الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

المَهدي (3)

\"المَهدِيّ\" لا يملك عصا سِحرية يُغيّر بها الواقع الأليم الذي تعيشه الأمةُ آنذاك

المَهدي (3)
رضا الخطيب
الاثنين ٠٦ مارس ٢٠١٧ - ١٤:٠٦ م
942

المَهدي (3)

كتبه/ رضا الخطيب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -عليه السلام- فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ -المَهدِيّ-: تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ"..

إشارة منه -صلى الله عليه وسلم- إلى أن "المَهدِيّ" لا يملك عصا سِحرية يُغيّر بها الواقع الأليم الذي تعيشه الأمةُ آنذاك، بل قبل ذلك طائفة قائمة بأمر الله تحمل همّ هذا الدين وأمر هذه الأمة عِلمًا وعملًا ودعوةً وجهادًا،  يبُثّون روح الإيمان والأمل والعمل في هذه الأُمّة..

فلا يُتَصوّر عِزٌ حقيقي للإسلام ونصرٌ وتأييدٌ من الملك العَلّام حتى تتربى طائفة من هذه الأمة على الإسلام والإيمان وامتثال شريعة الرحمن، فما أحوج الأمة الآن إلى طائفة مؤمنة قائمة بأمر الله تحمل هم هذا الدين علمًا وعملًا ودعوةً وجهادًا.

هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في "المَهدِيّ"، فهي موافقة لما سقناه من الأحاديث الصحيحة، وأن "المَهدِيّ" حاكم صالح راشد يبعثه الله مجددًا لهذا الدين، ويعلي الله هذا الدين على يديه.

يقول ابن خلدون: "اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار، أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بالمَهدِيّ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمَهدِيّ في صلاته".

أما عقيدة الشيعة الإمامية:

فيعتقدون أن المَهدِيّ هو آخر أئمتهم، وهو الإمام الثاني عشر المدعو بمحمد بن الحسن العسكري، وهو عندهم من ولد الحُسَين بن علي، لا من ولد الحَسَن..

وهم يعتقدون أنه دخل سرداب سامراء منذ أكثر من ألف ومائة سنة وعمره يومها خمس سنوات، ويعتقدون أنه حاضر في الأمصار، غائب عن الأبصار..

وهو المَهدِيّ الذي ينتظرون عودته؛ فهم يعطلون صلاة الجمعة والجماعة انتظارًا للمَهدِيّ..

ويعتقدون أنهم يقتلون معه النواصب "أهل السنة"؛ لذلك ما دخلوا قرية إلا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة..

وكلامهم هذا لم يقم عليه دليل ولا برهان من عقل أو نقل، وهو مخالف لسنة الله في البشر، ومخالف لمنطق العقول.

فاللهم رد المسلمين إلى دينك ردًا جميلًا.   

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة