الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

وقفات... مع بيان (حزب النور)

أثبتَ أبناء الدعوة السلفية أنهم جيلٌ تربَّى على المبادئ والأخلاق

وقفات... مع بيان (حزب النور)
وائل رمضان
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨ - ٠٦:٣٨ ص
1508

وقفات... مع بيان "حزب النور"

كتبه/ وائل رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فبداية -ومِن طبيعة عملي كصحفي-: استطلعتُ آراء عددٍ مِن المعنيين بالشأن المصري عمومًا، وبالشأن السلفي خصوصًا مِن الشخصيات الاعتبارية ذات المكانة المعروفة، فأثنوا على بيان "حزب النور" جملةً وتفصيلًا، وأنه كُتب بحكمةٍ ووعيٍ كبيرين؛ فقهًا للواقع واعتبارًا للمآلات.

ثانيًا: البيان خرج مِن هيئةٍ ومؤسسةٍ سلفيةٍ معروف قياداتها، معلوم جهادهم لخدمة دين الله -عز وجل- في الماضي والحاضر، ولن يبيعوا آخرتهم بعَرَضٍ مِن الدنيا قليل -نحسبهم كذلك والله حسيبهم-؛ فمَن يعترض على البيان إما أن يكون هيئة مكافئة ذات كيانٍ مؤسسي، أو رجالًا مكافئين لقيادات الدعوة ومشايخها في الفضل والعلم والمكانة، وما دون ذلك؛ فلا وزن لكلامه إلا إذا كان ناصحًا أمينًا، ومحبًّا رفيقًا.

ثالثًا: ليس مِن حقِّ أحدٍ فرض وصايته على "الدعوة السلفية" أو "حزب النور" بصفته منتميًا للسلفية بشكلٍ عام، بزعم تشويه الحزب للسلفية كمفهوم! فالدعوة السلفية كيان مستقل لها قيادتها المعروفة، ومشايخها وعلماؤها، ولها مبادئها التي تحكمها، وأفرادها الذين ينتمون إليها، فمَن ليس منهم، إما أن يعترض بأدبٍ، وإما أن يلزم غرزه ولا يتجاوز حده.

رابعًا: ليس مِن حق أحدٍ أن يتحدث بالوكالة عن أحدٍ مِن العلماء أو المشايخ، وتصدير مواقف لهم أو التحدث باسمهم بأي حجة مِن الحجج؛ فهؤلاء أعقل وأوعى مِن أن يعطوا لأحدٍ تفويضًا بذلك.

خامسًا: المراقِب للمشهد المصري يعلم يقينًا أن أغلب الاعتراضات أتتْ عن هوى في النفس، أو لموقفٍ شخصي، أو لعداءٍ منهجي، أو لبغضٍ شيطاني؛ وإلا فالأخطاء التي ارتكبها الإخوان -وغيرهم- والتي أريقتْ بسببها الدماء المعصومة، وأزهقت بسببها الأنفس، لا تُواجَه بعُشر ما تُواجَهُ به الدعوة السلفية مِن الطعن واللمز والهمز؛ فأين الإنصاف مما تقولون؟! وأين العدل مما تدّعون؟!

سادسًا: لا بد أن يثق الجميع أن المنطلقات الشرعية، والرؤية الواقعية، ومراعاة المصالح والمفاسد، وخير الخيرين، وشر الشرين، وشمولية الخطاب للواقع المصري والإقليمي والعالمي، هي الضابط في مثل هذه القرارات وتلك البيانات، فلا يَنظر المعترض لزاويةٍ ويترك الأخرى، ولا يتناول بُعدًا ويترك الآخر؛ فهذا عينُ الإنصاف. 

سابعًا: الكارهون المبغضون للدعوة السلفية ومشايخها مِن الإسلاميين لن يُرضيهم إلا أن تصطف معهم، مهما كانت العواقب والتبعات، حتى ولو زُجَّ بالجميع في السجون، حتى ولو سقطت الدولة، حتى ولو غرقتِ السفينة، المهم أن يشفوا صدورهم بالانتقام، متمثلين قول القائل: "عليَّ وعلى أعدائي!".

ثامنًا: هؤلاء المعترضون الذين ملئوا الدنيا صراخًا واتهامًا وتخوينًا، ما لهم ذهبوا يهرولون إلى المنافِس الآخر، الذي خرج مِن نفس المؤسسة العسكرية، وقد ناصبوه العداء مِن قبْل؛ فما لهم الآن يوالونه ويتوددون إليه، ويُصرّحون جهرًا بتأييده، منقذًا لهم ومخلصًا لما هم فيه؟! فبأي عقلٍ يُفكرون؟! وبأي نفسيةٍ يتعاملون؟! عجبًا والله لما يَحكمون!

تاسًعا: إن اتهام الدعوة السلفية ومشايخها زورًا وبهتانًا بأنهم متخاذلون وعملاء -مع درء فتنة عظيمة عن الأمة- خيرٌ لهم وللإسلام مِن أن يُكال لهم الثناء، ثم يَلْقَون الله -تعالى- وفي أعناقهم أنفس مسلمة معصومة، وأموال مسلمة معصومة، وذرائع لأهل الكفر يتسلطون بها على أهل الإسلام، وأسباب لأهل النفاق يحاربون بها الدعوة والدعاة.

وأخيرًا: فإنه مع تتابع الأحداث الجسام، وتوالي الأزمات والنكبات، أثبتَ أبناء الدعوة السلفية أنهم جيلٌ تربَّى على المبادئ والأخلاق؛ فلم ينجروا إلى حماس المتهورين، ولم ينزلوا إلى دونية أخلاق المتطاولين، ولم يبالوا بذمِّ المنتقصين، شعارهم: "امض ولا تلتفت!"، فموعدنا وموعدهم عند ديّان يوم الدين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة