الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

المَهدي (1)

نَصَّ على صحة أحاديث \"المَهدي\" جَمْعٌ كبير من نُقّاد الحديث وأئمته

المَهدي (1)
رضا الخطيب
الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٧ - ١٤:٠٤ م
965

المَهدي (1)

كتبه/ رضا الخطيب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

هل "المَهدي" حقيقة أم شخصية وهمية لا أساس لها من الواقعية؟

الناس في ذلك طرفان ووسط:

-        طرف أنكر حقيقة "المَهدي" وقال أنه شخصية وهمية في التاريخ المستقبلي.

-        وطرف مهووس بشخصية "المَهدي" وأنه المخلِّص للأُمّة مما هي فيه؛ لذلك نسمع كل فترة عن مدّعٍ للمهديّة، بل نصف مستشفى المجاذيب من مدّعي المهدية!

-        ووسط يعود بالمسألة إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام..

فلقد أثنى الله على المتقين في أول وصفٍ لهم بإيمانهم بالغيب، قال تعالى: ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...)..

وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، و"المَهدي" مما أخبرنا به -صلى الله عليه وسلم-.

فهو محمد بن عبد الله العَلَويّ الحَسَنِيّ

الذي بَشّر به رسول الله.. يُصلِحُه الله في ليلة، يجيئ في آخر الزمان، ويُبايَع بين الرُّكن والمقام عند الكعبة المُشَرَّفة، ويتبعه المسلمون..

يؤيِّد الله به الدين، ويظهر به العدل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلِأت ظلمًا وجورًا..

هو رحمة الله بهذه الأُمّة في آخر الزمان..

وهو الذي ينشر الله به لواءَ الخير على الأمة عَدْلًا وهِدايةً وإرشادًا..

ليس بنبيٍّ ولا معصومٍ، ولايدّعي النبُوّة، بل هو بَشَرٌ كآحاد البشر، إلا أن الله اصطفاه واجتباه..

فأَمْرُ "المَهدي" معلومٌ، والأحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضِدة، وقد حكى غيرُ واحدٍ من أهل العلم تواترها، وتواترها معنوي، لكثرة طُرُقِها، واختلاف مخارِجِها وصحابتها ورُواتِها وألفاظِها؛ فهي بحقٍ تدل على أن هذا الشخص الموعود به أمرُه ثابتٌ وخروجُه حقٌ.

قال ابن القيم: (أحاديث "المَهدي" فيها الصحيح، وفيها الحَسَن، وفيها الضعيف المنجَبِر، وفيها أخبار موضوعة، ويكفينا من ذلك ما استقام سَنَدُه، سواء كان صحيحًا لذاته أو لغيره، وسواء كان حسنًا لذاته أو لغيره، وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشدَّ بعضها بعضًا، فإنها حجة عند أهل العلم..، والحقُّ أن الجمهور من أهل العلم -بل هو كالاتفاق- على ثبوت أمر "المَهدي"، وأنه حق، وأنه سيخرج في آخر الزمان، أما من شَذَّ عن أهل العلم في هذا الباب فلا يُلتَفَت إلى كلامه في ذلك).

وعدد الصحابة الذين رووا أحاديث "المَهدي" بلغوا ستة وعشرين صحابيًا، و كتب السُنّة التي أخرجت هذه الأحاديث، بلغت ستة وثلاثين كتابًا، فقد أخرجه أصحاب السنن الأربعة، وأحمد في مُسنَده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مُستدرَكه، وغيرهم.

وقد نَصَّ على صحة أحاديث "المَهدي" جَمْعٌ كبير من نُقّاد الحديث وأئمته، منهم: الحاكم، والذهبي، وأبو نعيم، وابن العربي المالكي، والقرطبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن قَيِّم الجَوزية، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والسيوطي، وغيرهم.

أما عن اسمه:

فعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطِئ اسمُه اسمي" رواه الترمذي، وفي رواية لأبي داوود: قال: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث الله فيه رجلًا مني -أو من أهل بيتي- يواطِئ اسمُه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما مُلأت جورًا وظلمًا"..

وللحديث بقية.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة