السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

عبد الله بن أبي بن سلول .. رأس النفاق

ومعلوم أن ظاهرة النفاق لم تنته بل زادت وانتشرت ولبست أثوابا مختلفة ، واحتمت برايات كثيرة للوصول إلى الأهداف المنشودة فما أشبه الليلة بالبارحة ، فإن أمثال ابن سلول في أيامنا هذه لم يعجبهم عودة المسلمين

عبد الله بن أبي بن سلول .. رأس النفاق
محمود عبد الحميد
السبت ٢٢ يناير ٢٠١١ - ٠٠:٠٥ ص
11201

عبد الله بن أبي بن سلول .. رأس النفاق


كتبه : محمود عبد الحميد          

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه و سلم .. أما بعد 

فلما دخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة كان عبد الله بن أبي بن سلول يهيئ نفسه ليتوج ملكًا على يثرب ، فأسقط في يده وذلك عندما رأى انتشار الإسلام حتى إنه لم يبق بيت في المدينة إلا ودخله الإسلام ، فما لبث أن دخل في الإسلام ظاهرًا ولكنه لم يدخل الإيمان قلبه ولم يتذوق طعمه .

فأخذ الحسد والحقد يأكلان قلبه ويطمسان عليه وظل يبطن الحقد والكيد والشر وتحين الفرص للإيقاع بالمسلمين ، ولم يأل جهدًا في حبك المؤامرات في الظلام والطعن في الظهر وتوجيه التهم للمسلمين ، حتى إنه رمى أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ زوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحصان الرزان العفيفة الطاهرة الزكية بغير ما اكتسبت ، وقد برَّأها الله من فوق سبع سموات بعد أن أوقع هذا الافَّاك مجتمع المدينة في حرج كبير .

وقد كان هو سبب هذه الحادثة عندما أراد أن يسعر الحرب بين المهاجرين والأنصار عندما اختلف مولى من المهاجرين مع مولى من الأنصار فقال : والله ما نحن وهم ( يقصد المهاجرين ) إلا كما قال الأول : سمن كلبك يأكلك وأضاف ( أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنَّ الأعز منها الأذل ) مما استدعى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يعجل في الرحيل والسفر الطويل .

ومعلوم أن ظاهرة النفاق لم تنته بل زادت وانتشرت ولبست أثوابا مختلفة ، واحتمت برايات كثيرة للوصول إلى الأهداف المنشودة فما أشبه الليلة بالبارحة ، فإن أمثال ابن سلول في أيامنا هذه لم يعجبهم عودة المسلمين إلى دينهم وإظهار شعائر هذا الدين وظهور السمت الصالح على هؤلاء المسلمين . 

مما جعل هؤلاء العلمانيون وفلول الشيوعية الفاشلة يتربصون بالمسلمين ويتمنون أن تدور الدوائر عليهم ويتحينون الفرص لإلصاق التهم بالمسلمين وهم منها براء ، وهم في ذلك يسوغون لأنفسهم ازدراء المسلمين والتعرض للسنن والشرائع الإسلامية بالتنقص والجحود والنقد والرفض والتكذيب تحت ستار محاربة الإرهاب والتطرف .

وقد حدا بهم الحسد والحقد والغيظ من انتشار الدعوة الإسلامية إلى محاربة الدعاة ، والتحريض عليهم وإلصاق التهم بهم ، والتنقيص من شأن الدعاة إلى الله عزوجل ومناهج الدعوة الصحيحة التي تتبنى منهج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومناهج الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، وتسير على درب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقتفي أثره وتنتهج منهجه .

ومن ذلك ما كَتب عن الشيخ " ياسر برهامي" - حفظه الله - في بعض الجرائد والمجلات في محاولة يائسة للنيل منه ، ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ حافظ لأوليائه قال تعالى :  ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )( يونس : 62-64 )

وقال الله تعالى : ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) ( التوبة : 32 )

فإن المكر والخداع والنفاق وكل الوسائل التي يتبعها هؤلاء بغية إطفاء نور الله لن تزيد المسلمين إلا تمسكًا بإسلامهم وعودة إلى منابعهم الصافية والتزامًا بأحكامه حتى يأتي أمر الله.

و"الشيخ ياسر" كما عرفته منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة من أسرة طيبة صالة ذات دين ، سواء كان أبواه رحمهم الله أو إخوته ، وهو دمث الخلق ، صاحب دين ، صوَّام ، قوَّام ، كثير التلاوة والذكر ، يحمل في صدره هم الإسلام ، محب للدعوة إلى الله ـ عزوجل ـ باذل لها وقته وماله ، لا يرجو من أحد جزاًء ولا شكورًا ، إنما أحسبه يخاف من ربه يومًا عبوسًا قمطريرًا .

وهو لا يتكلم في مسألة إلا عن علم وهو طالب علم مجتهد ، حافظ للأدلة مستوعب لها ،  ذو فهم ثاقب وبصيرة نافذة ، يعرف مذاهب العلماء في المسائل ولا يتكلم في مسألة وينتحي فيها منحى إلا كان له فيها سلف .

وهو كثير القراءة والاطلاع ، واسع المعرفة موقِّر للعلماء حتى وإن خالفهم ، لين رفيق بإخوانه يعدل مع خصومه لا يميل إلى سبهم ولا التنقص منهم ، يناقش أقوالهم ويرد على ما خالف منها الكتاب والسنة دون التعرض لأشخاصهم ، يسعى في حاجة المسلمين وتلبية رغباتهم ما أمكنه ذلك ، وعيادته خير شاهد على ذلك من تقديم الكشف الطبي المجاني وصرف الدواء والإعانة بالمال للفقراء ما أمكنه ذلك .

لا يكلُّ ولا يمل من العمل لأجل هذا الدين ، شأنه شأن إخوانه من دعاة هذا المنهج السلفي القويم ، ليس من شيمته الكذب ولا البهتان ، وإنما يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ، هذا ما عرفته عنه خلال هذه السنوات الطوال ، وما رأيته منه في المحنة أنه صابر محتسب باذل معطاء .

كما أنه يتمتع بسعة الأفق ، وبعد النظر ، وحسن التعامل مع المتغيرات ، وثبات على المبدأ وعلى الحق ، عنده ثقة عظيمة بالله وبموعود الله ، زاهد في الدنيا سواء من ناحية المال أو الجاه أو المنصب أو الثناء ، يحرص على تطبيق السنة بحذافيرها ؛ فلا يكاد يعلم سنة ثابتة إلا عمل بها .

وهو – حفظه الله - يتحرى الدقة في قبول الأخبار ولا يقبل الخبر إلا من ثقة ، كثير البكاء في الليل مع القرآن ، معتدل في مأكله ومشربه ، يجيب دعوة من دعاه ويشارك إخوانه أفراحهم وأتراحهم ، لا يحسد أحدًا على نعمة ساقها الله إليه ، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدًا ، وما شهدت إلا بما علمت وأما الغيب فيعلمه الله.

فأسأل الله أن يرد عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين ، وأن يجعل تدبيرهم تدميرهم ، وأن يرد كيدهم في نحورهم ، ونقول لهؤلاء المنافقين ( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ) ( آل عمران : 119 )

وأقول في النهاية :  إن الله ناصر من نصره وخاذل من خذله وسينتصر هذا الدين وينتشر رغم أنف الحاقدين قال تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ( التوبة : 33 )

وقال تعالي : ( ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ) ( الأنفال : 7- 8 )

واستعير في الختام كلمة شيخنا الفاضل سعيد عبد العظيم :

أبشر يا شيخ ياسر بما يسرك فقد شرفك الله بالإسلام وكفى بنعمة الإسلام نعمة ، وأقامك في طاعته ، وإذا أردت أن تعرف مقامك ، فانظر أين أقامك" .

وأقول بقول الله تعالى : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خيرٌ لكم لكل امرئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا وقال هذا إفك مبين) ( النور :11-12 )

فهؤلاء الذين يهاجمون في الإسلام إنما يظهر في ثنايا كلامهم خوفهم من الصحوة الإسلامية المتنامية ، فتشعر بصرخاتهم وأنَّاتهم واستغاثاتهم وهلعهم ، لأنهم يخشون من اقتراب نهايتهم .

فإلى من يعيش في حيرة ويبحث عن الحق أقول : إن المستقبل للإسلام ، فهلم إلينا .

وإلى أولئك الحاقدين المتخوفين أقول : إن المستقبل للإسلام ، ولا نجاة إلا في الإسلام وبالإسلام ، فالنجاة النجاة .

وإلى أولئك الموقنين أن المستقبل للإسلام أقول : الثبات الثبات ، فإن وعد الله قادم لا محالة ، والمستقبل للإسلام .

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي