبته، وفراقًا لمَن خالف أمره، وإن كانوا من ذريته، حين عرف أنه كائن منهم ظالم لا يناله عهده، بخبر الله له بذلك قال الله: (ومَنْ كَفَرَ) فإني أرزق البر والفاجر، وأُمَتِّعُهُ قليلًا.

وعن ابن عباس في قوله -تعالى-: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) قال: كان إبراهيم يحجرها على المؤمنين دون الناس، فأنزل الله: (ومَنْ كَفَرَ) أيضًا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، أأخلق خلقًا لا أرزقهم؟! أمتعهم قليلًا، ثم أَضْطَرُّهم إلى عذاب النار وبئس المصير، ثم قرأ ابن عباس: (كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) (الإسراء:20)، رواه ابن مردويه. وروي عن عكرمة ومجاهد نحو ذلك أيضًا.  

وهذا كقوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ . مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) (يونس:69- 70)، وقوله -تعالى-: (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ) (لقمان:23-24)، وقوله -تعالى-: (وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ . وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ . وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) (الزخرف:33- 35).

(قلتُ: فينبغي لكل عاقلٍ أن يتدبَّر هذه الآيات، وما تضمنته من المعاني العظيمة، فإن الله يعطي الدنيا لمَن أحبَّ ولمَن كره، ولكنه لا يعطي الدِّين إلا لمَن أحبَّه، فمَن أعطاه الله الدين فقد أحبَّه؛ فلا يغترن بتقلب الذين كفروا في البلاد، وما أعطاهم الله من كثرة المال، وكثرة أنواع النعيم والرخاء والتقدُّم في علوم الدنيا؛ فإنهم كما وصفهم الله لا يعلمون (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:7)، وإن انكسار المسلمين أمام الأفكار الغربية؛ لأنهم أهل رزق واسع في دنياهم، وتقدُّم دنيوي؛ مِن أعظم الأمور خطرًا على المسلمين؛ فليحذر المسلمون مِن أن يتبعوا خطواتهم، فإنما هي طيباتهم عُجَّلت لهم في الحياة الدنيا، ثم يوم القيامة يضطرهم الله إلى عذاب جهنم وبئس المصير).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقوله: (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي: ثم أُلْجِئُه بعد متاعه في الدنيا وبَسْطِنا عليه من ظلِّها إلى عذاب النار وبئس المصير. ومعناه: أن الله -تعالى- يُنْظِرُهم ويمهلهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، كقوله -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) (الحج:48)، وفي الصحيحين: (لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ؛ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا، وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ)، وفي الصحيح أيضًا: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ) ثم قرأ قوله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102).

وقرأ بعضهم: (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا) الآية، جعله مِن تمام دعاء إبراهيم، وهي قراءة شاذة مخالفة للقراء السبعة، وتركيب السياق يأبى معناها، والله أعلم؛ فإن الضمير في (قَالَ) راجع إلى الله -تعالى- في قراءة الجمهور، والسياق يقتضيه، وعلى هذه القراءة الشاذة يكون الضمير في (قَالَ) عائدًا على إبراهيم، وهذا خلاف نظم الكلام، والله -سبحانه- هو العلَّام.

وأما قوله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، فالقواعد: جمع قاعدة، وهي السارية والأساس، يقول -تعالى-: واذكر يا محمد لقومك بناء إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- البيت، ورفعهما القواعد منه، وهما يقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

وحكى القرطبي وغيره عن أُبَي وعن ابن مسعود أنهما كانا يقرآن: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ويقولان ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم". قلتُ: ويدل على هذا قولهما بعده: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)، فهما في عملٍ صالحٍ، وهما يسألان الله -تعالى- أن يتقبل منهما".

(قلتُ: قراءة أُبَي وابن مسعود كأنها قراءة تفسيرية، أو أنها كانت قراءة نُسِخَت تلاوتها. والله أعلى وأعلم).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "روى ابن أبي حاتم عن وُهَيْب بن الوَرْد: أنه قرأ: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) ثم يبكي، ويقول: يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يُتَقَبَّل منك!

وهذا كما حكى الله -تعالى- عن حال المؤمنين الخُلَّص في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) أي: يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقُرُبَات (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) (المؤمنون:60)، أي: خائفة أن لا يتقبل منهم، كما جاء به الحديث الصحيح عن عائشة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وقال بعض المفسرين: الذي كان يرفع القواعد هو إبراهيم، والداعي إسماعيل. والصحيح أنهما كانا يرفعان ويقولان، كما سيأتي بيانه" (انتهى من تفسير ابن كثير -رحمه الله-).

(قلتُ: وهذه الآية دليل على أن هناك قواعد أسفل البيت رفع إبراهيم وإسماعيل البيت عليها، ورفعا هذه القواعد حتى ظهرت على سطح الأرض؛ أي: بَنَيَا على هذه القواعد حتى ارتفع البناء وظهر على سطح الأرض، وقد سبق أن ذكرنا أن عبدَ الله بن الزبير لما بنى الكعبة وَصَل إلى حجارة مُسنَّمَة أسفل الكعبة على وَفْق ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من زيادة البيت على ما بَنَتْه قريش في زمنِ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته، وأنه أوسع مِن الحالي بخمسة أذرع من الحِجْر؛ فهذه التي بَنَى عليها إبراهيم -والله أعلم- البيت، ورفع هذه القواعد فلم تعد مدفونة في الأرض؛ بل صارت على سطح الأرض).

نسأل الله -عز وجل- أن ييسر للمسلمين على الدوام حج بيت الله الحرام، والاعتمار إليه في كل زمان.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة