الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فوائد مِن كلمة الشيخ "البراك" لأهل ليبيا

نحث أهل مصر خاصة كنوع مِن شكر الله أن انتهت أزمتهم بصورة أيسر بكثير مما ابتلي به إخوانهم في ليبيا أن يسارعوا بالمشاركة في حملة التبرعات العينية، والمساهمة في إنشاء مستشفيات لاستقبال المصابين.

فوائد مِن كلمة الشيخ "البراك" لأهل ليبيا
عبد المنعم الشحات
الخميس ٢٤ فبراير ٢٠١١ - ٢٣:٠٨ م
6299

فوائد مِن كلمة الشيخ "البراك" لأهل ليبيا


كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الأزمة الليبية.. وأنهار الدم التي فجَّرها حاكمهم الذي ضرب مَن يُسميهم "شعبه" بالطائرات، وسلط عليهم "مرتزقة" لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة في ظل حالة بلادة مِن المجتمع الدولي الذي يبدو الذى خرجت مطالباته بوقف قمع المتظاهرين هادئة ناعمة،  ولعلها رحمة من الله أن يدرك الجميع أن المجتمع الدولي حتى وإن إنحاز يوما ما لمصلحة الشعوب المقهورة فلغرض ما في نفسه.
وربما لأن القذافي استطاع أن يوظف فزاعة الإسلاميين بطريقة أكثر إتقانا من سابقيه ومن ثم أعرض المجتمع الدولي هذا الإعراض المشين عن تلك الإبادة الجماعية للشعب الليبي على يد من يفترض أنه راعيه.
والمحزن حقًا أن "ليبيا" مِن أكثر البلاد التي ابتليت بالدعاة الذين لا يفرقون بيْن الدخول في الطاعة الاضطرارية للحاكم المبدل للشرع، وبين طاعة ولاة الأمور الشرعيين الذين يسوسون الناس بكتاب الله، وهي الدعوات التي آن لها أن تختفي مِن واقع المسلمين فضلاً عن اختفائها من التدثر بدثار السلفية.

فضلاً أن "كفريات القذافي" قد فاقت قضية تبديل الأحكام، والتي ترى أنها مما للعذر بالجهل والتأويل في زماننا فيها مدخل إلى كفريات لا يختلف عليها اثنان مِن عامة المسلمين؛ فضلاً عن خاصتهم؛ كدعوته إلى إسقاط كلمة: "قل" مِن كل موطن وردت فيه في القرآن مثل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، ونحوها..

وأما الذين كانوا يمتنعون مِن الخروج عليه للمفسدة فلم يعد هناك مجال للمطالبة بهذا الآن وقد اشتعلت الأزمة، وقد أصر "القذافي" على الإبادة الشاملة -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم-!

فمِن هنا كان لزامًا على أهل العلم في كل مكان أن يدعوا الشعب الليبي إلى التضامن والصبر والاحتساب.

وأن يحذورا الجيش والشرطة مِن مغبة الطاعة العمياء لهذا الطاغوت لا سيما في قتل إخوانهم في الله، وأن يذكروا أنهم ما داموا جنودًا للطواغيت فهم معهم في الآخرة: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) (القصص:8).

ومِن هذا المنطلق جاءت تلك الكلمة التي وجهها الشيخ "البراك" -حفظه الله- إلى "الشعب الليبي"، ننقلها عسى الله أن ينفع بها، وإليك نصها:

"الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها المسلمون في بلاد ليبيا:

إن ما يجري في أرضكم لمصاب جلل يجب على المسلمين أن يتعاونوا على تلافيه واستدراكه حقنًا لدماء الأبرياء؛ لأن حاكم ليبيا ليس كغيره؛ فهو سفيه أحمق في تصرفاته السياسية في بلده وخارج بلده مع ما عُرف عنه من الأقوال الكفرية.

فلا كرامة ولا حرمة له، ولا يُعد في الحقيقية حاكما شرعيّا.

ولكن الذي يمنع من الإقدام على الخروج عليه هو عدم القدرة على ذلك؛ لا حرمة لولايته.

أما وقد اشتعلت النار بين الشعب والحكومة وعلى رأسها هذا الظالم السفيه الأحمق فيجب على المسلمين في ليبيا أن يكونوا صفًا واحدًا في وجه هذا الظالم، ولا يحل لأحد مِن العاملين في القطاع العسكري مِن جيشه أو من رجال الأمن، لا يحل لهم أن ينصروه على إخوانهم، بل عليهم أن ينضَمّوا إلى إخوانهم لإسقاط هذا الظالم.

وأسأل الله أن يسقطه، وأن يذله وأن يظفرهم به، وأن يولي عليهم مَن ينصح لهم في دينهم ودنياهم، إنه -تعالى- على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله" انتهي كلام الشيخ البراك.

وفي الختام: نحث أهل مصر خاصة كنوع مِن شكر الله أن انتهت أزمتهم بصورة أيسر بكثير مما ابتلي به إخوانهم في ليبيا أن يسارعوا بالمشاركة في حملة التبرعات العينية، والمساهمة في إنشاء مستشفيات لاستقبال المصابين.

وأن يجأروا بالدعاء لإخوانهم المستضعفين أن ينجيهم الله مِن بطش الطواغيت.

اللهم انج المستضعفين منا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي