الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أدب التغافل

على الدعاة والقائمين على أمر الإخوة أن ينظروا في هذه الواحة ويقتطفوا من ثمارها

أدب التغافل
وليد عبد الجواد
الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٧ - ١٣:٣٠ م
1501

أدب التغافل

كتبه/ وليد عبد الجواد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

التغافل: هو تَصَنُّع الغفلة والتظاهُر بها، أو التغافل عن الزلات وعدم الالتفات إليها ولا الاهتمام بها؛ فمهما بلغك من إساءة تراها أو تُنقَل إليك من شخص ما، تتغافل عنها كأنك لم تعلم بها.

وهو أدبٌ عظيم وخُلُقٌ شريف، تأدَّب به الحكماء، ونوَّهَ بفضله العلماء.

قال الله -تعالى- عن نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- لما أخطأت بعض أزواجه: "عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ"، ومازال السلف جيلًا بعد جيلٍ يتواصَون بهذا الأدب العظيم.

يقول الأعمش: التغافل يطفئ شيئًا كثيرًا، ويقول سفيان: ومازال التغافل من شيم الكرماء،

ويقول الشاعر:  من كان يرجو أن يسود عشيرة           فعليه بالتقوى ولين الجانب

                  ويغضّ طرفًا عن إساءة من أساء        ويحلم عند جهل الصاحب

وقد ذكروا أن الناصر صلاح الدين الأيوبي كان يتحلّى كثيرًا بأدب التغافل.

يقول الحسن البصري -رحمه الله-:  "ومازال التغافل من فعل الكرماء"، ويقول الأمام أحمد: "تسعه أعشار الخُلُق في التغافل".

"ليس الغبي بسيِّدٍ في قومه        ولكن سيِّدَ قومِه المُتغابي"

فما أحوجنا في بيوتنا ودور التعلّم التي تقتضي طول المعاشرة وظهور الأخطاء إلى هذا الخُلُق العظيم؛ فالأب والأم والمسئول عن الأسرة لا ينفك أبدًا عن هذا الأمر، ولو تعامل بخلافه لصار المنزل والمربي ممقوتًا منبوذًا، وعلى الدعاة والقائمين على أمر الإخوة أن ينظروا في هذه الواحة ويقتطفوا من ثمارها، فما أينعها على الدعوة والأُخوّة في الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة