الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

!إلى رئيس الجمهورية.. وإلى شيخ الأزهر... ديننا مستباح فهل تحمونه؟

الإسلام ينتهك .. الإسلام مستباح .. جهات متعددة، وشخصيات متعددة، وقنوات متعددة تطعن في الإسلام وتهدم ثوابته، وتنشر شبهات عن الإسلام...

!إلى رئيس الجمهورية.. وإلى شيخ الأزهر... ديننا مستباح فهل تحمونه؟
سعيد الروبي
الأحد ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٢:٠٤ م
2814

إلى رئيس الجمهورية.. وإلى شيخ الأزهر... ديننا مستباح فهل تحمونه؟!

كتبه/ سعيد الروبي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الإسلام ينتهك .. الإسلام مستباح .. جهات متعددة، وشخصيات متعددة، وقنوات متعددة تطعن في الإسلام وتهدم ثوابته، وتنشر شبهات عن الإسلام من شأنها أن تبلبل أفكار الناس خاصة الجهال وأنصاف المتعلمين؛ مما يؤدى إلى ابتعاد الناس عن الدين وازدرائه والاستهانة به والاستخفاف به ومعاداته.

نعم.. كل هذا يحدث الآن وبصورة منتظمة وممنهجة ومتواصلة على القنوات الفضائية، وللأسف أجهزة الدولة المختلفة لم تتحرك لإيقاف هذه المهزلة ومنع هذا المنكر .. والمبرر معلوم .. حرية الرأي واحترام الآخرين وحرية العقيدة والإعلام الحر.. و... إلى آخر هذه الشعارات الخادعة المضللة الكاذبة التي لا تُستخدم إلا ضد الإسلام فقط!!! لإسكات المسلمين وإخضاعهم .. فإذا أراد المسلم أن يستخدم نفس الشعارات .. حرية الرأي .. فيعلن عن رأيه فإنه يتهم بالتشدد والمرجعية والتخلف والجمود والوصاية على الناس، ويضيق عليه ولا يسمح له بنشر ما يعتقده؛ فكل هذه الشعارات إذا كانت لمصلحة المسلم فهي ممنوعة، وإذا كانت ضد الإسلام والمسلمين فهي جميلة ومتاحة!!

في القنوات الفضائية يستضيفون الملاحدة ويسمحون لهم بعرض أفكارهم المشوهة عن الإسلام، ولا يأتون لهم بمحاور قوي يفند ويجيب على هذه الأفكار والشبهات الخاطئة؛ مما يؤدى في النهاية إلى نشر أفكار الملاحدة، واستحسان بعض الشباب لها واقتناعهم بها؛ فيتحول التلفزيون والقنوات إلى أدوات وأجهزة لنشر الإلحاد وليس لمحاربته .. ويتراجع الدين.

في أحد القنوات استضافوا  شيخا يقول إن الخمر ليست محرمة، وإن السكر فقط هو المحرم .. ودار نقاش عقيم سقيم حول هذا الكلام، ومع هذا الرجل وأدى هذا إلى بلبلة الأفكار والعقول عند بعض الناس.

وقناة أخرى استضافت شيخا يقول: إن من قال لا إله إلا الله فهو مسلم وإن كفر بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به!!

وقناة أخرى استضافت شيخا يقول: إن صحيح البخاري (مسخرة)!!

وقناة قال أحد متحدثيها: لو كان بالمدينة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم حلاق لحلق النبي صلى الله عليه وسلم لحيته!!

وقناة يقدم أحد المذيعين فيها برنامجا يهدم فيه كل ثوابت الإسلام بانتظام وبلا إنكار من الجهات المسئولة، ويقدمون في نفس القناة برنامجا لنشر الرقص وإثارة الغرائز  ويقولون: المعترض لا يشاهد البرنامج .. وقناة ظهر على شاشاتها كاتب يسب الدين ويكرر السب .. وقناة إحدى مذيعاتها تقول: إن السينما المصرية هبطت بسبب قلة القبلات في الأفلام .. وقنوات فيها إيحاءات وإيماءات وإشارات جنسية!!

ما هذا؟! إن الدين يستباح وينتهك علانية وبانتظام وباستمرار، فإذا كان الدين قد هان على هؤلاء فهل هان أيضا على رئيس الجمهورية؟! وهل هان على شيخ الأزهر؟! وعلى مفتى الديار المصرية؟!

يُسمح لكل الطاعنين العابثين بالحديث العلني ضد الدين ولا تتاح الفرصة للمتدينين الغيورين للدفاع عن الإسلام لا يأخذون مساحة ولا فرصة.

ماذا يقول الشباب المتدين عن قيادات الدولة وأجهزة الدولة ومسئولي الدولة عندما ينتهك الدين الغالي ولا تتدخل الدولة بأي صورة، ولا بأي درجة لوقف هذه المهزلة؟!

حرية الفكر ليس معناها حرية نشر الكفر والإلحاد:

إنني أدعو الرئيس السيسي للتحرك لمنع تكرار هذه المواقف ووضع حد لها. وأدعو شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية أيضا للتحرك لإيقاف هذه المهازل، وأدعو كل الجهات والأجهزة والمؤسسات في الدولة للتحرك لإيقاف هذا العبث؛ حماية للدين وصيانة للإسلام، وحفاظا على الشباب من الوقوع في  الإلحاد.

إنني أعبر عن استيائي الشديد  وقمة حزني لهذا الذي يجرى، وأعبر عن غضبي من المسئولين الذين تقاعسوا عن حماية الدين وتركوا الدين مباحا مستباحا لكل أحد.

وأقول للقائمين على هذا البلد: إنكم بهذه التصرفات تعطون الفرصة للشباب الذي يقول إن النظام يحارب الإسلام، وإن الهوية الإسلامية في خطر.

صحيح "أنتم لم تهاجموا الإسلام ولكن سكتم وصمتم عن الذين يهاجمونه ويعبثون بثوابته وشخصياته".. إلى متى تستمر الأحوال هكذا؟! إلى متى السكوت؟! هل من غضبة لله تعالى؟! لوجه الله تعالى .. وحماية لدين الله؟! هل من قرارات وقوانين؟! هل من توجيهات وإجراءات وخطوات؟! هل من نصير؟! هل من مجيب؟!

واإسلاماه .. واحسرتاه .. وامصيبتاه .. واخسارتاه!!

كلمات إلى مالكي القنوات وأصحابها:

إن المذيعين يتسابقون ويتنافسون في تقديم كل غريب، وكل جديد، وكل عجيب؛ لينالوا ـ كما يزعمون ـ شرف السبق الصحفي أو السبق الإعلامي .. لترتفع مكانتهم وأسهمهم وأجورهم في الوسط الإعلامي، وهذا الغريب الذي يقدمونه يشوش على عقول الناس ويبلبل أفكارهم ويشككهم في دينهم وعقيدتهم.

وبعض المذيعين يفعلون هذا بنية حسنة ولا يقصدون الإساءة للإسلام.

وبعضهم يفعل ذلك عامدا متعمدا وهو يقصد فعلا فتنة الناس.. فأنتم يا ملاك القنوات مسئولون عما يذاع وينشر في قنواتكم، أنتم شركاء أساسيين فيما يحدث.

منكم من يوافق على هذه الطريقة من المذيعين ويرضاها ويشجع عليها لهدم الإسلام، ومنكم من لا يوافق ولا يرضى عن هذا.. فإلى هؤلاء أقول: راجعوا سياسات قنواتكم،  وراجعوا نوعيات مذيعيكم حتى لا تهدموا الإسلام في نفوس بعض الناس وأنتم لا تشعرون.

وإلى المذيعين الحريصين على السبق الإعلامي أقول: ليس كل ما يُعلم ينشر ويذاع .. لا تستضيفوا أصحاب التقاليع والبدع والاختراعات في الدين .. لا تبرزوا هؤلاء الشاذين فكريا لتفوزوا بالسبق الإعلامي.. لا تتبعوا أصحاب الغرائب الدينية حتى لا تفتنوا الناس.. نعم ستسبقون كل المذيعين في نشر الخبر وأيضا ستسبقونهم إلى غضب الله وسخطه.

ربما كان من تستضيفونه يجيد التحدث ويجيد عرض ما لديه، والضيف الذي يرد عليه لا يجيد الرد أو أفكاره غير مرتبة؛ وبالتالي تترسخ الفكرة الخاطئة في قلوب المشاهدين وأنتم السبب.. واليوم بعض الناس عنده ميول لكل ما هو غريب أو جديد حتى ولو خالف الإسلام .. يبحثون عن كل جديد وغريب؛ فلا توفروا لهم ما يبعدهم عن دينهم .. الإعلام أمانة .. والناس الذين يتابعونكم أمانة .. والدين أمانة .. فلا تضيعوا الأمانة.

أخيرا إلى شيخ الأزهر:

يا فضيلة الشيخ، مولانا شيخ الأزهر، أين صوت الأزهر؟! وأين صوت المؤسسات التابعة للأزهر؟! لماذا لا تكلفها بالرد؟!

لماذا هذا الصمت؟!

هل الأزهر مكمم الأفواه؟! أم هو راض وموافق على ما يذاع؟!

أليست مهمة الأزهر الحفاظ على الدين والحفاظ على عقيدة المسلمين؟! لماذا يستباح الدين لكل من هب ودب والأزهر ساكت؟! لماذا لا يرد بقوة؟! ولماذا لا يوقف هذه المهازل؟! لماذا لا نسمع أن الأزهر أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب الإلحاد والملحدين والطاعنين والمشككين؟! أسئلة وتساؤلات ليس لها إجابة عندي، فإن كان عند فضيلتكم إجابة فأرحنا بها، نريد أن نفهم ونعرف الحقيقة .. لا تتركنا لصراع الأفكار والاحتمالات فديننا ينتهك ويستباح وليس شيئا آخر!

إن كانت الأمانة ثقيلة فانقلها إلى من يتحملها، وإن كنت قادرا على حملها فأين العلامات؟! تحرك يا مولانا ولا تخش في الله لومة لائم!

أو أفسح الطريق لمن لا يخاف في الله لومة لائم!

يا فضيلة الشيخ، لا تقل لي: الإسلام قوي ولا خوف على المسلمين، ولكن لماذا نترك المجال لمن يطعنون في ديننا ويشككون في ثوابتنا؟! إن هذا يؤذى مشاعرنا ويحزننا جدا جدا، وأحيانا يؤثر في ضعاف النفوس قليلي العلم وقليلي الإيمان، ومسئوليتنا أن نحافظ عليهم لا أن نفتنهم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً