الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مقولة: "الكوميديا الإلهية!"

السؤال: قام المدعو "محمد الجوادي" المناصر للإخوان باستعمال الكذب والأباطيل والخرافات التي ينشرها على قناة "الجزيرة"، والمواقع المغرضة، وغيرها -نسأل الله ان يكفيناه بما شاء-، قام بكتابة كلمات فظيعة على حسابه على "تويتر"، وقد عنونها بعنوان: "الكوميديا الإلهية"، ويتخيل حوارًا يدور بيْن مَن دخل النار -وهو يتكلم على مسلمين- وبين الله -سبحانه وتعالى-، بل يتخيل تلقي بعض الأشخاص كتابهم وراء ظهورهم مما يستلزم القطع بدخولهم النار، كقوله: - "من الكوميديا الإلهية: يقول بعد أن تلقى كتابه وراء ظهره: لقد مشيتُ وراء الطيب، فيرد الطيب بل أنا الذي سرتُ وراءك، ووراء الدبابة". وأظنه يقصد "بالطيب" شيخ الأزهر. - وقوله: "من الكوميديا الإلهية: بعد أن تلقى كتابه وراء ظهره يقول: دفعتني النزوة فقتلتُ دون أن أدري أني قاتل، فترد الملائكة: هذا عقاب القتل لا الدراية". - وقوله: "من الكوميديا الإلهية: يقول بعد أن تلقى كتابه وراء ظهره: إن المنجوس سحرني، فيرد المنجوس ويقول: بل هو الذي معرني". فما حكم الشرع في أهل الجهل الذين ينطقون بهذا الهذيان، وهذه الحماقات؟ وهل هذا الكلام يحتمل العذر بالجهل وعدم التكفير رغم ما اشتمل عليه الكلام مِن ضلالات، وإطلاق الكوميديا الإلهية على الله -عز وجل-؟!

مقولة: "الكوميديا الإلهية!"
الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤ - ٠٥:١٨ ص
1896

مقولة: "الكوميديا الإلهية!" 

السؤال:

قام المدعو "محمد الجوادي" المناصر للإخوان باستعمال الكذب والأباطيل والخرافات التي ينشرها على قناة "الجزيرة"، والمواقع المغرضة، وغيرها -نسأل الله ان يكفيناه بما شاء-، قام بكتابة كلمات فظيعة على حسابه على "تويتر"، وقد عنونها بعنوان: "الكوميديا الإلهية"، ويتخيل حوارًا يدور بيْن مَن دخل النار -وهو يتكلم على مسلمين- وبين الله -سبحانه وتعالى-، بل يتخيل تلقي بعض الأشخاص كتابهم وراء ظهورهم مما يستلزم القطع بدخولهم النار، كقوله:

- "من الكوميديا الإلهية: يقول بعد أن تلقى كتابه وراء ظهره: لقد مشيتُ وراء الطيب، فيرد الطيب بل أنا الذي سرتُ وراءك، ووراء الدبابة". وأظنه يقصد "بالطيب" شيخ الأزهر.

- وقوله: "من الكوميديا الإلهية: بعد أن تلقى كتابه وراء ظهره يقول: دفعتني النزوة فقتلتُ دون أن أدري أني قاتل، فترد الملائكة: هذا عقاب القتل لا الدراية".

- وقوله: "من الكوميديا الإلهية: يقول بعد أن تلقى كتابه وراء ظهره: إن المنجوس سحرني، فيرد المنجوس ويقول: بل هو الذي معرني".

فما حكم الشرع في أهل الجهل الذين ينطقون بهذا الهذيان، وهذه الحماقات؟ وهل هذا الكلام يحتمل العذر بالجهل وعدم التكفير رغم ما اشتمل عليه الكلام مِن ضلالات، وإطلاق الكوميديا الإلهية على الله -عز وجل-؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه الجهالات والضلالات داخلة في القول على الله -سبحانه وتعالى- بغير علم، قال الله -عز وجل- في المحرمات: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33). وأشد ذلك ما يتعلق بصفات الله -جلَّ وعلا-.

وتسمية أفعال الله -عز وجل- بالكوميديا الإلهية جهل عظيم!

ثم التعريض بأشخاص مسلمين -وتسمية غيرهم- بأنهم مِن أهل النار؛ هو مِن جنس ما ورد في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (كَانَ رَجُلانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ". (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

أما احتمال العذر بالجهل -رغم الضلالات- فوارد، والأصل عدم تكفير المسلم الذي ثبت إسلامه حتى تقام عليه الحجة التي يكفر مخالفها.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي