الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية -1

لقد خلق الله الإنسان، وجبله على نوازع وشهوات مِن أشدها الشهوة الجنسية التي ركّبها فيه تركيبًا عجيبًا، تقض مضجعه، وتشغل فكره وقلبه

ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية -1
عصام حسنين
الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٤٢ ص
1800

ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية -1

كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمن خلال تدريسي لطلابي بالمرحلة الثانوية فقه الطهارة، كنت أتعرض لحكم العادة السرية وكيفية حماية الطالب نفسه منها ابتداءً، وإن كان قد وقع فيها كيف يتخلص منها في جوٍّ أبوي آمن؛ فإنني أقول له: إنني مستعد أجيبك علي أي سؤال مهما كان، ولئن تعلم الإجابة مني -وأنا بمنزلة أبيك-  أفضل من أن تعرفها من أي طريق مشبوه! فكنت أسمع عجبًا!

فمنهم مَن قال: أنا مدمن مشاهدة الأفلام الجنسية، وأشعر أنها مدمرة لحياتي؛ فكيف أتخلص منها؟

ومنهم مَن قال: تعودت على رؤية الصور ومشاهدة الأفلام عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي، ومنذ البلوغ وأنا أمارس العادة السرية، كيف أتخلص من ذلك؟

ومنهم من كان يذهب بزملائه إلي البيت بعد ذهاب أبويه للعمل لرؤية الأفلام الجنسية!

ومنهم مَن أخبر زملاءه، وغير ذلك كثير... !

مشاهد مؤلمة! أليس كذلك؟!

بلي.

إنها الصدمة التي لابد وأن تفيقنا.

إنها ناقوس يدق آذاننا بالخطر إن لم ننتبه!

لم يعد ولدك أنت! تغيرت البيئات تغيرًا كبيرًا، أنت اليوم في العالم المفتوح في كل شيء! عالم لا تستطيع التحكم فيه، ولا تستطيع أن تمنعه مطلقًا!

لذلك لابد وأن ننتبه، وأن ننظر للتربية الجنسية التي هي مسئولية الوالدين أولًا ثم بقية مؤسسات المجتمع نظرة شمولية، وبجرأة، حتي نصون أطفالنا وشبابنا؛ عمادنا وعماد أمتنا من ويلات الثورة الجنسية التي يريد الغرب أن يصدرها لبلاد المسلمين.

كيف تكون التربية الجنسية الصحيحة؟

هذا ما سنتعرض له في سلسلة من المقالات هي مقالات مستقاة من مراجع ومقالات، وأبحاث تربوية قديمة ومعاصرة تعالج هذا الموضوع، ولم آخذ منها إلا ما كان موافقًا للطريقة الشرعية في التهذيب الجنسي، سائلاً الله -عز وجل- أن يوفقني في معالجتها المعالجة التي ترضيه -تعالى-، وأن يوفق كل والدين يريدان صلاح أولادهم للعمل بها ، وأن يصلح جميع أولاد المسلمين.

1- لقد خلق الله الإنسان، وجبله على نوازع وشهوات مِن أشدها الشهوة الجنسية التي ركّبها فيه تركيبًا عجيبًا، تقض مضجعه، وتشغل فكره وقلبه، تنادي عليه دومًا بإشباعها، ولابد من ذلك لتسكن نفسه ويتفرغ باله لما ينفعه من أمر دينه ودنياه، وهذا لا يكون إلا بما أحله الله -تعالى- .

2- وخلق الله المرأة من الرجل ليسكن إليها؛ قال الله -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).

قال السعدي -رحمه الله-: "(وَمِنْ آيَاتِهِ): الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط: (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة.  

فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه، وينتقلون من شيء إلى شيء" (تفسير السعدي).

3- وليتحقق قوله -عز وجل-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ) (الأنعام:165).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي جعلكم تعمرون الأرض جيلًا بعد جيل، وقرنًا بعد قرن، وخلفًا بعد سلف" اهـ.

4- وجعلها كذلك فتنة للرجل -أي: اختبار وامتحان-، قال الله -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14)، فبدأ -سبحانه وتعالى- بفتنة النساء قبل الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام والحرث، وقبل فتنة الأولاد، بدأ الله بهن في الذكر قبل جميع الفتن.

قال ابن حجر -رحمه الله-: "إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قول الله -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ)، فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع... ومع أنها ناقصة العقل والدين فإنها تحمل الرجال على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغلهم عن طلب أمور الدين، وحملهم على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد" (فتح الباري).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ) (متفق عليه)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ) (رواه مسلم).

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "خُلقت المرأة من الرجل، فجعل نهمتها في الرجل، وخُلق الرجل من الأرض، فجعل نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم".

يتبع -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً