الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رمضان يُذكِّرنا... !

تنطوي شعائر هذا الشهر على العديد مِن الإشارات التي ينبغي أن يكون للمصلحين أمامها وقفات

رمضان يُذكِّرنا... !
مصعب أمين
السبت ٠١ يونيو ٢٠١٩ - ١٦:٢٠ م
779

رمضان يُذكِّرنا... !

كتبه/ مصعب أمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتنطوي شعائر هذا الشهر على العديد مِن الإشارات التي ينبغي أن يكون للمصلحين أمامها وقفات، وهي مشاهدة في ميادين كثيرة حرية بأن نتدبرها ونتأملها لتكون زادًا في السير.

فرمضان يذكرنا بتعاقب الليل والنهار في انقضاء للأعوام، وما ينبغي أن يصرف الإنسان فيه هذه الأوقات وإعادة التوازن لحياتنا بما فيه خيري الدنيا والآخرة.

ورمضان يذكرنا بأصل الخير الذي في الناس مِن حولنا بشهودنا لتعرضهم لنفحاته، وألا نفقد أملًا في دعوتهم وإحياء فطرتهم والتواصي بالحق والصبر مِن قبْل ومِن بعد.

رمضان يذكرنا بنصر الله -عز وجل- للحق على الباطل في مواطن كثيرة مِن تاريخ أمتنا، وألا يزيدنا تداول الأيام إلا ثقة في هذا الوعد مهما حل بأمة الإسلام في أي زمانٍ ومكانٍ.

رمضان يذكرنا بعوامل إحياء الأمة ونهضتها مرة أخرى، فمهما بدت عليها مظاهر الفرقة أو حاول أعداؤها طمس معالمها إلا أن شريعتها توحدها من حين لآخر.

رمضان يذكرنا بحق وحي الله -عز وجل- علينا نورًا للحياة وهدى للناس للتي هي أقوم في جميع شئونهم.

رمضان يذكرنا بضعفاء الأمة وفقرائها الذين في حاجة إلى شعائر الإحسان هذه على مدار العام، وأن نتعاهد المجتمع بصور الترابط والتماسك الداعية إلى قوته.

رمضان يذكرنا بأنس الأسرة وبركة عيشها بأثر إقبال أفرادها على الله -عز وجل- في أجوائها.

رمضان يذكرنا بأنه بإمكان المرء أن يكون له حظ أدوم مِن العبادات في بقية أيام العام، لو أنها أديرت على النحو الأمثل ورُزق الإنسان عونًا مِن الله، فالقليل الدائم كثير.

رمضان يذكرنا بالتنافس الأعظم والأجدر بأن تصرف فيه الطاقات على الدوام بالمسارعة في الخيرات، ولا يستنهك المرء قواه في زينة الحياة الدنيا.

رمضان يذكرنا بالصيام الأكبر عما حرم الله -عز وجل- والقيام الأكبر بدينه دعوة وإصلاحًا.

رمضان يذكرنا بحال الصلة بالله التي ينبغي أن يكون المرء عليها؛ مجاهدة لنفسه أو كلما استحوذ عليه الشيطان.

رمضان يذكرنا بأن أساس الإصلاح وبدايته مِن عكوف الإنسان على إصلاح قلبه وتنزيهه مِن أي إرادة فيه لغير الله، فبذلك ينصرف إلى الخير دائمًا وينصلح الإنسان، وتبعًا لذلك يكون إصلاح أي أمر يتولاه في هذا الكون.

رمضان يذكرنا ببيئة الخير والأعوان عليه التي يتأكد على الواحد منا أن يغرس فيها نفسه تثبيتًا له في مواجهة الفتن، وتحصينًا مِن الشبهات والشهوات.

رمضان يذكرنا بالفضل بعد الله -عز وجل- لأَعلَامنا الذين آوتنا جهودهم إلى مواطن العبادة ومواسمها، ومحاضن العلم والدعوة، ونشر الخير والنور بين الناس.

ولا تتوقف محاولة التذكير بما يحمله الشهر عند هذا الحد، ولكن هذه بعض منها يذكرنا بها في عظمة الإسلام؛ شرائع وشعائر، ويبشرنا بالخير في ديننا ودنيانا إذا ما استمرت هذه الأبواب مطروقة كل شهر بعون مِن الله وتدبير.

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة