الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

ودق ناقوس الخطر!

إن الغافل عن ناقوس الخطر هذه الأيام لفي خطرٍ شديدٍ

ودق ناقوس الخطر!
هيثم مجدي الحداد
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٩ - ١٦:٢٤ م
955

ودق ناقوس الخطر!

كتبه/ هيثم مجدي الحداد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن المطلع على أحوال المتدينين هذه الأيام، يجد أنهم قد حفتهم الفتن مِن كل جانبٍ؛ تلك الفتن التي تعصف بالقلوب عصفًا، وتذهب بالدين ذهابًا، و تستفز الباحث عن النجاة في زيادة الأعمال حتى يدفع بها عن قلبه ما يستطيع، كما قال النبي -صلى الله عليه و سلم-: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا) (رواه مسلم).

تنوعت تلك الفتن بيْن فتن السياسة، وما حدث للتيار الإسلامي مِن تراجع، وبين فتن الانفتاح على الدنيا مِن أجل تحصيل الرزق ومواجهة غلاء الأسعار، وما يتبعه مِن فضول الخلطة بالناس كما وصفه ابن القيم -رحمه الله-، وبين حالة الإحباط العامة وتراجع التدين بصورةٍ عامةٍ، فكان حري بالمرء الرجوع إلى معاني الغربة والاستمساك بحبل الله المتين، والرجوع إلى وسائل الثبات على الدين، فالفتن عاتية لا تبقي ولا تذر، وحالات الانتكاسات كثيرة.

كانت مظاهر التمسك بالدين في العقد الماضي والتمسك بوسائل الثبات كثيرة، منها: المحافظة على الصلوات في جماعة، وخصوصًا صلاة الفجر ثم الجلوس حتى تشرق الشمس، وترديد أذكار الصباح والمساء، وقراءة ورد القرآن بصورةٍ منتظمة ويومية، والحرص على قيام الليل ولو بركعة الوتر، والحرص على طلب العلم وحضور مجالسه، والحفاظ على أوراد القراءة في الكتب المختلفة في أبواب الرقائق والعقيدة والفقه والتفسير.

إن مِن الأهمية بمكانٍ الحفاظ على صحبة الخير والاستمساك بها، فالصاحب ساحب كما قال السلف -رضي الله عنهم-، وقال -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28).

أيضًا مِن أعظم أسباب النكوص على الأعقاب سوء الظن بالمؤمنين، وسوء الطوية، والحقد والغل، وخصوصًا أهل العلم منهم؛ فيجب على المؤمن الحفاظ على سلامة صدره والتماس الأعذار للمؤمنين فهو سبيل النجاة، قال -تعالى-: (وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ . يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:87-89).

إن الغافل عن ناقوس الخطر هذه الأيام لفي خطرٍ شديدٍ، وعلى شفا حفرة مِن النكوص؛ فليحذر كلٌّ منا على نفسه، وليعد أيام صبا الالتزام وإشراق قلبه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة