الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فيروس كورونا... آزفة ليس لها من دون الله كاشفة

ماذا ينتظر العالم بعد هذه المظالم التي طغت وعمت ظلم للمسلمين المستضعفين في بورما والصين، وفي الإيجور والهند؟!

فيروس كورونا... آزفة ليس لها من دون الله كاشفة
الجمعة ٠٣ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٨:١٢ ص
1008

فيروس كورونا... آزفة ليس لها من دون الله كاشفة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فعلى حين غفلة من الناس وانتشار للفتن والشهوات والمعاصي والشبهات وبدع وخرافات، استيقظ العالم على حدثٍ أرَّق على الناس مضاجعهم، وأرعب قلوبهم، وشغل مساحة كبيرة من حياتهم وعطل مصالحهم؛ إنه فيروس كورونا الذي لا يُرى بالعين المجردة، ومن أجله أغلقت المطارات، وعلت أصوات المنظمات العالمية وزادت التحذيرات، وكأن سائلًا يسأل: من أين هذا البلاء؟!

قال الله -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165).

والسؤال: ماذا ينتظر العالم بعد هذه المظالم التي طغت وعمت ظلم للمسلمين المستضعفين في بورما والصين، وفي الإيجور والهند؟!

ماذا ينتظر المسلمون خاصة بعد انتشار العري والفساد، والربا والزنا والفواحش والملاهي والمهرجانات؟!

ماذا ننتظر بعد مجاهرة الله -تعالى- بالمعاصي؟!

هل أدركنا أننا عاجزون أمام قدرة الله -تعالى- مهما بلغنا مِن التقدم والتطور؟! فها نحن لا نقدر عن دفع بلاء يسير أرعب العالم كله، وأوقف الدول الكبرى على قدمٍ وساقٍ!

هل استشعرنا قول الله -تعالى-: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24).

إن الواجب علينا أن ندرك هذه الحقائق فنعود إلى ربنا -تبارك وتعالى- بالتوبة والاستغفار، والتضرع والدعاء: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا... ) (الأنعام:43)، فلا يرفع البلاء ويرد الوباء إلا التضرع والدعاء.

وينبغي أن نحفظ حدود الله لكي يحفظنا الله -تعالى-، ومَن حفظ الله حفظه الله، ومَن تعرف إلى الله في الرخاء عرفه الله في الشدة.

فمتى نتضرع ونعود إلى الله إن لم نفعل في هذه الفترة، ومع شدة نزول البلاء؟!

فينبغي تفويض الأمر لله -سبحانه وتعالى- مع الأخذ بالأسباب لرفع هذا الوباء، عملًا بسنة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، وتطبيقًا لروح الشريعة الغراء.

نسأل الله -عز وجل- أن يرفع عنا كل سوءٍ وبلاءٍ، وأن يقي أمتنا وبلدنا كل شرِّ ووباء.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة