الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(هل سيصل الوباء في مصر إلى الانفجار؟). د/ باسم عبد رب الرسول

(هل سيصل الوباء في مصر إلى الانفجار؟). د/ باسم عبد رب الرسول
الثلاثاء ٣١ مارس ٢٠٢٠ - ١١:٣٢ ص
1452

(هل سيصل الوباء في مصر إلى الانفجار؟).

د/ باسم عبد رب الرسول

إجابة هذا السؤال التي لا إجابة أصح منها هي (الله أعلم)..
تفاوت عجيب بين معدلات انتشار الوباء في الدول المختلفة..
لا أحد يعلم حقيقةً ما السبب في انتشاره في مكان دون آخر..
كل ما يقدم من تفسيرات هو فرضيات عليها قرائن أو أسباب ظنية أو ضعيفة.. وكل سبب منها لا يرقى وحده لتفسير كل شيء..
إرادة الله تبارك وتعالى نافذة.. لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.. إنما أمره إذا قضى شيئا أن يقول له كن فيكون.. وما يعلم جنود ربك إلا هو..

هنا تعلم مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة".. ومعناها أن الأسباب لا تستقل بالتأثير أي بإيجاد المسببات بنفسها.. بل لا تؤثر إلا بإذن الله.. وخصوصا ما كان من الأسباب متعدد العوامل كالصحة والمرض.. فأنت تعمل بما شرع الله لك من الأخذ بالأسباب الظاهرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك".. وفي نفس الوقت تؤمن بالله تبارك وتعالى ربا خالقا مدبرا للكون.. لا يكون شيء إلا ما أراده هو عز وجل.. لذلك تتوكل عليه وحده في طلب الخير والنجاة من الشر.. لذلك تمام الحديث الذي يأمر بالحرص على ما ينفع: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله".. فتستعين بالله لأن كل شيء بيده عز وجل.. الصحة بيد الله، والمرض بيد الله، يقسم أرزاق خلقه بمشيئته وحكمته وعلمه عز وجل..والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قال "لا عدوى ولا طيرة" ليعلمنا التوكل على الله تبارك وتعالى، هو الذي قال: "لا يورد مُمرِضٌ على مُصِحّ" ليعلمنا الأخذ بالأسباب.. والحديثان متفق عليهما.. فلا تعارض بين الإيمان بالله والتوكل عليه وشهود قدره، والأخذ بالأسباب والحرص على ما ينفع الإنسان منها..
ومما ينبغي على المؤمن أن يكون حسن الظن بالله تبارك وتعالى.. كما في الحديث المتفق عليه: "يقول الله تعالى أنا عند ظني عبدي بي".. والنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين كان يعجبه الفأل الصالح وهو الكلمة الطيبة.. وكان يأمر أصحابه كما في صحيح البخاري: "بشروا ولا تنفروا".. وكان إذا زار مريضا قال كما في صحيح البخاري: "لا بأس طهور إن شاء الله"..
لذلك إذا عدنا إلى السؤال الأول.. هل سيصل الوضع إلى الانفجار؟ نقول: (الله أعلم).. لكننا نحسن الظن بالله.. ونرجوا أن يلطف الله بنا وأن يعافينا.. ونبشر الناس بما ظهر لنا من أسباب العافية ولو كانت أسبابا ظنية فهي من الفأل الحسن إن شاء الله.. وننصحهم كذلك بالأخذ بأسباب الوقاية والحفاظ على نعمة الصحة.. واتباع الإجراءات التي ينصح بها الأطباء المختصون.. وننصحهم كذلك بالإكثار من الطاعة والبعد عن المعصية.. فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب

وما رفع إلا بتوبة
"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"

تصنيفات المادة