الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من "الدعوة السلفية" و"حزب النور" الصادر في 15/8/2013 بشأن أحداث العنف وتدخل مجلس الأمن

في هذه الأثناء التي عمَّ فيها الحزن على ضحايا فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" كنا نتوقع أن مناظر الدماء والأشلاء سوف تجعل أطراف الأزمة يندمون

بيان من "الدعوة السلفية" و"حزب النور" الصادر في 15/8/2013 بشأن أحداث العنف وتدخل مجلس الأمن
الدعوة السلفية وحزب النور
الجمعة ١٦ أغسطس ٢٠١٣ - ٠٠:٤٥ ص
12561
بيان من "الدعوة السلفية" و"حزب النور" بشأن أحداث العنف وتدخل "مجلس الأمن"

9-شوال-1434هـ   15-أغسطس-2013      

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي هذه الأثناء التي عمَّ فيها الحزن على ضحايا فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" كنا نتوقع أن مناظر الدماء والأشلاء سوف تجعل أطراف الأزمة يندمون ويبادرون إلى أي حل من شأنه أن يوقف "حمام الدم"؛ إلا أن الأمور سارت في اتجاه المزيد من العنف!

وزاد الأمر خطورة... "بوادر التدخل الدولي في الشأن المصري"؛ حيث حدد مجلس الأمن جلسته في الثامنة والنصف مساءً بتوقيت جرينتش من مساء يوم الخميس لمناقشة الوضع في مصر، وهو ما يدق ناقوس خطر جديد يحتِّم على جميع الأطراف أن يقدِّم كل شيء من التنازل من جهته.

وفي هذا الصدد نؤكد على المعاني الآتية:

1- ما زالت "الدعوة السلفية" و"حزب النور" على موقفهما منذ بداية الأحداث، وهو الموقف الرافض لفكرة الحشد والحشد المضاد، والداعي للجوء إلى مائدة المفاوضات.

2- ترى "الدعوة السلفية" أن آكد ما ننشغل به الآن هو التأكيد على الطابع المتدين المسالم للشعب المصري، والحرص على المصالحة الشعبية بيْن جميع أبنائه تحت هذه المظلة.

3- يرى "حزب النور" أنه لن يمل من محاولات الوساطة، وتشجيع كافة مبادرات المصالحة وجهودها.

4- ومع هذا، فإننا نؤكد على أن التظاهر السلمي لمن اختاره طريقًا للتعبير عن رأيه حق مشروع "شريطة الالتزام التام بسلميته" ودون التورط في العنف أو في حمل السلاح سواء الناري أو الأبيض "ولو على سبيل الردع"؛ لأن حمل السلاح يؤدي حتمًا إلى استعماله، وهو ما يزيد من حمام الدم، وهذا يعني أن الخروج في مثل هذه الحالات مفسدة شرعية تزيد على أية مصلحة يرجوها الخارج فيها من ورائها، ويستوجب النهي عن الخروج فيها؛ مراعاة لحرمة الدماء.

5- نؤكد على أن هذا الالتزام بالسلمية هو التزام قانوني وأخلاقي بالنسبة لمعارضي الحكم الحالي، ولكن الحكومة مطالبة وبشدة بنزع سلاح الجماعات المؤيدة لها، مثل: جماعات "البلاك بلوك"، وغيرها... كما ينبغي أن يُطبَّق هذا على أي تجمعات شعبية أخرى.

ونود في هذا الصدد أن نؤكد على إنكار بعض مظاهر العنف التي رأيناها في الأيام الماضية، فمن ذلك:

أ‌- استغلال بعض البلطجية فترة حظر التجول في ترويع المواطنين عامة وأصحاب "السمت الإسلامي" خاصة!

ب‌- استهداف قوات الجيش وأقسام الشرطة ومديريات الأمن، والمنشآت العامة والخاصة؛ مما يمثِّل عدوانا على دماء أبرياء يمارسون دورهم في هذه الأماكن، ولا يجوز أخذهم بجريرة غيرهم، وإذا كنا ننصح بالسلمية حتى في مواجهة تجاوزات بعض القوات؛ فكيف بمن يقومون بمهامهم في حفظ الأمن سواء الداخلي أو الخارجي؟!

ونذكِّر الجميع بأن الجيش المصري هو الجيش العربي الوحيد المتماسك في المنطقة، والمصلحة الإسلامية والعربية والقومية العليا تحتم على الجميع الحفاظ عليه وعلى قواته، وطي أي خلاف سياسي أمام هذه المصلحة العليا.

ت‌- نحذر من انتشار موجات الغلو في التكفير، ونذكِّر الجميع بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا(متفق عليه)، وقوله: (إِذا قالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَهُوَ كَقَتْلِهِ(رواه الطبراني، وصححه الألباني).

والغريب أن يلجأ البعض انتصارًا للدكتور "مرسي" إلى تكفير الجيش والشرطة بمبررات لو صحتْ لانطبقت عليهم في عهد الدكتور "مرسي"! بل لم نكن نكفرهم حتى في عصر "مبارك"! وهو الأمر الذي حفظ الله به مصر من مصير دول أخرى عانت -وما زالت تعاني- عشرات السنين.

ويجب أن يعلم الجميع: أن التكفير حكم شرعي، وليس عقوبة اجتماعية توقعها على خصمك مهما بلغت درجة خصومته معك، ومتى لجأ الناس إلى سلاح التكفير ضاع بينهم الأمن على دينهم ودمائهم وأعراضهم، وشاعت بينهم الفوضى.

ث‌- ويشبه التكفير "خطاب التخوين" الذي امتلأتْ به قنوات تزعم "الليبرالية"، ولكنها في ذات الوقت قد تخصصت في خطاب الكراهية والتخوين لأبناء التيار الإسلامي، بل لم يسلم د."البرادعي" مِن هجمتهم؛ لمجرد أنه أراد الالتزام بالقانون في التعامل مع المظاهرات والاعتصامات السلمية!

ج‌- كما نستنكر "استهداف الكنائس" بالحرق أو بغيره، وهو ما يخالف ما يُلزم الإسلام المسلم به من الوفاء بالعقود، ومراعاة المصلحة العامة.

ونحن نؤكد على أن ما كان من هذه الأفعال منسوبًا إلى مجهولين لا ينبغي أن يُنسب أو يسارع البعض إلى إلصاق التهمة بفرد أو جماعة؛ لا سيما مَن تبرأ مِن ذلك، ونوصي الجميع أن يتبرؤوا من هذه الأفعال، ومِن كل صور العنف، وأن ينهوا أتباعهم عنه.

نسأل الله أن يحفظ مصر من شر الفتن، وأن يرزق أهلها الأمن والطمأنينة، وأن يجمع كلمتهم على الحق.

الدعوة السلفية وحزب النور

8 شوال 1434هـ

15 أغسطس 2013م

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي