الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

المَسْكوت عنه في "القمة العربية"

قضية عربية لها تاريخ، وصراع طويل مع الدولة الفارسية

المَسْكوت عنه في "القمة العربية"
أحمد الفولي
الأربعاء ١٢ أبريل ٢٠١٧ - ١٢:٠٣ م
1237

المَسْكوت عنه في "القمة العربية"

كتبه/ أحمد الفولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

على شاطئ البحر الميت حيث حدود الأردن مع فلسطين الأبيـّة، انعقدت منذ أيام القمة العربية بحضور العديد من الزعماء العرب.

شرفتُ بحضوري لفعاليات القمة، لا سيما الاجتماعات التحضيرية ابتداء من 23 مارس، والتي امتدت حتى اجتماع القمة 29 مارس من الشهر المنصرم.

كما حضرت احتفال الأردن الرسمي، لتكريم وكالات الأنباء والمؤسسات الصحفية والإعلامية العالمية، والتي كان من بينها تكريم "جريدة الفتح"، لمشاركتها فعاليات القمة.

لم أنس تأكيد وزير الإعلام الأردني لي على مكانة مصر العالمية، وثقلها السياسي، والديموغرافي، والحضاري والتاريخي المعروف، مؤكدًا: "مصر جزء أصيل من الوطن العربي، وأحد أهم قيادات الأمة العربية"، في الحقيقة لم تكن شهادة الدكتور محمد المومني –وزير الإعلام الأردني- هي الأولى من نوعها أو الأخيرة في حق "مصر" أثناء فعاليات القمة، حيث أجريتُ العديد من الحوارات الصحفية، والمقابلات المهمة مع الوفود الرسمية لكثير من الدول العربية، والتي استشعرت من خلالها حجم "مصـر" الحقيقـيّ، ومكانتها الكبيرة والاستراتيجية بين دول العالم.

كان بالقمة إجماع عربي قوي وواضح، على رفض التدخلات الإيرانية السافرة في شئون بعض الدول العربية، كما كان بلقاءات القمة طرح واضح للقضية الفلسطينية كدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وكذلك مناقشة القضية السورية وشغور الكرسي السوري مع رفع علم دمشق، في إشارة واضحة من الجامعة العربية، بأن بشار الأسد لا يمثل سوريا.

ولكن.. هل ستنجح القمة في تنفيذ ذلك على أرض الواقع؟ ولماذا لم يُطرح على طاولة النقاش بعض القضايا المهمة الخاصة بالأمة العربية، لا سيما وقد لامست القمة طموحات الكثيرين من أبناء المجتمع العربي في بعض القضايا؟

غابت عن القمة قضية الأحواز، وهي قضية عربية لها تاريخ، وصراع طويل مع الدولة الفارسية، التي تسعى لفرض نفوذها في المنطقة كلها، بدعم غربيّ لتكون شرطيّ المنطقة المنتظر!

كما سكتت القمة عن الحديث عن تنظيم حزب الله الإرهابي، وعروضه العسكرية المسلحة المستمرة في سوريا، وفي لبنان، رغم قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتبار ميليشيا حزب الله كـ "تنظيم إرهابيّ".

تم طرح التدخلات الإيرانية من الجميع ورفضها، ولكن كم كنت أتمنى وضع خطوات تنفيذية واضحة لنتمكن من خلالها من إيقاف النزيف السوري، والعراقي، واليمني، الذي تتسبب طهران فيه بشكل واضح، من خلال دعم الميليشيات الإجرامية التي وصل بها الإجرام إلى استخدام الأسلحة المحرمة وفقًا للمواثيق الدولية.

القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في القمة، والمركزية لها، وكم سررت بكلمات الزعماء العرب عنها، لا سيما كلمة مصر وكلمة المملكة السعودية، التي أعادت القضية الفلسطينية للواجهة من جديد بعد سنوات تهميش متعـمّد من البعض، لكن القمة لم تناقش آليات واضحة، لإيقاف التمدد الصهيوني -الذي يسعى لتحويل فلسطين لمستعمرة يهودية، بالإضافة إلى التعدي السافر على الأطفال والنساء والرجال والشيوخ- حتى ولو كانت هذه الآليات عبر توفير البعد السياسي، والاقتصادي، والإعلامي، العالمي إن لم تكن الظروف سانحة لتوفير بُعد عسكري، لحل الصراع بالمنطقة، وتوفير الأمن للأشقاء الفلسطينيين، والحفاظ على سيادة فلسطين كدولة مستقلة.

ندرك جميعًا أن لكل دولة ظروف محلية، فضلاً عن التحديات الدولية والإقليمية، مما يجعل الزعماء العرب غير مطلقي الأيدي في القرارات الدولية، لكنني قصدت ملفات مهمة، تحتاج لطرح قوي على الساحة العربية، مما يُشعر المواطن العربي بنوع من التفاؤل والتعاطف والانتماء.

قد تكون القمة نجحت نسبيًا في تجديد الثقة لدى شريحة من الأمة العربية، باجتماع الزعماء العرب، واتفاقهم على العديد من النقاط المهمة، لكن الناس جميعًا ينتظرون نتائج حقيقية ملموسة.

لا أنسى أن أقدم جزيل الشكر والتقدير للملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والسفير علاء العايد سفير القاهرة بالأردن، على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة مع جميع الوفود بشكل عام، والوفد المصري بشكل خاص.

وأرجو الله تعالى أن تكون بداية خير للأمة العربية والإسلامية.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة