الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (1)

على طلبة العلم والدعاة والعلماء تعليم الناس الاستقامة على الحق، واستغلال كل المنابر لذلك

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (1)
أسامة شحادة
الخميس ٠٤ يناير ٢٠١٨ - ١١:١٥ ص
1328

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (1)

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال العلامة السعدي في تفسير هذه الآية: "هذا أمر منه -تعالى- للمؤمنين، أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك؛ نصرهم الله وثبّت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبّر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد مِن كريمٍ صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، مِن الثبات وغيره" (انتهى).

فكيف ننصر اللهَ -عز وجل- اليوم؟!

1- (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ):

مِن أول مظاهر نصرة الله -عز وجل-: الاستقامة على دينه وشرعه، خاصة في هذه المرحلة التي نشهد فيها ترويجًا للإلحاد والكفر باسم حرية الرأي والتعددية! وهناك دعوات لا تنتهي لاعتماد العلمانية بنسختيها: "الليبرالية - والاشتراكية"، وما توالد منهما وتقاطع كحلٍّ لحالة الضعف في العالم الإسلامي!

ويرافق هذا مخططات دولية لدعم بعض الاتجاهات والفِرَق الإسلامية المنحرفة لتكون هي السائدة والقائدة للمسلمين، وهي تتنوع بيْن تياراتٍ قديمةٍ يتم إحياؤها وترويجها، ودعمها: كالصوفية، والطرقية المنحرفة، والموالية للأنظمة الكافرة في الشرق والغرب، وغلاة المتكلمين لإشعال صراعٍ عقديٍ جديد في داخل أمة الإسلام على غرار فتنة خلق القرآن زمن إمام أهل السُّنة، الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، وسجنه وتعذيبه، ومحاكمات شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وسجنه وموته في السجن، والعجيب أن القمع والإرهاب والمصادرة والإقصاء والاعتداء على حريات الخصوم في الفتنة القديمة وفي الفتنة الجديدة تتم تحت شعارات التنوير والعقلانية، وقبول التعددية والرأي الآخر!

ومِن الانحراف عن منهج الاستقامة الرباني دعوات التشيع التي تقصف قلوب المسلمين عبْر منابر الشيعة الإعلامية في كل مكان وبِلغات متعددة.

ولم يكتفِ أعداء الإسلام بذلك، بل شجعوا بعض المفتونين على اختراع مذاهب ونحلٍ وأديان جديدة: كالقاديانية في الهند، والبهائية في إيران، والقرآنيين في أمريكا، والأحباش في لبنان.

وبعد هذه الموجة جاءت مساهمة العلمانيين العرب، خاصة اليساريين (لكسر) احتكار العلماء للدين! فظهرت شخصيات ماركسية وعلمانية وملحدة على منابر الإعلام تعيث فسادًا في دين الله، وتضلّ المسلمين والمسلمات صباح مساء!

ولا يقل في الضلال عن هذه الفئات دعاة الغلو والتطرف والإرهاب الذين يكفـّرون عموم المسلمين ويقتلونهم بلا شفقةٍ أو رحمةٍ، صغارًا وكبارًا، والذين يفجّرون في كل البلاد، ويقتلون الأبرياء مِن كل دين، ولا يُدينون إلا دين الإسلام بغبائهم وخبث بعضهم!

إن نصرة الله -عز وجل- هي بالاستقامة على دينه الصحيح، وتجنّب هذه السبل الضالة.

وعلى كل مسلم تعلُّم الحق والاستقامة عليه.

وعلى طلبة العلم والدعاة والعلماء تعليم الناس الاستقامة على الحق، واستغلال كل المنابر لذلك: كالدروس، وخطب الجمعة في المساجد، ومنصّات الإعلام: كالصحف، والإذاعات والفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها مِن الوسائل.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً