الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الحياة الطيبة..!!

ما يُصلحنا هو الإيمان والعمل الصالح

الحياة الطيبة..!!
عصام حسنين
الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٧ - ١٨:٤٤ م
1141

الحياة الطيبة..!!

كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

كلٌّ منّا يبحث عن الحياة الطيبة، كلٌّ له وجهته في ذلك -وللأسف-..

مِنّا من يَمَّم وجهه قِبَل المشرق والمغرب يبحث عنها، ونسي أنّهم أنفسهم يبحثون عنها أيضًا فما وجدوها فيما وصلوا إليه من تمدّن وترفٍ مع نسيانهم لربهم -تعالى-! ونسي أيضًا ما بيديه من أسباب الحياة الطيبة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} الأنفال (24)، قال الإمام البخاري -رحمه الله-: "استجيبوا: أجيبوا، "لما يحييكم": لما يُصلِحكم.

وما يُصلحنا هو الإيمان والعمل الصالح، الذي هو الحياة الطيبة، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} النحل (97).

وللحياة الطيبة أسبابها، منها:

1- صدق الإيمان بالله -تعالى- واللجوء إليه والإقبال عليه، بحيث يجعله همَّه.

عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من جعل الهموم همًّا واحدًا همّ آخرته، كفاه الله هموم دنياه، ومن تشعَّبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديتها هلك". صحيح.

2- الأخذ بالأسباب في تحصيل الرزق الحلال وتحقيق الكفاف، وهو من العبادة التي يؤجر عليها الإنسان، وخروجه فيه كخروجه للجهاد إذا كان سعيه في مرضاة الله؛ لينفق نفقة واجبة أو مستحبة، كما جاء عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه-.

وفي المقابل يجعل تضييع من يعول من الذنوب العظيمة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "كفى بالمرء إثمًا أن يُضيع من يقوت". صحيح، رواه أبو داود. والمعنى: كفاه ذنبًا أن يضيع من يقوت.

- ثم إذا حصّل رزقه وفرغ من حاجياته نصب لعبادة ربه -تعالى-.

- وأن ينشغل بشكر النعمة؛ فما من ذي نعمة إلا وهو مسؤول عنها -أدى شكرها أم لا- حتى يسأل عن الماء البارد.

- وأن تكون نفقته باعتدال، قال -صلى الله عليه وسلم-: "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير إسراف ولا مخيلة". رواه البخاري.

3- الصبر على أقدار الله المؤلمة، وجوبًا.. والرضا عن الله فيها، استحبابًا.. والشكر لله عليها، إحسانًا؛ فإنه باب الله الأعظم الذي من ولَجَه عاش راضيًا عن الله -تعالى-، مطمئنًا به، راجيًا خائفًا، لا يخشى إلا الله -تعالى-.

4- كثرة ذكر الله -تعالى-، ومن ذكر الله ذكر النعم، و كثرة تلاوة القرآن بتدبر وحضور قلب.

5- الإحسان للناس: ومن ثمرة الإحسان العظيمة السلامة من الناس، وتفرغ القلب والبال لله -تعالى-.

- وأن يعاملهم بما يحب أن يعاملوه به، دون انتظار المِثْل منهم، ويقبل اليسير من أخلاقهم ومعاملتهم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً