الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإبداع المظلوم

إن أبيتم إلا أن تحصروا الإبداع في ترديد مقولات المستشرقين فاعلموا أنكم أول من يظلم الإبداع ويفتري عليه

الإبداع المظلوم
سعيد الروبي
الاثنين ١٥ فبراير ٢٠١٦ - ١١:٥٣ ص
1169

الإبداع المظلوم

كتبه/ سعيد الروبي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

اليوم للأسف أصبح كل من يريد الهجوم على الإسلام والطعن فيه والتشكيك فيه وانتقاده يفعل ذلك باسم الإبداع، وحرية الإبداع، وحرية الرأى، وحرية التفكير والعقل والتنوير.

وكلها ألفاظ فضفاضة مطاطة تستخدم لغير ما وضعت له.

إن الإبداع في الكتابة معناه: الكتابة بأسلوب مبهر، غير مسبوق، أسلوب جديد رائع جذاب خارق للعادة في الكتابة، فيه ابتكار؛ إما في الأفكار، أو في العبارات والجمل والألفاظ، أو في استخدام الكلمات والحروف. يجذب القارئ ويؤثر عليه ويسيطر عليه بحلاوة الأسلوب والأداء والموضوع، ويفيده.

هذا هو الإبداع في الكتابة، وليس المقصود منه التطاول على الدين والهجوم عليه.

وهؤلاء المتطاولون على الإسلام لا يريدون لأحد أن يرد عليهم باطلهم، فإذا اعترض عليهم أحد وحاول إيقافهم وأراد أن يضع حدا لتطاولهم، قالوا: إنه يحارب الإبداع، وإنه ضد الإبداع. أي إبداع هذا؟!!وأى إبداع تقدمونه؟!

كلامكم ليس فيه إبداع، وآراؤكم ليس فيها إبداع، بل هي آراء المستشرقين ترددونها الآن وتكررونها وتعيدونها بأسلوب جديد قبيح ليس فيه إبداع ولا غيره، لا عندكم لغة عربية سليمة، ولا عندكم أسلوب سليم، ولا عندكم فن الإلقاء، ولا عندكم آداب الحديث. وليس عندكم لباقة ولا بلاغة ولا فصاحة ولا بيان ولا أي شيء، فأين الإبداع المزعوم؟ أين الابتكارات الجديدة؟ وأين التجديد الذي تضيفونه إلى حياة الناس للأفضل؟!! لا شيء إلا قلة الأدب وقلة الذوق والبذاءات والشتائم والاستهزاء والسخرية والتهكم على العلماء والأئمة.

كتب ومؤلفات مدعي الإبداع ليس فيها رائحة الإبداع. إنما فيها الطعن في الثوابت والأصول الإسلامية ومحاولات هدمها وتشويهها.

ونحن ننصح هؤلاء إن أرادوا الإبداع حقا: جربوا، ابحثوا، لعلكم لو اتجهتم إلى مجالات أخرى وموضوعات أخرى تبدعون فعلا بحق وحقيق، بدلًا من هذا الغباء الذي تقدمونه باسم الإبداع.

إذا تحررتم من الأفكار الغربية لعلكم تبدعون فعلا. حاولوا وجربوا، وابتعدوا عن الطعن في الدين والهجوم عليه.

ونحن لسنا ضد الإبداع ، فمجالات الإبداع رحبة وواسعة، ولكننا ضد الابتداع، والخلط بين الإبداع والابتداع يسبب مشاكل كثيرة لمن لا يفهم الفارق بينهما. فالابتداع في الدين نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو كل إضافة إلى الدين وهي ليست منه، أو إنقاص شيء من الدين هو منه. الزيادة أو النقص في الدين، والإضافة إليه أو الإنقاص منه. هذا هو الابتداع وهذا الذى تمارسونه.

أما شرح الدين وبيانه وإذاعته وإشاعته فيدخل فيه الإبداع، في الأسلوب والطريقة والعرض والبيان والتوصيل، فليتكم تبدعون في هذه المجالات لصالح الدين وليس ضده.

وأقول لكل من ظن أن الإبداع هو الهجوم على الدين: شجعوا الناس على الإبداع الحقيقي في مختلف ميادين الحياة النافعة.

شجعوا الناس على الإبداع في الصناعات المختلفة وتطويرها والابتكار فيها والاختراع.

شجعوا الناس على الإبداع في التعليم واختراع أساليب قوية جديدة تنهض بالتعليم.

شجعوا الناس على الإبداع في مجال الزراعة والتجارة في داخل دائرة الحلال.

علموا الناس الإبداع في الأساليب الجميلة في التواصل ونشر الخير.

وإلا فإن أبيتم إلا أن تحصروا الإبداع في ترديد مقولات المستشرقين فاعلموا أنكم أول من يظلم الإبداع ويفتري عليه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً