السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم الإلحاح في الدعاء على أمر دنيوي بعد صلاة الاستخارة

السؤال: أنا طالب جامعي، وفي كليتي أقسام، وفي قسمي 3 تشعبات أخرى لهم علاقة بالهندسة، والتشعب الأخير يكون في الفرقة أو السنة الثالثة، وللالتحاق بشعبة منهم شروط، ومنها الدرجات العالية في الفرقتين أو السنتين الأولى والثانية، وأنا والله مظلوم في الدرجات، فقلتُ سأتقدم لما أحبه مِن هذه الأقسام، وصليت استخارة -بفضل الله-، ثم قدمتُ الأوراق وامتحنت امتحان قدرات قبْل دخول القسم ومنتظر النتيجة، وكنت أدعو الله في كل وقتي كي أدخل هذا القسم، وكنت أتحرى أوقات الإجابة -أكثرها إن لم يكن كلها-، وأدعو في كل الأوقات، وكنت مطمئن جدًّا إلى أنني متيقن أني سأدخل القسم، ثم ظهرت النتيجة وللأسف لم أجد اسمي في كشف المقبولين بالقسم، وضاع هدفي المتمثل في دخول ذلك القسم، فالشيطان يأتيني مِن مدخل أني دعوت الله كثيرًا كثيرًا ولم يستجب لي، مع أني قد استخرتُ مِن قبْل أن أقدِّم الأوراق أصلًا، وأنا منذ ما لم أرَ اسمي بالمقبولين في القسم وعندي ضيق في صدري كبير، وأفكر كثيرًا تفكيرًا خاطئًا، وأيضًا أعلم أن الله سيعوضني، ولكن الضيق الذي في صدري أقوى حيث دعوتُ الله كثيرًا جدًّا ولم يستجب لي، فبمَ تنصحني؟! وجزاكم الله خيرًا.

حكم الإلحاح في الدعاء على أمر دنيوي بعد صلاة الاستخارة
الثلاثاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٩:٢٦ ص
1474

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأنتَ لم تحسِن الاستخارة، فأنتَ تقول فيها: "فإنك تعلم ولا أعلم"؛ فلماذا كنتَ ملحًّا على أمرٍ لا تدري: أهو خير لك أم لا؟!

والذي ينبغي في الأمور الدنيوية؛ حسن التفويض، وعدم الاختيار المُلح بهذه الطريقة، ولو دعوتَ الله بالخير حيث كان بصدقٍ؛ لرضيتَ بما قَسَم الله لك، ولاتسع صدرك، وزال ضيقك.

ثم مَن الذي أخبرك أن الله لم يستجب لك دعواتك؟!

أما علمتَ قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عنهُ من السُّوءِ مثلَها) (رواه أحمد، وصححه الألباني)؟! فقد أجيبتْ دعوتك؛ إما بصرف السوء عنك، وإما بادخارها ليوم القيامة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com