الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

علاقتنا بالمسجد الأقصى

شارك في فتحها عددٌ كبير مِن الصحابة، وعاشوا فيها ودفنوا فيها

علاقتنا بالمسجد الأقصى
محمود عبد الحميد
الاثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٦:٢٧ م
1187

علاقتنا بالمسجد الأقصى

كتبه/ محمود عبد الحميد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- المسجد الأقصى المبارك بناه الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم-؛ فبدأ بناءه آدم -عليه السلام-، ثم أعاد بناءه إبراهيم -عليه السلام- بعد أن هدمه الطوفان في عهدٍ نوح -عليه السلام-، ثم بناه داود -عليه السلام-، وأتم بناءه سليمان -عليه السلام-، والمسلمون هم ورثة الأنبياء كما قال -تعالى-: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:68)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ) (متفق عليه).

2- وله مِن الفضل أنه ثاني بيتٍ وُضع للناس ليعبدوا الله عنده: فقد سأل أبو ذر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى) (متفق عليه).

3- وهو مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1).

4- منه عرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء السابعة.

5- صلى فيه نبينا بالأنبياء إمامًا ليعلمَ الناس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- المقدَّم والإمام المعظم، وأنه الوريث لهؤلاء الأنبياء، وأن هذا بيته وسلطانه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

6- وهو أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى) (متفق عليه).

7- الأرض التي بارك الله فيها: قال -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وقال -تعالى-: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:71).

8- أرض المحشر والمنشر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بيت المقدس: (وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى فِي أَرْضِ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

9- أول قبلة استقبلها النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون لمدة ستة عشر شهرًا بالمدينة المنورة حتى تحولت القبلة إلى البيت الحرام: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (البقرة:144).

10- المكان الوحيد الذي أجتمع فيه جميع الأنبياء مِن لدن آدم -عليه السلام- إلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

11- تكون فيه الطائفة الناجية المنصورة.  

 12- وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الصَلَاةِ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَفْضَلُ؟ أَوِ الصَلَاةُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا, أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى فِي أَرْضِ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ, وَلَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ, لَقَيْدُ سَوْطٍ, أَوْ قَالَ: قَوْسُ الرَّجُلِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ, خَيْرٌ لَهُ, أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

13- بشَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفتحه قبْل فتحه، فعن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ) ثم ذكر منها: (فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ) (رواه البخاري).

14- وهي الأرض التي أخبر الله أنها مقدسة: فقال -تعالى-: (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) (المائدة:21).

15- القدس مسجد إسلامي مِن قبْل أن يوجد اليهود، ومِن بعد ما وجدوا، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ . وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:130-133)، وقال سليمان -عليه السلام-: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ) (النمل:42).

16- شارك في فتحها عددٌ كبير مِن الصحابة، وعاشوا فيها ودفنوا فيها، دخلها: أبو عبيدة بن الجراح، وبلال بن رباح، ومعاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وخالد بن الوليد، وتميم بن أوس الداري، وعبد الله بن سلام، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وعياض بن غنم، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وشداد بن أوس، وعوف بن مالك -رضي الله عنهم-.

17- البلدة الوحيدة التي خرج إليها أمير المؤمنين لفتحها، فقد خرج إليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

18- الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، فعن أبي الدرداء وجابر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فَضْلُ الصَّلاَةِ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مائَةُ أَلْف صَلاَةٍ وَفي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلاَةٍ وَفي مَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ خَمْسُمائَةِ صَلاَةٍ) (رواه البيهقي في السنن الصغرى، وصححه الألباني).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com