الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أين الغيرة؟!

فلبس البنطال يجسد العورات، ويبرز المفاتن، ويجذب أنظار الرجال، ويفتن الشباب

أين الغيرة؟!
أحمد حمدي
الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٥:٥٣ م
819

أين الغيرة؟!

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيجب على الدعاة إلى الله أن يقوموا بواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلاج الفساد الذي يظهر في المجتمع.

ومِن الظواهر السلبية الخطيرة التي انتشرت في الجامعات والمدارس، ومراكز الدروس الخصوصية، والشوارع، والمواصلات، والنوادي، والمستشفيات حتى في الأقاليم والأرياف، والقرى والنجوع؛ لبس البنطلونات الضيقة للفتيات حتى الكبار والمتزوجات، وكذلك وضع أصناف مِن المكياچ وكشف الزينة والعورات!

وهذا علامة خطر يهدد انهيار المجتمع خلقيًّا، وانتشار الشهوات والعري والفحش والتحرش الجنسي، وفتح باب شر وفجور، وضياع للحياء والغيرة مِن الرجال؛ بحجة أن البنت تظن أنها محجبة بوضع قطعة مِن القماش على رأسها مع مخالفة شروط الحجاب الشرعي أو أن البنت ما زالت صغيره في سن الإعدادي والثانوي أو حتى تتزوج أو بعد أن تتزوج، وأن أمها تريد ذلك!

أين الغيرة أيها الرجال؟!

قال رسول الله: (ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني)، والديوث هو الذي لا يغار على أهل بيته.

أين القوامة وتحمل المسؤولية؟!

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ المُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه)، وقال: (إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ أمْ ضَيَّعَ؟ حَتى يسْألَ الرَّجُلَ عَنْ أهْلِ بَيْتِهِ) (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني)، وقال: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) (متفق عليه).

فأين واجب الخطباء والوعاظ والمدرسين في بذل النصح للمجتمع؟!

قال -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور:31)، فلبس البنطال يجسد العورات، ويبرز المفاتن، ويجذب أنظار الرجال، ويفتن الشباب.

فأين الحياء؟! قال رسول الله: (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني).

وكذلك مصانع ومحلات الملابس عليها واجب أن تصنع إسدالات وعبايات وجيبات واسعة فضفاضة، غير مزركشة ولا مزينة تلفت الأنظار.

أين الخطب والمواعظ والكلمات والمجلات الدعوية والملصقات والمطويات في الجامعات والمدارس؟!

اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44).

نسأل الله أن يستر بناتنا، وأن يحيي قلوبنا، وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
621 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠