الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

(تيودور هرتزل) وكتابه (دولة يهودية)

قضية \"دريفو\"- فكرة كتاب (دولة يهودية)- أهمية كتاب (دولة يهودية)...

(تيودور هرتزل) وكتابه (دولة يهودية)
علاء بكر
الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٨ - ١٥:٠٨ م
3614

"تيودور هرتزل" وكتابه (دولة يهودية)

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيعد "تيودور هرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر، والتي تدعو إلى إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين، ويعد كتابه عن (الدولة اليهودية) هو الدليل العملي الذي وضعه "هرتزل" لتحقيق ذلك.

لقد امتلأت نفس هرتزل بهموم اليهود في العالم، فوضع مشروعه لإقامة دولة قومية لليهود، ثم سعى بكل السبل لتحقيق ما خطط له، ونجح في تجميع جهود اليهود في العالم لتسير في الاتجاه الذي أراده.

"تيودور هرتزل":

يهودي وُلد في 2 مايو عام 1860م في بودابست في المجر، وأبوه يهودي ثري كان يعمل في التجارة، درس الحقوق في جامعة (فيينا) بالنمسا حتى عام 1884م، عمل في المجال الأدبي منذ عام 1885م، حيث نشر أول مقال له في 27 مايو 1885م. ثم عمل مراسلًا صحفيًّا في باريس لجريدة الحرة الجديدة (نيو فري باريس) التي كانت تصدر في (فيينا) وذلك في الفترة من 1891م إلى 1895م.

انشغل هرتزل بالمسألة اليهودية فأصدر في نوفمبر 1894م مسرحيته (الجيتو الجديد)، والتي تتحدث عن الأوضاع الاجتماعية لأغنياء اليهود (الطبقة اليهودية العليا) في (فيينا)، معبِّرًا فيها عن توجهاته في المسألة اليهودية.

وفي 2 يونيو 1895م التقى هرتزل بالبارون (دو هيرش) حيث عرض عليه فكره، ولكن البارون لم يرحب بخطة هرتزل السياسية، وعليه كتب هرتزل المسودة الأولى لكتابه (دولة يهودية) في يونيو ويوليو 1895م، ثم نشر الكتاب في عام 1896م، وكان في الخامسة والثلاثين من عمره.

بحث هرتزل عن ناشرٍ يهودي، فاتصل أولًا بـ(سيجموند كرونباح) مِن برلين، الذي لم يعجبه أفكار الكتاب، فاتصل في 19 يناير 1896 بـ(ماكس بريتنشتين) في فيينا، وتعاقد معه على نشر ثلاثة آلاف نسخة من الكتاب كطبعة أولى، فنشر بالألمانية في فبراير 1896م.

وقد تمت ترجمة الكتاب من الألمانية إلى الإنجليزية بمعرفة (سيلفي دافيجدور)، ونشر الكتاب في لندن عام 1896م، أي في نفس عام ظهور الكتاب، وقد بلور هرتزل في الكتاب ما كان موجودًا مِن الأفكار السابقة عن الصهيونية وإنشاء وطنٍ قومي لليهود، مستثمرًا مواهبه الذهنية وخبراته القانونية في تحديد الهدف، ووضع وسائل تنفيذه عمليًّا، ثم تابع ذلك بالسعي الجاد لتحقيق ما كتبه.

بدأ "هرتزل" في تسجيل يومياته مِن عام 1895م، وكلل جهوده تلك في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا في الفترة مِن 29-31 أغسطس 1897م، وللمتابعة توالى عقد هذا المؤتمر سنويًّا، حيث شهد هرتزل خمس مؤتمرات صهيونية بعده، آخرها المؤتمر السادس عام 1903م، وقد توفي هرتزل في فيينا في 13- 7- 1904م ودفن بها، وبعد إقامة دولة إسرائيل عام 1948م تم نقل ما بقي مِن رفاته ليدفن قرب مدينة القدس في عام 1949م.

لم يكن هرتزل أول مَن صاغ الفكر الصهيوني في صورة إقامة دولة لليهود، فقد سبقه آخرون، منهم (موسى هس) في كتابه (روما والقدس) عام 1862م، الذي بيَّن فيه رأيه في القومية اليهودية كحل للمشكلة اليهودية، كما ألف (ليو بينسكر) أيضًا كتابه (التحرر الذاتي) في عام 1882م، تكلم فيه عن وطن قومي لليهود، لكن هرتزل بلور كل تلك الأفكار، وحدد الأهداف الأساسية مِن خلال مواهبه القانونية والأدبية التي كان لها أثر كبير على صياغة أفكاره؛ فلقد أعطته ثقافته القانونية نظرة خاصة للقضايا العامة جعلته يحرص على توفير الشكل القانوني للأمور، أما ثقافته الأدبية (خاصة المسرحية) فنجدها في فصول الكتاب المرتبطة الحلقات المتسقة، مع شيءٍ مِن الخيال لاستكمال جوانب الصورة، وقد ساعد هرتزل أيضًا توقيت نشر الكتاب خلال قضية الضابط الفرنسي اليهودي (دريفوس).

قضية "دريفوس":

ألفريد دريفوس ضابط فرنسي يهودي، وُلد عام 1859م، اتهم بالتجسس علي فرنسا لحساب ألمانيا عام 1894م، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وقد تم العفو عنه بعد عدة سنوات مِن حبسه بعد إعادة محاكمته بضغطٍ مِن زعامات يهودية، وبالتالي إعادته إلى منصبه في الجيش الفرنسي، لكن القضية كانت قد تحولت مِن قضية فردية إلى قضية سياسية خدمت الحركة الصهيونية عند نشأتها في أواخر القرن التاسع عشر، حيث نشط زعماء اليهود الصهيونيين استغلالًا لهذه القضية في إثارة قضية معاداة السامية، وبالتالي المطالبة بحل للمسألة اليهودية.

فكرة كتاب (دولة يهودية):

كانت فكرة هرتزل أن يمنح اليهود أرضًا يتجمعون فيها، ويهاجر إليها المضطهدون مِن يهود العالم، ولتحقيق ذلك اقترح تأسيس جمعية يهودية تتولى الأعمال التحضيرية الخاصة بأعمال التنظيم والمفاوضات السياسية، وإنشاء شركة يهودية تكرس جهودها لدراسة مختلف المسائل المالية والاقتصادية الخاصة بتنفيذ الاقتراح.

وقد عرض هرتزل كل التفاصيل التي رآها لازمة لسد الطريق على أي معارض لخطته، فأثار النقاط الكبرى كاللغة والقوانين والجيش، وإنشاء الجمعية اليهودية، وشراء الأراضي، كما تطرق إلى كيفية تصفية أعمال المهاجرين ونقل بضائعهم، وكيفية التعامل معهم بما يحميهم مِن الاستغلال، وتوفير وسائل الترفيه، والمساكن التي تعد لهم.

وجاءت هذه التفاصيل لتدل على قناعة هرتزل الشديدة بفكرته، وحرصه على نجاحها بسد الطريق على أي معارضات تثار ضدها، ويتحدث عنها كأنه حقيقة واقعة، ورغم أن ردود الفعل الأولى للكتاب لم تكن مشجعة، إذ لم يكتسب أنصارًا كثيرين، ولكن حماس هرتزل لفكرته كان كبيرًا، فسعى بكل قوة لتحقيقها.

أهمية كتاب (دولة يهودية):

نقل الكتاب المسألة اليهودية من قضية تخص يهود كل بلد يعيشون فيه، أو تهم السلطة المحلية في هذا البلد، إلى قضية سياسية ذات مسئولية عالمية، وأن على كل الدول مناقشتها، والمشاركة في إيجاد الحلول الممكنة لها.

لقد أراد هرتزل ألا يتخوف اليهود مِن إظهار حركة دولية تتبنى مطلبهم القومي (الحركة الصهيونية الداعية إلى إنشاء دولة تكون وطنًا ليهود العالم).

لقد أراد هرتزل ألا يعيش اليهود بعده في (الجيتو)، وألا يتواروا في الأركان، فهناك مَن سيشاركهم مشكلتهم، وهناك مَن سيتحيز إلى قضيتهم، إذا تمسكوا بها وعملوا لها.

نقل الكتاب اليهود الذين لم يكونوا قبْل ظهور الكتاب شعبًا -بل أقليات انعزالية منطوية مشتتة في بلدان أوروبا- إلى شعبٍ؛ أي جعل منهم شعبًا، أي جعل -الكتاب- اليهود شعبًا، وجعل هذا الشعب يسعى لإقامة دولة.

جعل الكتاب لليهود -لأول مرة في تاريخهم منذ تشتتهم- دليلًا عمليًّا يحدد لهم معالم الطريق، دليلًا يطرح المشكلات، ويقدِّم لها الحلول.

لم يجعل هرتزل فكرته مجرد فكرية نظرية، بل اهتم بإيجاد حلول للمشكلات المختلفة التي يمكن أن تواجه المهاجرين سواء في البلد التي هاجروا منها أو إلي البلد التي سيهاجروا إليها، ليس فقط مِن أجل طمأنة المهاجرين على أموالهم وممتلكاتهم في أوطانهم الأصلية، أو بعد وصولهم إلى وطنهم المرتقب، بل لتوفير الظروف المناسبة لنجاح الفكرة، ووضع البدائل المختلفة، وهذا ما نجح فيه هرتزل إلى حدٍّ كبيرٍ.

ويلاحظ في الكتاب أمران هامان:

إن هرتزل لم يجد غضاضة في التأكيد على أن الدولة اليهودية المرتقبة ستكون رأس الحربة للدول الاستعمارية الأوروبية في منطقتها، حيث يقول: "ومِن هناك سوف نشكل جزءًا مِن استحكامات أوروبا في مواجهة آسيا، كموقع أمامي للحضارة في مواجهة البربرية. وعلينا -كدولة طبيعية- أن نبقى على اتصالٍ بكل أوروبا التي ستكون مِن واجبها أن تضمن وجودنا".

وقد كرر هرتزل هذا المعنى في أكثر مِن موضع، فعند الحديث عن إنشاء الشركة اليهودية يؤكِّد أنها سوف تكون تحت حماية إنجلترا؛ مما يوضح أن هرتزل يعلم جيدًا أن اليهود غير قادرين -مع وجود أموال وإمكانيات رجال المال اليهود- على القيام وحدهم ببناء الدولة المنتظرة، أي لا بد مِن الاعتماد على الدول الأوروبية الاستعمارية لدعم قيام هذه الدولة، وحمايتها في المستقبل.

 إن فلسطين بالذات لم تكن هي الأرض المقصودة دون غيرها لتكون هي وطن اليهود، أو أرض المعاد، بل كان المراد أي أرض تصلح لذلك، ولقد سبق مِن قبْل اقتراح البارون (دو هيرش) إقامة وطن لليهود في الأرجنتين، ولهذا عرض هرتزل في المؤتمر الصهيوني السادس عام 1903م اختيار أوغندا لتكون وطنًا قوميًّا لليهود، وكان هذا عرضًا إنجليزيًّا تقبله هرتزل، رغم اختيار يهود المؤتمر الصهيوني الأول لفلسطين وطنًا قوميًّا لليهود، وقد قوبل عرض هرتزل بالرفض مِن يهود المؤتمر الصهيوني السادس.

طبعات كتاب (دولة يهودية):

لم يتم طبع كتاب (دولة يهودية) بعد طبعته الأولى الألمانية في عام 1896م وترجمتها الإنجليزية إلا في عام 1936م، خشية تنبه العرب للمخططات الصهيونية التي تهدف إلى انتزاع فلسطين بعد إغراقها بالمهاجرين اليهود مِن مختلف بقاع العالم. فلما قويت شوكت اليهود في فلسطين وأعلن بن جوريون في تل أبيب عام 1942م أنه بالفعل تم بناء وطن قومي لليهود في فلسطين تحت رعاية ودعم الحكومة البريطانية صدرت طبعات جديدة للكتاب، منها طبعة في عام 1943م، والتي قدم لها الدكتور (حاييم وايزمان)، الذي قاد الحركة الصهيونية بعد وفاة هرتزل، وكان أول رئيس لدولة إسرائيل بعد قيامها، وطبع الكتاب طبعات أخرى في أعوام 1946م و1972م و1988م. ومع ذلك فلم يترجم الكتاب ويطبع باللغة العربية إلا في التسعينيات مِن نهاية القرن العشرين، رغم أن الكتاب يتعلق بقضية تخص العرب؛ لما فيه مِن دعوة إلى إقامة دولة يهودية على أرضهم، ويضع التخطيط لتحقيق ذلك.

جهود هرتزل لتحويل فكرته إلى واقع:

لم يكتفِ هرتزل بإصدار كتابه عن الدولة اليهودية، ولا بعقد المؤتمرات الصهيونية السنوية، لكنه قام بالاتصالات والمقابلات العديدة مع عشرات السياسيين والمسئولين في العديد مِن دول العالم الذين رأى أنه يمكن الاستفادة مِن دعمهم لفكرته، أو يرتجي منهم خيرًا لمشروعه، أو يمكنهم تقديم نوعٍ مِن الدعم والمساندة، فقابل إمبراطور ألمانيا، والسلطان عبد الحميد الثاني، ووزير خارجية بريطانيا، ووزير داخلية روسيا، والبابا في روما، وملك إيطاليا، والزعيم المصري مصطفى كامل، وغيرهم كثير ممن أورد ذكرهم في يومياته، إلى جانب علاقاته واتصالاته بزعماء اليهود ورجال الأعمال منهم وزعماء الصهيونية. حيث استخدم كل الوسائل على طريقة الغاية تبرر الوسيلة بدون فتور أو يأس، للحصول على وعدٍ مِن هنا، أو دعم مِن هناك؛ تشهد لذلك مذكراته اليومية التي كتبها بنفسه.

- فدعا أقطاب اليهودية في العالم للمؤتمر الصهيوني الأول في "بال - سويسرا" في أغسطس 1897م، وشهد بعده خمسة مؤتمرات صهيونية قبْل وفاته.

- قابل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1902م، طالبًا منه السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين، مع منحهم شبه استقلال ذاتي، ولكن محاولته فشلت فشلًا ذريعًا؛ مما جعل الصهيونية العالمية تسعى بقوة إلى التخلص مِن السلطان عبد الحميد، فدعمت المتمردين عليه، وناصرت الحركات الانفصالية عن الدولة العثمانية، وأنشأت جمعية الاتحاد والترقي الماسونية (تركيا الفتاة)، وأمدوها بالمال والدعاية، حتى نجحت في القيام بانقلاب أعقبه خلع السلطان عبد الحميد بحجة عدم الاستجابة للأصوات المنادية بالإصلاح.

وفي عام 1903م فاوض وزير داخلية روسيا على التصريح بهجرة اليهود الروس إلى خارج روسيا مقابل إيقاف الدعاية اليهودية ضد روسيا، كما أخذ موافقة وزير مالية روسيا على إنشاء فرع للبنك اليهودي.

وافق هرتزل على عرض وزير المستعمرات البريطانية باستيطان اليهود لهضبة قريبة مِن نيروبي، مع وعد بالاستقلال الذاتي، وتعيين حاكم يهودي، وهو ما تم رفضه في المؤتمر الصهيوني السادس، وهو آخر مؤتمر صهيوني شهده هرتزل قبْل وفاته.

وقد زار هرتزل القاهرة في ربيع عام 1903م، في إطار حرصه على تجميع جهود اليهود في كل مكان لإقامة دولتهم، وقد رحبت به الجالية اليهودية الرأسمالية في مصر وقتها.

 تنبيه: يقول أ.د.عادل حسن غنيم: "والاسم الأصلي للكتيب هو (دولة اليهود) وليس (الدولة اليهودية)، لكننا نجد هرتزل في مذكراته يستخدم عبارة الدولة اليهودية، وهناك فرق مقصود بيْن العنوانين، فدولة اليهود تعني أن يكون اليهود أغلبية في دولة، أما الدولة اليهودية فتعني أنها دولة خاصة باليهود وحدهم".

المؤتمرات الصهيونية:

عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا بدعوةٍ مِن هرتزل في أغسطس 1897م، وشهده عدد كبير مِن اليهود (204 يهوديًّا)، يمثلون معظم يهود العالم، وكان أغلبهم مِن يهود روسيا وأوروبا الشرقية، إذ لم يتحمس يهود أوروبا الغربية للحركة الصهيونية عند نشأتها. وفيه تم وضع برنامج الحركة الصهيونية الحديثة، بناءً على أن هدف الصهيونية هو إنشاء وطن لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام.

وكانت مِن توصيات المؤتمر:

- تشجيع استيطان العمال الزراعيين والصناعيين اليهود في فلسطين وفقًا لخططٍ مناسبةٍ.

- تنظيم اليهود وربط هيئاتهم المتفرقة في شتى أنحاء العالم، بما يتلاءم مع القوانين المرعية في كل بلد.

- تقوية المشاعر اليهودية، وإيقاظ الوعي اليهودي القومي.

- القيام بمساعي لدى الحكومات المختلفة للحصول على موافقتها على أهداف الحركة الصهيونية.

- وتنفيذًا لذلك تأسست الشركة اليهودية، واعتبرت الإدارة المركزية لجميع الهيئات اليهودية، وأصبح صهيونيًّا كلُّ مَن يعتنق المبادئ التي وُضعت في مؤتمر بازل الأول، ويلزمه أن يدفع اكتتابًا سنويًّا للمساهمة في نفقات الهيئة التنفيذية.

وقد كتب هرتزل بعد المؤتمر في صحيفته بفيينا يقول: "لو طلب مني أن ألخص أعمال مؤتمر بازل فإني أقول، بل أنادي على رؤوس الأشهاد أنني أسست الدولة اليهودية!".

- عقد المؤتمر الصهيوني الثاني في بازل في أغسطس 1898م، وأسفر عن إنشاء بنك اعتبر الإدارة المالية للشركة اليهودية، وحدد رأس ماله بمليون جنيه إسترليني.

- عقد المؤتمر الصهيوني الثالث في بازل في أغسطس 1899م، وفيه تمت مناقشة ميثاق الصهيونية العالمية، ومناقشة الصندوق المالي للاستيطان.

- عقد المؤتمر الرابع في لندن في أغسطس 1900م، وكان الاجتماع في لندن كمحاولةٍ للتأثير على الرأي العام البريطاني، وقد اجتمع هرتزل مع وزير خارجية بريطانيا في محاولة للحصول على تأييد بريطانيا لأماني اليهود.

- عقد المؤتمر الخامس في بازل في أغسطس 1901م، وفيه ظهرت الدعوة إلى الاهتمام بالثقافة العبرية، تمهيدًا لإنشاء وطنٍ قوميٍ لليهود. واقترح تأسيس جامعة عبرية، وتقرر إنشاء بنك لتمويل شراء أراضي في فلسطين لتهجير اليهود إليها.

- عقد المؤتمر الصهيوني السادس في بازل في أغسطس عام 1903م، وفيه تعرض هرتزل للنقد الشديد بسبب موافقته على إقامة وطن يهودي خارج فلسطين، وقرر المؤتمر عدم قبول إنشاء وطن لليهود في إفريقيا إلا كملجأ مؤقت.

- وقد توفي هرتزل في يوليو عام 1904م، فتولى (حاييم وايزمان) الحركة الصهيونية مِن بعده، وتوالت المؤتمرات الصهيونية بعد ذلك، في بازل، ولاهاي، وهامبورج، وفيينا، وبراج، وجينيف. وبعد قيام دولة إسرائيل عقد المؤتمر الثالث والعشرين القدس في عام 1951م.

بروتوكولات حكماء (خبثاء) صهيون:

هي 24 بروتوكولًا، لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، واختلف في نسبتها، والراجح عند الكثيرين -بل عند البعض مِن الحقائق المسلَّم بها- أنها بعض مقررات -أو محاضر جلسات- المؤتمر الصهيوني الأول، سُرقت مِن أحد زعماء اليهود ثم نُشرت، وقد تولى نشرها لأول مرة الروسي (سرجي نيلوس) في روسيا عام 1902م بعد وصولها إليه.

ويؤيد نسبتها لزعماء الصهيونية واليهود:

- أنها توافق ما يسعى إليه زعماء اليهود والصهيونية مِن الإفساد للشعوب، وما عرف عنهم مِن عنصريةٍ وحب العلو في الأرض.

- أن الأحداث التي جرت بعدها -وتجري حتى الآن- توافق ما جاء فيها مما تخطط له الصهيونية.

- مساعي اليهود لمنع طبعها ونشرها، ومصادرة ما طبع منها؛ فقد تم مصادرة طبعة لها نُشرت بالغة الفرنسية في روسيا عام 1917م، ومعلوم أن قادة الحركة البلشفية في روسيا كانوا مِن الموالين لليهود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للاستزادة راجع:

- ("الدولة اليهودية"، تيودور هرتزل، ترجمة: محمد يوسف عدس، مراجعة ودراسة أ.د.عادل حسن غنيم، ط.مركز نصوص، ط. 2006م).

- ("يوميات هرتزل" إعداد أنيس صايغ، ترجمة هلدا شعبان صايغ، نشر مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية ببيروت). 

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة