الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

موقف الشيعة الإمامية من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم

يرون من تمام الاعتقاد انتقاصهم وسبهم ووصفهم بأقبح الصفات

موقف الشيعة الإمامية من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء ٠٥ مايو ٢٠١٥ - ١٢:٥٦ م
5561

موقف الشيعة الإمامية من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم

كتبه/ محمود عبد الحميد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يتهجم الشيعة على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم تهجُّمًا شنيعًا، متهمين إياهم بالكذب والخيانة، بل والكفر والردة إلا القليل منهم، ويرون من تمام الاعتقاد انتقاصهم وسبهم ووصفهم بأقبح الصفات، ويُردِّدُون ذلك في روايات كثيرة عن أئمتهم في الطعن في الصحابة، لا ينجُ من ذلك أحد من كبار الصحابة وأُمَّهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والعشرة المبشرين بالجنة بما فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.

 

- قال الكشي أحد صناديدهم: قال أبو جعفر: كان الناس أهل رِدَّة بعد النبي إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، وذلك قوله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ" (آل عمران:144).

 

-ويروون عن أبي جعفر أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ... وأشار بيده إلى ثلاثة.

 

- ويروون عن موسى بن جعفر الإمام المعصوم السابع عندهم أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا عهده، فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر، "والعجب كل العجب أين ذهب علي والحسن والحسين وبقية أهل البيت وعمار وحذيفة وغيرهم؟"، والشيعة لا يذهبون إلى سب الصحابة فقط بل يُكفِّرُون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

 

- قال العالم الشيعي نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (ج2/244) ما نصه: "الإمامية؛ أي: الشيعة الإثنا عشرية، قالوا بالنص الجلي على إمامة علي وكفروا الصحابة ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق عليه السلام، وبعد إلى أولاده المعصومين عليهم السلام، ومؤلف هذا الكتاب من هذه الفرقة وهي الناجية إن شاء الله "وهو هالك إن شاء الله".

 

-وقال السيد المرتضى محمد الحسيني النجفي في كتابه "السبعة من السلف (ص7)" ما نصه: "أن الرسول ابتلي بأصحاب قد ارتدوا من بعد عن الدين إلا القليل".

 

- وقال نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية (1/1)" ما نصه: "أن أبا بكر كان يُصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والصنم مُعلَّق في عنقه وسجوده له".

 

- قال الملقب عند الشيعة بعمدة العلماء والمحققين محمد بن التوسير كاني في كتابه "لآلئ الأخبار  (4/92)" ما نصه: "اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات للعن عليهم-عليهم اللعن- إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد عن التخليه والاستبراء والتطهير مرارًا بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر ثم شمرًا وعمر ثم عسكرهم وعمر، اللهم العن عائشة وحفصة وهندًا وأم الحكم، والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة".

 

- بوب علامتهم وخاتمة المجتهدين عند الشيعة محمد باقر المجلسي في "بحار الأنوار (30/ 79)" بابًا سماه "باب كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبرُّؤ منهم ولعنهم"، والمقصود بالثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

 

- وقال المجلسي في "بحار الأنوار (30/230)": "والأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وإضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو مجلدات شتى".

 

-ورورى شيخهم تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسين بن محمد بن صالح العاملي في كتاب "المصباح (ص552، 553)": هذا الدعاء الخبيث الذي ينسبونه إلى علي بن أبي طالب وهو :"اللهم صلِّ على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما اللذان خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وأحبا أعداءك وخربا بلادك وأفسدا عبادك ..." إلى آخر هذا الدعاء الخبيث الطويل، والذي يقول في آخره: "اللهم عذبهم عذابًا يستغيث منه أهل النار. آمين يارب العالمين".

 

يروى أبو جعفر يعقوب الكليني في كتاب "الروضة" رواية طويلة عن سلمان الفارسي أنه قال فيها: "بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين تقررت البيعة لأبي بكر في سقيفة بني ساعدة، وبعد أن وصل أبو بكر إلى المسجد النبوي اعتلى منبر رسول الله وبدأ الناس يبايعونه، رأى سلمان هذا المنظر فذهب إلى علي رضي الله عنه وأبلغه بالأمر فسأل علي سلمان الفارسي: أتعرف من أول من بايع أبا بكر ووضع يده في يده؟ فقال سلمان الفارسي: لا أعرف ذلك الرجل، لكني رأيت شيخًا عجوزًا يتوكأ على عصاه، وعلى جبينه علامة السجود، كان ذلك هو الشيخ الذي تقدَّم أولًا إلى أبي بكر، وأخذ يبكي ويقول: "الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان، أبسط يدك، فبسط يده فبايعه، فمد أبو بكر يده وبايعه الشيخ العجوز فسمع علي كلام سلمان وقال: هل تدري من هذا؟ فقال سلمان: لا أدري، فقال علي: ذلك إبليس لعنه الله".

 

-وقال العلامة زين الدين النباطي في كتابه "الصراط المستقيم (3/ 161، 168)" فصلين؛ الفصل الأول سماه "فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين"، وفصل آخر خصصه في الطعن في حفصه سماه "فصل في أختها حفصه".

 

- وعلق العلامة المجلسي في "مرآة العقول"، على رواية طويلة بـ"الكافي"، ورواية رقم"23" ومنها: "وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم أمات هامان وأهلك فرعون". قال المجلسي: الرواية صحيحة والمقصود في أمات؛ أي: عمر، وأهلك فرعون؛ أي: أبا بكر، ويحتمل العكس، ويدل على أن المراد هذان الأشقيان.

 

- وصحح المجلسي في "مرآة العقول" رواية الكليني التي رواها في الرافضة "ص187" وهي عن عجلان أبي صالح قال: دخل رجل على أبي عبدالله –عليه السلام- فقال له: "جعلت فداك هذه قبة آدم -عليه السلام- قال: "نعم ولله قباب كثيرة ألا أن أخلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغربًا أرضًا بيضاء مملوءة خلقًا يستضيئون بنوره، لم يعصوا الله طرفة عين، مايدرون خلق آدم أم لم يخلق، يبرءون من فلان وفلان "يعني أبوبكر وعمر".

 

قال المجلسي: رواية صحيحة والمقصود بفلان وفلان أبو بكر وعمر.

 

- ويقول الخميني في كتابه "كشف الأسرار - ص126": "إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله وما حللاه وحرماه من عندهما ومارساه من الظلم ضد فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وضده أولاده، ولكن نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين".

 

-ويقول –قبحه الله- "ص127" بعد اتهامه للشيخين بالجهل: "أن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولى الأمر".

 

-ويقول أيضًا "ص137": "الواقع أنهم أعطوا الرسول حق قدره .. الرسول الذي كدَّ وجدَّ وتحمل المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم وأغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على العزيمة والنابعة من أعمال الكفر والزندقة".

 

- وذكر المفسر العياشي في تفسيره، والمفسر الكاشاني في "الصافي"، والجراني في "البرهان": أن عائشة وحفصة سقتا السم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك هن هذه الآية.

 

اتهام الصحابة بالكذب في الرواية:

 

لم يتورع الشيعة الإمامية عن تكذيب رواة الصحابة والطعن فيما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي كتاب "أصل الشيعة وأصولها (ص149)" يقول: "أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة وأمرهم أشهر من أن يذكر".

 

-ويقول الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية (ص60)": "الفقيه يميز بين الرجال الذين يصح الأخذ عنهم وبين من لايصح الأخذ عنهم؛ ففي الرواة من يفتري على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث لم يقلها، ولعل راويًا كسمرة بن جندب يفتري أحاديث يمس من كرامة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه".

 

احتفالهم بمقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

 

الشيعة الإمامية لهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول وهو عيد أبيهم "بابا شجاع" وهو لقب لقبوا به "أبا لؤلؤة المجوسي" الذي أقدم على مقتل عمر بن الخطاب.

 

وروى ملا باقر مجلسي في كتابه "زاد المعاد" فضل وخصائص يوم 9 ربيع الأول "يوم مقتل عمر" فقد روى –كذبًا-: أن الله أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي أن عمر عدوه وعدو أهل بيته سيهلك يوم 9 ربيع الأول فليجعل من هذا التاريخ عيدًا يحتفل به.

 

ومختصر الرواية عن الإمام العاشر عليّ النقي عن حذيفة بن اليمان أنه حضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة في التاسع من ربيع الأول فشاهد عليًّا والحسن والحسين عنده يتناولون الطعام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحًا مسرورًا متبسمًا يقول للحسن والحسين: يا أبنائي؛ اليوم هو اليوم الذي قرر الله فيه هلاك عدوكم وعدو جدكم، واليوم هو اليوم الذي يقبل فيه الله دعاء أمكم فاطمة الزهراء، فكلوا يا أبنائي كلوا فذلك هو اليوم الذي سيقبل الله فيه أعمالكم شيعتكم ومحبيكم، كلوا يا أبنائي كلوا فذلك هو اليوم الذي ستكسر فيه شوكة عدو جدكم ويوارى التراب، كلوا يا أبنائي كلوا فذلك هو اليوم الذي سيهلك فيه فرعون "أهل البيت" الذي غصبهم حقهم.

 

وفيه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى قال: "لقد أمرت ملائكة السموات السبع أن تجعل من يوم هلاك هذا الظالم عيدًا، أو كلَّف ملائكته الذين يكتبون أعمال العباد أن يتوقفوا عن كتابة الذنوب في ذلك اليوم وثلاثة أيام بعده، فلك يا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمتك ثلاثة أيام تتوقف فيها كتابة الذنوب، وهي أجازة قدمت احترامًا لك ولوصيك يا محمد، هذا اليوم جعلته لك ولأهل بيتك ولمحبيك المتعبدين عيدًا، وأقسم بعزتي وجلالي أن من يحتفل بهذا العيد سأعطيه ثوابًا يساوي ثواب الملائكة الذين يطوفون بالعرش، وسأقبل شفاعته في أقاربه وأحبائه، وإذا ما أنفق على أهله وعياله ووسع عليهم من ماله وهبته المال الوفير والثروة الكبيرة، وفي ذلك اليوم من كل سنة يعتق من النار آلاف من شيعتكم، وستقبل أعمالكم وتقبل أعمالهم ويغفر لهم.

يقول حذيفة أنه سمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأكد من كفر عمر، ولم يعد هناك شك في هذا، ثم أنه شاهد الفتنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف ظهر الكفر وسلبت الإمامة وحرف القرآن وأغضبت فاطمة، وفي آخره يقول حذيفة: وهكذا قبل الله دعاء نبيه المختار وابنته، وأهلك هذا المنافق على يد قاتله أبي لؤلؤة الإيراني، فرحمة الله على هذا القاتل"، انظر: "زاد المعاد المجلسي (ص433-36)"، "النعماني (ص161 – 163)".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com