الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

سراب الأمنيات... والوعد الصادق!

لن يفعلوا ذلك قبْل أن يدوسوا مناهج المحتل \"الليبرالية، والعلمانية، والاشتراكية، والقومية\"!

سراب الأمنيات... والوعد الصادق!
حسني المصري
السبت ٢٣ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٦:٣٨ م
926

سراب الأمنيات... والوعد الصادق!

كتبه/ حسني المصري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعلى وقع صدى خطاب "ترامب" المشئوم بإعلان "القدس" عاصمة أبدية لقطعان اليهود الغاصبين؛ استيقظت أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بيْن منددٍ ومستنكر، ومتعجب ومتفاجئ، ومتباكي وصارخ!  

وكأن الحدث المهول لم يكن متوقعًا، وكأن فلسطين احتلت اليوم، والقدس ما دُنس إلا الآن!

ما هذا العبث وهذه المسرحية الهزلية التي يلعبها أكثر المسلمين؟!

إن القدس -والكل يعلم- لم يدنس اليوم، ولم يحتله اليهود الآن... لقد تم الذبح مِن عشرات السنين، والجلاد كان ينتظر الوقت المناسب لتعليق الذبيحة أمام الدنيا، ولا يعنيه عويل وصراخ أهلها.

لقد أدرك الأمريكان واليهود أن اللحظة مواتية لإعلانهم المشئوم؛ فقد تم احتلال العقول، وانتهاك القلوب منذ عشرات السنين، وغرقتْ أمتنا في مناهج الليبرالية، والاشتراكية، والعلمانية، وانتهكت القلوب بالأفلام الإباحية، والبرامج الغنائية، ومواقع التواصل، وعبث الإعلام، واختراق المؤسسات، وفقدان الثقة وإسقاط الرموز، وإهانة الثوابت!

فما الذي يمكن أن يفعله شعب هذه حياته... ؟!

سيشجب ويندد، ويخطب، ويرعد ويزبد، ويتظاهر ويحرق الأعلام، وكل هذا مستوعب طالما يعبرِّون عن غضبهم بسلمية.

آه مِن أمة ضحكت مِن جهلها الأمم!

هل نظن حقـًّا أننا بهذه المعائب والمثالب يمكن أن نسترد القدس؟!

نعم، ستعود القدس إلى أحضان المسلمين، وسيذهب إليها المسلمون وسيدخلون المسجد آمنين، لكنهم لن يفعلوا ذلك قبْل أن يدوسوا مناهج المحتل "الليبرالية، والعلمانية، والاشتراكية، والقومية"!

لن يفعلوا ذلك قبْل أن يطهروا قلوبهم مِن دنس الشهوات ورجس الملذات!

لن يفعلوا ذلك قبْل أن يعرفوا مصدر العزة والقوة لديهم!

لن يفعلوا ذلك قبْل أن يرفعوا لواء الشريعة فوق رءوسهم!

لن يفعلوا ذلك قبْل تطهير القلوب مِن أمراض النفاق والرياء، والحسد، ومحبة الدنيا وحب الظهور!

ولن يفعلوا ذلك قبْل أن يقدِّموا أمر الله على كل أمر؛ فيخلصوا له الاعتقاد، ويصلحوا له العبادة، ويصححوا له السلوك، ويحققوا له عودة صادقة!

ولن يفعلوا ذلك قبْل أن أؤدي أنا وأنتَ ما علينا تجاه ديننا وأمتنا دون أن ننتظر غيرنا ليقوم بذلك نيابة عنا أو سابقًا لنا! عندها سيخرج منا أو مِن أبنائنا أو بعد جيلنا مَن هو مثل "صلاح الدين" أو خير منه ليعيد للقدس طهره، وللإسلام عزه، وللمسلمين سيادتهم.

ووالله، ثم والله... إنا لنوقن بذلك يقيننا بأن السماء فوقنا، ونوقن كذلك بأن ما هو آت فهو قريب، ولا يضيرنا طول السنين؛ فهي مراحل التربية والإعداد لجيلٍ يَعرف حق الله، ويوقن بوعده، ويسعى لأجله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) (النور:55).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة