الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أحداث وقعت في شهر رمضان

غزوة بدر الكبرى- فتح مكة- بدء فتح المسلمين للأندلس...

أحداث وقعت في شهر رمضان
علاء بكر
الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٨ - ١٧:٢١ م
1023

أحداث وقعت في شهر رمضان

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا شك أن شهر رمضان شهد خلال تاريخ الإسلام الطويل مِن أوله إلى أيامنا الحالية الكثير والكثير مِن الأحداث العظيمة، والوقائع الكبيرة؛ مما يحتاج إلى كثير وقت، وكبير جهد لجمعه وإحصائه، ولكن نذكر هنا في عجالة جزءًا مِن هذه الأحداث والوقائع.

فمنها:

- بدء نزول القرآن الكريم على النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحد ليالي شهر رمضان في السنة الثالثة عشرة قبْل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وهذا بلا شك مِن أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، بل في تاريخ البشرية بأكمله. وقد سجل القرآن الكريم هذا الحدث الجليل في سورة بأكملها هي سورة القدر، وقال تعالى في سورة البقرة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185)، وقال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ . فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:3-4).

- غزوة بدر الكبرى: وهي الغزوة العظيمة التي نصر الله -تعالى- فيها المسلمين -على قلتهم وضعفهم- نصرًا مؤزرًا على كفار قريش -على كثرتهم وقوتهم- والتي نزل في شأنها العديد مِن آيات القرآن الكريم، وهي الغزوة التي يسَّرت كل نصر وفتح بعدها، وجعلت المسلمين في عزةٍ وهيبةٍ بيْن القبائل.

وقد وقعت هذه الغزوة -كما هو معلوم- في شهر رمضان مِن السَّنة الثانية مِن الهجرة، وسُميت ببدر الكبرى تمييزًا لها عن غزوة بدر الأولى (أو الصغرى) التي وقعت قبلها، وفيها خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه 200 مِن أصحابه؛ لتعقب ومطاردة قوة مِن المشركين بقيادة كرز بن جابر الفهري أغارت على المدينة، وقد استطاع المشركون الفرار، فلم يقع قتال.

- فرض زكاة الفطر مِن رمضان: وذلك في السَّنة الثانية مِن الهجرة، وهي طهرة للصائم مما قد يكون وقع منه في رمضان مِن صغائر، وطعمة للمساكين تغنيهم عن السؤال في يوم العيد. والزكاة صورة عظيمة مِن صور التكافل الاجتماعي في الإسلام لا تجدها في غيره، تجعل للفقير حقًّا في مال الغني، وتفتح للغني بأدائها أبوابًا مِن البركة والنماء في الرزق والكسب في الدنيا، وتمنحه الرحمة والمغفرة في الآخرة، وهي تقوي أواصر المحبة والترابط بيْن أفراد المجتمع، وتزيل الحقد والكراهية مِن نفوس الفقراء والمحتاجين، وتقلل مِن الفوارق بيْن طبقات المجتمع الواحد.   

- فتح مكة: في العاشر مِن رمضان في السنة الثامنة مِن الهجرة، وبه تطهرت الكعبة مِن الوثنية، وأزيل ما كان فيها مِن الأصنام، وتخلص به النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن ألد أعدائه، وكان المفتاح لما بعده مِن الفتوحات، وجاءت الوفود بعده إلى المدينة تعلن دخولها في الإسلام.

وقد شهد هذا الفتح درجة عالية وغير مسبوقة في تاريخ البشرية مِن سماحة الإسلام -لا التشفي والانتقام-، وشدة تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا الزهو والعجب حتى إنه عفا مع مقدرته عمَن عادوه وقاتلوه وأخرجوه وأصحابه مِن وطنهم وأطلق سراحهم، فدخلوا في الإسلام طواعية، وفي هذا الفتح نزلت الآيات في سورة النصر وغيرها.  

- وفي شهر رمضان مِن السنة التاسعة مِن الهجرة: كانت عودة النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن غزوة (تبوك) بعد تأييد الله له فيها تأييدًا عظيمًا، وفي نفس الشهر في نفس السنة كان قدوم وفد (ثقيف) وقد أعلنوا دخولهم في دين الإسلام.

- مقتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: في السابع عشر مِن رمضان مِن السنة الأربعين مِن الهجرة قُتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ قتله عبد الرحمن بن ملجم -مِن الخوارج- عند خروجه لصلاة الفجر وهو صائم.

ومِن العجيب: مبالغة الشيعة الشديدة وأفعالهم الشنيعة في ذكرى مقتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- في عاشوراء سنة 60 هجريًّا، بينما لا تحظى ذكرى مقتل على -رضي الله عنه- عندهم بشيءٍ!  

تولية الحسن بن علي رضي الله عنهما الخلافة عقب مقتل أبيه، وهو خامس الخلفاء الراشدين: الذي تنازل بعد ستة أشهر عن هذه الخلافة لمعاوية -رضي الله عنه-؛ حقنًا لدماء المسلمين، وقد أثنى الجميع على صنيعه هذا، وسمي عام 40هـ بعام الجماعة، وتحقق به ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحسن -رضي الله عنه- أنه سيد، وسيصلح الله به بيْن فئتين عظيمتين مِن المسلمين. وفعل الحسن -وهو عند الشيعة مِن أئمتهم- حجة عليهم؛ فهو تنازل عن الإمامة -التي أختاره الصحابة لها- مختارًا، كما قبلها علي قبله باختيار الصحابة له -لا بنص إلهي كما يدعي الشيعة!-، ثم جعل الحسن الإمامة (الخلافة) لمعاوية، ولو كانت نصًّا إلهيًّا لما جاز له ذلك، والعجيب أن الشيعة يكفرون معاوية وسائر الصحابة إلا اليسير! فأين هم مِن فعل الحسن -رضي الله عنه-؟! ألا يسعهم ما وسعه!

بدء فتح المسلمين للأندلس:

حيث كان أول مَن دخلها طريف بن البربري الذي بعثه موسى بن النصير في سرية قوامها مائة فارس وأربعمائة راجل، تم نقلهم على أربع مراكب مِن شمال إفريقيا إلى أرض أسبانيا، في رمضان سنة 91 هجريًّا، وقد عاد طريف بعدها إلى موسى بن النصير موفقًا، منوهًا على تلك البلاد التي لم يدخلها المسلمون مِن قبْل.

وفي 28 رمضان سنة 92 هجريًّا (19 يوليو 711م): كانت حملة القائد طارق بن زياد التي أرسلها موسى بن النصير، فدخل طارق الأندلس بعد أن هزم ملك القوط الإفرنج.

وفي رمضان سنة 93 هجريا (يونيو 712 م): كان توسع موسى بن النصير في الفتح وتوغله بنفسه في الأندلس.  

معركة الزلاقة: أحد المعارك المشهورة في تاريخ الأندلس، وقد وقعت هذه المعركة في أول جمعة مِن رمضان سنة 479 هجريًّا. والزلاقة: أرض بالأندلس قرب مدينة قرطبة في إقليم بطليوس غرب الأندلس، وقد انتصر فيها المسلمون بقيادة المعتمد بن عباد أمير قرطبة -بمعاونة يوسف بن تاشفين سلطان المغرب- انتصارًا عظيمًا على ملك الإفرنج (الأذفونش)، وهو الفونس السادس ملك قشتالة، الذي حاول انتزاع مدينة قرطبة مِن أيدي المسلمين.

موقعة عين جالوت:

عين جالوت بلدة مِن أعمال فلسطين، شهدت في رمضان سنة 658 هجريًّا، انتصار الجيش المصري بقيادة سيف الدين قطز انتصارًا عظيمًا على التتار-المخربين المدمرين-، الذين اجتاحوا بلاد المسلمين وأحدثوا فيها مِن المظالم والمفاسد ما تقشعر منه الأبدان. فكان انكسارهم على يد الجيش المصري بداية النهاية لهم، ومضى قطز إلى دمشق فدخلها، وقد أعاد للإسلام عزته، فاستقبله أهلها خير استقبال.

وفي العصر الحديث كان انتصار العاشر مِن رمضان (السادس مِن أكتوبر): الذي مهَّد لعودة أرض سيناء إلى مصر، بعد احتلال دام ست سنوات، وقضى للأبد على خرافة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة