الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

طرد لاجئي الروهينجا من الهند.. والأمطار تُغرقهم في بنجلاديش

إن لاجئي الروهينجا يعيشون بين جحيم العيش بلا وطن وبين جحيم اللجوء

طرد لاجئي الروهينجا من الهند.. والأمطار تُغرقهم في بنجلاديش
محمد عبادي
الاثنين ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧ - ١٩:١٦ م
1071

طرد لاجئي الروهينجا من الهند.. والأمطار تُغرقهم في بنجلاديش

كتبه/ محمد عبادي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تفاقمت أزمة مسلمي الروهينجا المهجّرين من منازلهم إلى حدود بنجلاديش والهند وغيرها من دول الجوار بعد المحاولات المستمرة حتى الآن لإبادة أقلية الروهينجا في إقليم أراكان.

صرحت الهند رسميًا بوجوب طرد مسلمي الروهينجا، واصفة وجودهم بالخطر الشديد على الأمن القومي، وأبلغت قضاة المحكمة العليا، بأنه يتعين ألا تتدخل المحكمة في خطط ترحيلهم، وذلك عقب دعوى قضائية تطالب بعدم طرد مسلمي الروهينجا النازحين من إقليم راخين.

وبين أزمة الترحيل والأمطار الغزيرة يقع مسلمو الروهينجا ضحية التطرف البوذي البورمي، ففي منطقة "كوس بازار" الحدودية لدولة بنجلاديش عند خليج البنغال، بات مسلمو أراكان يعيشون في مناطق أشبه بالمستنقعات بعد أن وصل منسوب مياه الأمطار المستمرة لمدة 24 ساعة أحيانا إلى أكثر من 3 بوصات، في حين يحذر خبراء الأرصاد في داكا من احتمالات استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مدار الأيام المقبلة، فضلا عن دخول موسم الشتاء الذي سيكون له أثر كبير على صحة وحياة النازحين الروهينجا.

أما أغلب اللاجئين فهم فروا إلى بنجلاديش لقربها، وحول لاجئي الروهينجا في بنجلاديش قال صلاح عبد الشكور، رئيس المركز الإعلامي الروهينجي ومدير وكالة أنباء أراكان: "إن أعداد اللاجئين هائلة وتجاوزت نصف مليون روهينجي خلال شهر واحد إلى بنجلاديش".

وأضاف عبد الشكور لـ "الفتح" أن هذا الرقم يشير إلى جرائم الإبادة التي ارتكبت من قبل جيش ميانمار بحق مسلمي الروهينجا في ولاية أراكان، وهذه الأعداد زادت العبء على المنطقة الحدودية بين بورما وبنجلاديش وأصبح وضع اللاجئين مقلقًا للغاية، ويحتاجون للكثير من الدعم الإنساني والطبي والإغاثي وغير ذلك.

وتابع: اللاجئون أوضاعهم سيئة للغاية لعدة أسباب، أولها: أن بنجلاديش اقتصاديًا ضعيفة، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من نصف مليون روهينجي آخرين لجأوا إلى بنجلاديش  منذ نحو 30 سنة، ليصير عدد الروهينجيين الإجمالي أكثر من مليون لاجئ.

وأشار مدير وكالة أراكان إلى أن هذا العدد كبير جدًا ويحتاج لغذاء وتعليم وعلاج، وما تقتضيه ظروف الحياة، والمنظمات الإغاثية في العالم، وكل من يعمل في المؤسسات الإنسانية العاملة في المجال الخيري والإنساني؛ للتواصل مع حكومة بنجلاديش لإيصال المساعدات الإغاثية وغيرها للاجئين الذين يحتاجون إلى أبسط مقومات الحياة.

وأردف: أن الماء الذي يشربه اللاجئون غير متوفر، والأطعمة غير موجودة، وكذلك الملابس والاحتياجات الأخرى، بالإضافة إلى الخيام التي يسكنون فيها، فالأمر جلل ويحتاج إلى تضافر جميع الدول لرفع هذه المعاناة عن أقلية الروهينجا المسلمة التي راحت ضحية تطرف الجيش البورمي.

واختتم: أشكر رئيسة وزراء بنجلاديش "شيخة حسينة" التي زارت منطقة اللاجئين وحاولت تقديم بعض المساعدات والمعونات لهم، وسهلت للمنظمات الإغاثية الوصول إليهم.

 

من جانبه، قال الدكتور عمر الفاروق، مستشار مفتي بورما: إن عدد اللاجئين خلال هذا الأسبوع فقط من أقلية الروهينجا وصل إلى ما يزيد عن 30 ألف لاجئ على حدود بنجلاديش.

وأضاف الفاروق لـ "الفتح"، أن رئيس تركيا رجب طيب أرودغان، أرسل رئيس الوزراء التركي بعدد كبير من الإغاثات على حدود بنجلاديش، وتواجد لفترة مع اللاجئين، وأرسلتْ أعداد من القوافل الإغاثية الكبيرة أيضا من  ماليزيا وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية.

وتابع: مصر طالبت في بيان رسمي لها من وزارة الخارجية بموقف واضح من الأمم المتحدة تجاه أقلية الروهينجا، ونحن ننتظر أي تدخل لإيقاف التعدي على المسلمين، لكن للأسف بلا نتيجة حتى الآن.

واستطرد: حكومة بورما تحاول زرع ألغام حول المناطق الجبلية التي يتعلق بها عشرات الآلاف من مسلمي الروهينجا لمنعهم من الهجرة، أو الرجوع لمنازلهم، وفرضت حكومة بنجلاديش كردونًا أمنيًا حول خيام اللاجئين الروهينجا حتى لا يدخلوا إلى داخل الدولة؛ مما يُشعر مسلمي الروهينجا بالحصار الشديد.

وأشار مستشار مفتي بورمـا، إلى أن مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ذكرت أن 270 ألفا من مسلمي الروهينجا نزحوا إلى بنجلاديش نتيجة العنف المستمر في ميانمار خلال الأسبوعين الماضيين، وأؤكد أن العدد المذكور وفقاً لمفوضية شئون اللاجئين غير حقيقي، وأن العدد الفعلي تجاوز نصف مليون مسلم حتى الآن.

وأردف أن ما يحدث لمسلمي الروهينجا الآن في إقليم راخين لا يرضاه أي دين من الأديان، فضلا عما يحدث للنازحين الذين تركوا بيوتهم فارين بأبنائهم الرُضَّع وأطفالهم، يعانون من أزمات الأمطار التي حولت خيامهم إلى مستنقعات، أو الطرد والترحيل كما يحدث في الهند الآن، أو استقبال الشتاء ببرودته التي قد تؤدي إلى موت الكثيرين.

واختتم: هو نداء إلى مصر والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مواصلة الأزهر الشريف جهوده المباركة، أننا نريد خطوات عملية على الأرض، والضغط على حكومة ميانمار لإيقاف عملية الإبادة لأقلية الروهينجا المسلمة، فالمسلمون في أراكان وفي الحدود ينتظرون حتى هذه اللحظة تدخل الدول العربية والإسلامية لإيقاف إبادتهم وتهجيرهم.

قال نور الله شيخ الباحث الروهينجي: إن لاجئي الروهينجا يعيشون بين جحيم العيش بلا وطن وبين جحيم اللجوء، الذي يعتبر كارثة إنسانية تهدد مسلمي الروهينجا الفارين من شبح الموت.

وأضاف شيخ لـ "الفتح": أن من يقيمون بالداخل حتى الآن يتم اغتيالهم، أو تحريق منازلهم، أو تدمير قراهم، مع زيادة  النهب والسرقة، لمن يريد أن يرجع إلى دياره، فلا يجد شيئًا في بيته، حيث يقوم الجيش البورمي بالاستيلاء على كافة الممتلكات لمن يغادر منزله.

وتابع: مسلمو الروهينجا بالداخل بين معلق بالجبال لا يمكنه العيش داخل أراكان، إذ لا يملكون شيئًا لقضاء حاجاتهم اليومية، ولا يمكنهم العمل في هذه الأوضاع المأساوية، والذين هاجروا من أراكان حياتهم قاتلة، بين شدة الأمطار وقلة توفير المواد الغذائية اللازمة، كما منعتهم سلطات بنجلاديش من دخول المدينة.

واختتم: لا أملك كلمات لوصف معاناتهم، أنا شخصيًا لا أستطيع النوم لكثرة التفكير في أحوال أهلي وإخواني، ووالله ما بكيت في موت أبي -رحمه الله- مثلما أبكي الآن لما أراه من حصار وظلم، في ظل صمت دولي واضح.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة