الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

وقفات هادئة مع الأحداث الصاخبة (خطبة مقترحة)

الباطل عادة متبجح، ولا يترك الخير ينمو مهما سلك الخير من طرق سلمية فهو يشعر بالخطر علي نفسه إذا انتشر الخير؛ ولذلك يدفع الخير ليمنعه

وقفات هادئة مع الأحداث الصاخبة (خطبة مقترحة)
الدعوة السلفية
الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٩:٥٧ ص
3424
وقفات هادئة مع الأحداث الصاخبة (خطبة مقترحة)

29-محرم-1434هـ   12-ديسمبر-2012   


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مقدمة:

ـ الباطل عادة متبجح، ولا يترك الخير ينمو مهما سلك الخير من طرق سلمية فهو يشعر بالخطر علي نفسه إذا انتشر الخير؛ ولذلك يدفع الخير ليمنعه وليضعف قوته، بل وقتله! ومن هنا يقع التدافع بين الحق والباطل، وهي سنة الله التي لا تتبدل؛ الصراع بين الحق والباطل, الخير والشر، قال الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:251).

ـ الابتلاء عند إقامة الدين تشريف للمؤمنين: قال -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد:31).

ـ أحداث ومكاره وأحزان حتى يتحقق التمكين للدين : (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ) (الأنعام:34).

وقفات مع الأحداث:

الوقفة الأولى: حرية التعبير "التدمير":

- الإشارة إلى محاولات أعداء المشروع الإسلامي في الداخل والخارج لإحداث الفوضى في كثير من البلاد الإسلامية بعد العراق(1)، قال -تعالى-: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) (البقرة:217).

- الإشارة إلى التغرير بقطاع من الناس لتنفيذ "الفوضى الخلاقة" تحت شعار حرية التعبير: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) (آل عمران:100).

- جعل الإسلام حرية التعبير حقًّا مِن حقوق الإنسان الطبيعية، ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن الحرية نفي الإكراه في الدين الذي هو أعز شيء يملكه الإنسان، قال -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ) (البقرة:256).

- الإسلام يضمن حرية الرأي والتعبير بالذي ينفع ويصلح: "نزول النبي -صلى الله عليه وسلم- على رأي الشباب بالخروج للمشركين يوم أحد"، والأمثلة كثيرة.

- جعل الإسلام حرية للتعبير في منع الظلم والمطالبة بالعدل: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني)، وقال: (إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني)، ولكن الحرية لا تعني الإطلاق مِن كل قيد؛ وإلا كانت الفوضى.

ولذلك وضع الإسلام ضوابط لها:

1- ألا تؤدي إلى تهديد سلامة المجتمع.

2- ألا تفوت حقوقًا أعظم منها.

قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم: (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا) (متفق عليه).

الوقفة الثانية: حرية الإعلام "الإفساد":

يراد من هذه الوقفة التحذير من خطورة التأثير الإعلامي على إثارة الأحداث والدعوة إلى التخريب و التدمير(2).

- تأثير الإعلام قديمًا وأثر القصيدة والشعر والخطبة في الإثارة أو التهدئة: "دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- من على جبل الصفا ـ تخصيص حسان بن ثابت للرد على إعلام المشركين".

- الإسلام يضبط الإعلام: حادثة نزول قوله -تعالى-: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً) (النساء:83)، أخرج ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في الآية قال: "هذا في الأخبار إذا غزت سرية من المسلمين أخبر الناس عنها فقالوا: أصاب المسلمون من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا فأفشوه بينهم من غير أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- هو يخبرهم به".

- صدق النقل للرسالة الإخبارية وضمان أمن المجتمع من أثر الشائعات: استيثاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- من زيد بن أرقم حين أخبره بقول عبد الله بن أبي ابن سلول: "والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل". فقال له: "فَلَعَلَّكَ غَضِبْتَ عَلَيْهِ؟". قَالَ: لا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ؛ قَالَ: "فَلَعَلَّكَ أَخْطَأَ سَمْعُكَ؟". قَالَ: لا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ. قَالَ: فَلَعَلَّهُ شُبِّهَ عَلَيْكَ قَالَ: لا وَاللَّهِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقًا لِلْغُلامِ: (لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ) (المنافقون:8).

- صلاحية الوقت لنقل الأخبار: إرسال النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة لاستطلاع خبر قريظة: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَنْظُرُوا أَحَقٌّ مَا بَلَغَنَا عَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ أَمْ لا؟ فَإِنْ كَانَ حَقًّا فَالْحَنُوا لِي لَحْنًا أَعْرِفُهُ، وَلا تَفُتُّوا فِي أَعْضَادِ النَّاسِ وَإِنْ كَانُوا عَلَى الْوَفَاءِ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فَاجْهَرُوا بِهِ لِلنَّاسِ".

الوقفة الثالثة: "أمن واستقرار مصر استقرار وقوة للمسلمين والعرب":

ـ مكانة مصر المعنوية: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا) (رواه مسلم).

ـ مكانة مصر المادية: قال -تعالى- حكاية عن فرعون وافتخاره بمصر: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) (الزخرف:51)، وقال -تعالى- حين وصف مصر وما كان فيه آل فرعون من النعمة والملك: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ) (الدخان:25-27)، "ولا تزال عامرة بالقوة البشرية والموارد الكثيرة، ولكن... ".

ـ الأمن والاستقرار مطلب شرعي ومادي للعبادة والحياة في كل المجتمعات: أول ما سأل إبراهيم -عليه السلام-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم:35)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

ـ الأمن والاستقرار نعيم الدنيا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جِسْمِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

ـ الأمن والاستقرار نعمة لا يعرف قدرها إلا من حرم منها: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت:67)، وقال -تعالى-: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (قريش:3-4). "حال إخواننا في فلسطين وسوريا والعراق".

ـ السبيل الشرعي أعظم سبب لتحقيق الأمن والاستقرار: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55).

الوقفة الرابعة: "الدستور الجديد والشريعة":

- الدستور الجديد مدخل للحكم بشريعة الله: "مادة 2 - مادة 219"، وانظر في الرافضين "العلمانيون ـ الليبراليون ـ النصارى ـ الفلول" وفي أقوالهم: "دستور سلفي وهابي ـ مادة 219 كارثية ـ ... " تعرف أبعاد الرفض.

- الحكم بالشريعة حق الله كونًا وشرعًا: (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) (الكهف:26).

- الحكم بالشريعة مقتضى عبودية الله: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) (يوسف:40)، (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83).

ـ ليس لمخلوق حق التشريع، ومن زعم أنه له ذلك فقد نازع الله واستدرك عليه: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) (الشورى:21).

- المسلم حقًّا لا يحتكم لغير الشريعة التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء:65).

- المنافق هو الذي يدعي الإسلام ويحتكم لغير شريعة الإسلام: "ليبرالية - ديمقراطية": (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا) (النساء:60).

الشريعة الإسلامية تحفظ مصالح العباد: وأعظم مصالح العباد "الضروريات"، وهي التي تتوقف عليها حياة الناس واستقرار المجتمع، بحيث إذا فاتت اختل نظام الحياة وساد الناس الهرج والفوضى والاضطراب، ولحقهم الشقاء في الدنيا والآخرة، وهذه المصالح في عبارة لها تفاصيل كثيرة هي: "الدين - النفس - العقل - العرض - المال".

الوقفة الخامسة: "ماذا أقول للدستور؟":

ـ أقول: نعم؛ لأجل تفعيل شريعة الله.

أقول: نعم... "يذكر الخطيب شيئًا من ميزات الدستور بتقديم الأهم".

ـ إلى المترددين والمتشككين: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره، عَنْ جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: -عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ) وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ (رواه البخاري). وَفِي رواية: (ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ).

ـ المشاورة مع أهل الرأي والصلاح: قال -تعالى-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)، قال قتادة: "ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم".

- الدعاء بالهداية إلى الحق عند الاختلاف: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو: (اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (رواه مسلم).

فاللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يجدر الإشارة إلى تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية شهر نيسان 2005: "أن الحل لإيجاد شرق أوسط جديد هو إشاعة "الفوضى الخلاقة".

(2) كان الإعلام المنافق بعد سقوط "النظام السابق" يظن أن الأمور ستكون للعلمانيين والليبراليين، فكانت الاحتفالات والتحريض للشباب على إصلاح البلاد "نظافة الشوارع وتزيينها، وشعارات لبناء البلاد"، ولما جاء الإسلاميون انقلبت الأمور فأصبحوا يحرضون الشباب على حرق البلاد وتدميرها؛ رفضًا للمشروع الإسلامي -وحسبنا الله ونعم الوكيل-!

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة