الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

دعوتنا.... إن لم نحافظ عليها كالرجال سنبكى عليها يوما كالنساء

لم تعد خافية على احد محاولات تشويه هذا الكيان ،بل محاولة هدمه من الأساس ،يشارك في ذلك

دعوتنا.... إن لم نحافظ عليها كالرجال سنبكى عليها يوما كالنساء
وليد شكر
الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣ - ٢٠:٢٦ م
3165

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوتنا.... إن لم نحافظ عليها كالرجال سنبكى عليها يوما كالنساء

كتبه / وليد شكر

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله ، صلى الله عليه وسلم .. وبعد ..

هل جربت يوما أن تبكى عندما تشعر بالمرارة هذا ما نحن على وشك أن نصل إليه أو ما يريد البعض أن يوصلنا إليه ؟

فلا يعرف المرء قدر النعمة التي هو فيها حتى يحرم منها حينا أو يعيش زمانا قبل أن يتمتع بها ومن أعظم النعم التي انعم الله علينا بها وجود هذه الدعوة السلفية المترامية الأطراف وقد وصلت إلى كل محافظات الجمهورية إن لم يكن إلى كل مراكزها وقراها، فأثمر وجود هذا الكيان الدعوى الإحساس بالقوة التي حرمنا منها زمانا ثم بالحضور في المواقف والأحداث بفاعلية فشعرنا بوجودنا الذى كان البعض يخشاه .

ثم كان هذا الكيان الدعوى سببا في أن يجنبنا الله أنواعا من المرارات كنا سنتجرعها لولا فضل الله علينا بوجود هذه الدعوة وهذا مالا يدركه كثيرون من أبناء دعوتنا إذ إنهم لم يجربوا أن يعيشوا في مثل هذه الأوقات العصيبة دون كيان يعبر عنهم أو دعوة تمثلهم فهل تخيلت يوما هذه المرارات التي كانت تنتظرنا وهل فكرت يوما في هذه الانجازات التي ما كان لنا بها طاقة لولا فضل الله علينا بهذا الكيان ومع ذلك هناك من يستكثر علينا هذه النعمة اليوم .

لا تنس أيها الحبيب أننا :

- لم نشعر بمرارة الضعف بعد الثورة إذ وجدنا صوتا يعلو بمطالبنا وأولها مرجعية الشريعة الإسلامية عندما سمعنا اصواتا تريد تغيير المادة الثانية أو حذفها فعقدت المؤتمرات في كل المحافظات بل حتى في المراكز والقرى والنجوع حتى أصبحت قضية الشريعة قضية رأى عام وأصبح غاية أماني العلمانيين أن تبقى المادة الثانية على حالها وهذا مالم يحدث والحمد لله فكيف كان هذا سيحدث بدون هذا الكيان الدعوى السلفي.

- ولم نشعر بمرارة الإقصاء في وضع الدستور لأنه كان لنا صوت هناك يقف عند المخالفات فيعترض وعند الواجبات يطالب ويلح فكانت أصواتنا تصل الى قاعة الجمعية التأسيسية ونحن في بيوتنا من خلال سبعة عشر فارسا يصولون ويجولون يعبرون عن آمالنا في هذا الدستور كانوا حماة الشريعة في هذه الجمعية بشهادة أعدائهم قبل حلفائهم حتى وضعت المادة 219 نزولا على رغبتهم

-       ولم نشعر بمرارة البريء المتهم عندما كيلت لنا الاتهامات بعد الثورة لتشويه صورة كل سلفي في مصر بقطع الأذن تارة، وهدم الأضرحة تارة، وحرق البيوت نارة ،لأننا وجدنا متحدثا باسم دعوتنا يقول ما نريد أن نقوله ويزيد، ويدافع بما نريد أن ندافع به ويزيد ،فشفى منا الغليل ونحن في رحالنا.

-       ولم نشعر بمرارة التهميش عندما كانت تعقد المناظرات والمؤتمرات والاجتماعات في أعلى مؤسسات الدولة لأننا كنا موجودين هناك في كل مناظرة ومؤتمر واجتماع بمن يمثل منهجنا ويحمل رايتنا ويعبر عن آلامنا وآمالنا

-       لم نشعر بمرارة التغييب المتعمد الذى يعانيه اليوم سلفيو تونس وليبيا لأنه لا تذكر مصر بعد الثورة إلا ويذكر معها هذا التيار السلفي الذى أصبح رقما صعبا في المعادلة ليس فقط لوجود دعاة سلفيين لهم شعبية عارمة وإنما لوجود كيان يعبر عن هذا المنهج فالأفراد اليوم مهما كان لهم من الفضل والحب في قلوب الجماهير وهذا من إكرام الله لهم نحسبهم كذلك إلا أن ذلك كله ليس له وزن في مؤسسات صنع القرار ولا يعتبر إلا الكيان والكيان القوى ولعل ما حدث في التأسيسية خير دليل على ذلك فلم نسمع يوما بإرجاء مادة دستورية حتى يؤخذ فيها رأى الشيخ فلان لكثرة أتباعه أو محبيه وإنما ينتظر رأى الأحزاب والكيانات فكانت دعوتنا هى الكيان المعبر عن المنهج السلفي في هذه المؤسسات .

-       لم نكتف فقط بالحزن عندما ظهرت على السطح قضايا تحزن كل سلفي بل كل مسلم لأننا وجدنا من يوصل صوتنا إلى مؤسسات الدولة، وصانعي القرار حتى وان لم يستجب لنا فقد اعذرنا إلى الله بذلك، وهذا ما حدث في قضية السياحة الإيرانية والضباط الملتحيين والقرض الربوي ووثيقة المرأة والصكوك الإسلامية .

-       لم يعد مقبولا من أحد أن يوهمنا أننا أقل من غيرنا اذ أصبح السلفيون يحتلون مكانا في اهتمام الصحف ومراكز الأبحاث في مجالات لم يخبروها من قبل بعدما كان يقال ((هما طلعونا منين )) فكما جاء في صحيفة المصريون على سبيل المثال صنف المعهد الديمقراطي المتخصص في تقرير له، أداء نواب مجلس الشورى في شهر إبريل المنقضي ، حيث احتلت الكتلة البرلمانية لحزب النور المرتبة الأولى .

-       شعرنا جميعا بعالمية هذه الدعوة عندما رأينا ذراع الدعوة السلفية يصل إلى أفريقيا في حملات إغاثية دعوية ووطئت أقدام أبناء هذه الدعوة صحارى أفريقيا ليطعموا الجوعى ويحفروا الآبار للظمأى ويقدموا العلاج للمرضى ويظهروا الإسلام لغير المسلمين في صورة رجال يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق فلم يكتف هؤلاء بالمجالات الدعوية في بلادهم حتى دفعتهم همتهم الى الترحال في سبيل دعوة الحق

لسان حالهم انى رأيت وقوف الماء يفسده

إن ساح طاب وان لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الأرض ما افترست

والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو دامت في الفلك طالعة

لملها الناس من عجم ومن عرب

فكان لذلك آثار طيبة في دخول عدد كبير من أهل هذه البلاد في دين الله عز وجل

ويكفيك فقط ان تبحث عن كلمة السلفيون في قلب القارة السمراء في الإنترنت لترى ذلك بعينيك .

-       لم يقتصر دورنا في نصرة المستضعفين من المسلمين على الدعاء والبكاء حينما استطعنا من خلال هذا الكيان آن ندشن حملة امة واحدة لإغاثة الملهوفين في ليبيا والصومال وسوريا وغزة لتصل المساعدات مباشرة إلى مستحقيها بأيدي أبناء هذه الدعوة المباركة .

-       لقد عظمت ثقتنا في قدرة هذه الدعوة وقيادتها عندما رأيناها تتخذ الشكل المؤسسي شيئا فشيئا في أول فرصة سنحت لها بعد الثورة لتقطع شوطا في هذا الاتجاه لم يكن يتوقع أن يتحقق في هذه الفترة القصيرة جدا في عمر التنظيمات فيتخصص بعض أبنائها في عمل الطلائع ليبرع فيه ويثمر والبعض في العمل الشبابي فينجز والبعض في العمل النسائي فينجح والبعض في العمل الاجتماعي فينتج وهكذا حتى أصبح الشكل المؤسسي للدعوة يرتق يوما فيوما وهذا ما كان البعض يراهن على عدم استجابة طبيعة الدعوة السلفية له فاتضح أن الأمر مع الإرادة والاجتهاد أيسر بكثير مما كان يحاول البعض أن يوهمنا به .

-       نقول هذ أيها الأحبة لأنه لم تعد خافية على احد محاولات تشويه هذا الكيان ،بل محاولة هدمه من الأساس ،يشارك في ذلك قنوات تسمى إسلامية وشخصيات توصف بالدعاة والعلماء وكأن هذا الكيان أصبح هو الخطر الأول والعدو الداهم ،ونسوا أو تناسوا أن أحدا لم ينصر قضية الشريعة في مؤسسات الدولة كما نصرها هذا الكيان، لذا فحديثي ليس موجها إلى هؤلاء الذين يحاربون هذه الدعوة وإنما إلى أبنائها الذين قد يتأثرون ببعض هذه القنوات او تلك الشخصيات فأقول إن هؤلاء يريدون لنا أن ننسلخ من كياننا لنكون عالة على كيانات أخرى لا تعبر عن منهجنا ولا ترضى أن ترفع رايتنا ولا تعترف بأولوياتنا لذا فهم باختصار يريدون أن نتجرع كأس المرارة التي أبى الله إلا أن يعافينا منها بوجود هذا الكيان المبارك .

لذا فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن ندافع عن هذا الكيان الذى يحمل المنهج الأقرب إلى الحق ويدعو إليه وإما سيأتي يوم يقال لنا كما قالت الأم لولدها آخر ملوك الأندلس المسلمين الملقب ب((الغالب بالله)). وكان ملكاً على غرناطة فسلمها لخصومه من الأسبان فسماه الإسبان (الصغير )، بينما سماه أهل غرناطة الزغابي (أي المشؤم أو التعيس). وبكى على ضياع ملكه الذى لم يدافع عنه فقالت له أمه عائشة الحرة:

«ابكِ مثل النساء ملكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال»

وأخشى أيها الأحبة أن تقولها لنا الأجيال القادمة إذا ما استسلمنا لتلك الهجمة التي تستهدف هز دعوتنا من داخلها واضطراب كياننا من قواعده وليس علينا اليوم إلا المزيد من ثقتنا بدعوتنا التي بارك الله فيها حتى بلغت الآفاق ثم المزيد المزيد من العمل الجاد، دعويا كان أو وحزبيا ،ليقوى هذا الكيان فيقوى به الحق الذى يدعو إليه حتى نسلم الراية للأجيال القادمة فيبلغوا بها مالم تبلغه أعمارنا وأعمالنا.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

 

تصنيفات المادة