الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان "حزب النور" بشأن تعثر الوساطة الدولية في المصالحة الوطنية

بالطبع فإن أحدًا لا يجرؤ على الكلام في الحقوق الخاصة من الأنفس أو الأموال أو الدماء، ولكن تبقى المواءمة السياسية في الأمور العامة طلبًا للمصلحة العامة

بيان "حزب النور" بشأن تعثر الوساطة الدولية في المصالحة الوطنية
حزب النور
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣ - ١٣:٠٦ م
5757
29-رمضان-1434هـ   7-أغسطس-2013      

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي ظل الأزمة السياسية التي تعيشها مصر، أرسلت كثير من الدول العربية والغربية والإفريقية مبعوثين تحت مسميات مختلفة من استكشاف الوضع إلى تقييم الوضع إلى القيام بجهود الوساطة.

وكانت الصدمة كبيرة أن جُل هذه الوفود كان يدفع في الاتجاه الذي يريده؛ لا الاتجاه الذي يُخرج مصر من ورطتها، كما أن الموقف داخليًّا كان انتقائيًّا بشكل ملفت للنظر؛ حيث رحبت النخب السياسية بالتصريحات التي تصب في صالحها بينما اعتبرت التصريحات العكسية تدخلاً في شئون الدولة المصرية!

وبعيدًا عن وصف كل وفد للمشهد كما رآه أو كما يحب أن يصفه يبقى أشد التصريحات ألمًا هو تصريح "جون ماكين" الذي قال فيه: "إن مصر أمامها أيام لتنزلق في حمام دم كامل!".

إن هذه الكلمة إن جاز أن تمر من فم "قيادي في الحزب الجمهوري الأمريكي" مرور الكرام فلا نظن أبدًا أنها تمر على مصري، بل ولا عربي ومسلم هكذا دون أن ينزعج منها ويبادر إلى محاولة منع جريان ذلك الحمام الدموي.

إننا ندعو جميع أصحاب المبادرات الداخلية الذين هدأوا فترة ليُتيحوا الفرصة لأصحاب المبادرات الدولية أن ينشطوا، وأن ينسِّقوا فيما بينهم "وحبذا لو خرجوا بمبادرة واحدة".

وفي هذا الصدد نرحب بدعوة "شيخ الأزهر" لأصحاب المبادرات للاجتماع معه، ويجب أن يدرك جميع أطراف الأزمة أن الحل هو المصالحة، قال الله -تعالى-: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ(النساء:128).

فلا يلزم أن يتمسك كل أحد بما يراه الحق، ولكن من الممكن بل من المطلوب أن يرضى ببعضه طلبًا للصلح طالما كان الأمر المتنازع عليه "قابلاً للتنازل".

بالطبع فإن أحدًا لا يجرؤ على الكلام في الحقوق الخاصة من الأنفس أو الأموال أو الدماء، ولكن تبقى المواءمة السياسية في الأمور العامة طلبًا للمصلحة العامة؛ وإلا فلن يستفيد مَن يؤيد هذا الفريق أو ذاك شيئًا بتطبيق الحل الذي يراه دون أن تستقر البلاد وتتحرك عجلة الاقتصاد.

فيا أهل مصر أسرعوا إلى صلح شامل متوازن، ولا تنتظروا من الغير حلولاً ولا تستبعدوا خطر حمام الدم الذي تحدث عنه مَن تحدث.

نسأل الله أن يحفظ دماءنا، وأن يؤمننا في أوطاننا.

حزب النور

29 رمضان 1434هـ

7 أغسطس 2013م


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي

تصنيفات المادة