الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

القرآن بعد رمضان

القرآن ليس مشروعًا شهريًّا، وليس ارتباطًا مؤقتًا بوقت، ولكنه منهج حياة

القرآن بعد رمضان
أحمد رشوان
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٩ - ١٩:١٩ م
799

القرآن بعد رمضان

كتبه/ أحمد رشوان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فمما لا شك فيه أن الإيمان يزيد وينقص، والعبادة يدخلها الفتور ولن يكون حالنا مع القرآن بعد رمضان كحالنا معه في رمضان حيث التلاوة والتدبر والسماع في القيام والتهجد، ولكن ليس معنى ذلك أن تكون الخسارة كبيرة جدًّا كحال الغالب؛ إلا مَن وفقه الله، فقد سمعنا في القرآن: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا... ) (النحل:92).

وقد قرأنا قول الله -عز وجل-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) (طه:124)، وتعلمنا أن الرسول يأتي يوم القيامة شاكيًا لربه هجر الناس للقرآن، (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان:30)، وسمعنا كثيرًا أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل القرآن، وأنه سبب لعدم الضلال بعده، (تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).  

فهل يعقل بعد هذا أن نعود للترك والهجر بعد أن كنا نتسابق في الختمات أثناء رمضان؟!

إن القرآن ليس مشروعًا شهريًّا، وليس ارتباطًا مؤقتًا بوقت، ولكنه منهج حياة، وعصمة ونجاة، قال فيه ربنا مخاطبًا الناس كافة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57)؛ ولذلك لابد أن نتعاون على قراءته وحفظه كما كنا نفعل في رمضان، فما المانع أن يحدد كل مجموعة من الأصدقاء والأصحاب يومًا في الأسبوع يجتمعون فيه لمذاكرة آيات مرت عليهم في وردٍ يتفقون عليه في القراءة يوميًّا مِن باب التشجيع؟! وما الذي يمنعك أن تلتحق بشيخ أو كتاب أو حتى مجموعة واتس أو فيس لتحفظ القرآن بدلًا مِن تضييع الأوقات على مواقع التواصل الاجتماعي في القيل والقال أو تضييع الوقت في مباريات كرة القدم؟!

وما المانع أن تكون مفتاحًا للخير وتقوم بعمل مقرأة في مسجدك، وليس شرطًا أن تكون أنت المصحح للقراءة، يكفي أن تشجع الناس وتكون واحدًا منهم ولك أجرهم جميعًا إن صدقت النوايا، إن القرآن فيه بركة عظيمة لو حركنا الناس لتلاوته وحفظه وتدبره غير الأجر العظيم لمَن يقوم على ذلك.

فنسأل الله أن يجعلنا جميعًا مِن أهل القرآن، وأن يرزقنا تلاوته وتدبره، والعمل به على الوجه الذي يرضاه الله -عز وجل-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة