الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول فتوى "الصور الدعائية للمرشحين"، وتعليق صور الصوماليين في المساجد

السؤال: 1- قرأت فتوى لكم على صوت السلف بعنوان: "الصور الدعائية للمرشحين"، فيها جواز تعليق صور المرشحين على ملصقات تُعلق على ملصقات وجدران، وتوزع على الناس، وكان في الجواب أنها صور فوتوغرافية، فتعجبتُ من تجويزها رغم أنها تعلق! وكنتم ذكرتم مِن قبل عدم جواز تعليق الصور الفوتوغرافية. فما الذي أخرجها عن هذا الأصل، وهل الانتخابات ضرورة?! 2- أيضًا: أجزتم تعليق صور الإخوة الصوماليين في المساجد؛ لحث الناس على التصدق لهم، كما ذكر لي بعض الإخوة. فهل المسجد مستثنى من عدم دخول الملائكة في وجود صور معلقة أم ماذا؟ أرجو الإفادة.

حول فتوى "الصور الدعائية للمرشحين"، وتعليق صور الصوماليين في المساجد
الخميس ٠١ ديسمبر ٢٠١١ - ١١:٣٥ ص
2753

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالصور المنهي لعلتين: الأولى: المضاهاة كما نص عليها الحديث: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ) (متفق عليه)، والعلة الثانية: خوف التعظيم والغلو، وهي مستفادة من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "صَارَتْ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ، أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ، وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لآلِ ذِي الْكَلاعِ، أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ" (روه البخاري).

والصور الفوتوغرافية ليس فيها علة المضاهاة؛ لأنها هي خلق الله، لا خلق الناس وصنعهم، وأما تعليقها المنهي عنه فهو الذي يتضمن العلة الثانية، وهو حاصل في تعليق صورة الأب والأم والابن، وصاحب المنزل، وأشد منه صور الرؤساء والملوك، والعلماء والمشايخ، والكبراء.

أما تعليق صور المرشحين فهو أمر مؤقت؛ للتعريف لا للتعظيم، وسيُزال بلا شك، بل قد نَهى جمع من العلماء عن تعليق الآيات على الجدران؛ لعدم الامتهان، فالتعليق على الجدران هو أقرب إلى الامتهان منه للتعظيم، ثم هو سيزال.

2- وأما صور الإخوة الصوماليين فهو قطعًا لغير التعظيم، بل لكي يعرف الناس حقيقة المأساة؛ فيساهمون في التبرع لهم.

فأرجو بعد التوضيح ألا تتعجب، فليس هناك تناقض بين ما سبقت به الفتوى، وبين الفتوى الجديدة.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي