الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

مظاهر القسوة في مجتمعاتنا (25) آيات من القرآن في ذم القسوة

وكلام العلماء وسيلة للفهم، وليس مساويًا للأدلة؛ فإن هذا مِن أسباب الهلاك

مظاهر القسوة في مجتمعاتنا (25) آيات من القرآن في ذم القسوة
ياسر برهامي
الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٢ ص
759

مظاهر القسوة في مجتمعاتنا (25) آيات من القرآن في ذم القسوة

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

وقفات مع قوله -تعالى-: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) (المائدة:13).

الأولى: دلت الآية الكريمة على أن نقض الميثاق، والعهد الذي أخذه الله على بني إسرائيل بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإيمان بالرسل وتعزيرهم -وهو نصرتهم ومؤازرتهم على الحق الذي بعثوا به-، والإنفاق في سبيل الله، كما قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (المائدة:12)؛ أن نقض ذلك -مِن نقض العهد بالإيمان وهو الكفر الذي حدث منهم، وتَرْك ما أُمروا به من الطاعة- هو سبب اللعنة، وهي الطرد والإبعاد مِن رحمة الله، وسبب قسوة القلب.

وقد أخذ الله الميثاق على هذه الأمة بمثل ما أخذ على السابقين: فقال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (المائدة:7)، فالسمع والطاعة لكتاب الله ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإقام الصلاة ونصرة الدين بكل ممكن ومستطاع، والإنفاق الواجب في سبيل الله؛ كلها واجبات شرعية على أمتنا، كما كانت على بني إسرائيل، والخطر كل الخطر في نقض هذا الميثاق؛ فيبعد العبد عن ربه، ويلعن ويطرد، فيشقى أعظم الشقاء.

واللعنة تكون على الكفر -وهذا هو الطرد الأبدي مِن رحمة الله- كاللعنة على إبليس، قال الله -تعالى-: (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) (ص:78)؛ وقد تكون على الكبيرة كما في آية اللعان، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (النور:6-7)، وكما لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخمر عشرة، ولعن آكل الربا، وموكله، وشاهديه وكاتبه، والمعاصي بريد الكفر ومقدماته؛ فلابد مِن الحذر مِن كل صور البُعد عن الله.

وأما قسوة القلب؛ فهي العقوبة الثانية على نقض العهد، وهي نتيجة البُعد عن الله، وأخطر مظاهر القسوة تحريف الكلم عن مواضعه، وهو يقع على تحريف الكتابة، وهذا وقع مِن أهل الكتابين مِن قبلنا في كتابيهما: التوراة والإنجيل، كما قال -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة:79)، ولا يشك مَن طالع كتبهم، وما فيها مِن أمور كذَّبها القرآن، وكذبتها السُّنة؛ أنها قد وقع فيها التحريف مِن هذا النوع.

وأما الخلاف الذي وقع بين أهل العلم قديمًا بأن هذا النوع لم يقع، وليس بمقدور لأحدٍ أن يخط في كتاب الله بخلاف ما فيه؛ فبالتأكيد أنه لأجل عدم الاطلاع على ما بأيديهم اليوم مما انتشر بينهم، ويحتمل أن يكون في زمنهم -زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة- نسخ صحيحة مِن التوراة.

والاحتمال الثاني: أن يكون ما أُمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: (فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران:93)، إنما هو في أمور أعلمه الله أنها ما زالت موجودة في التوراة لم تحرَّف ضمن ما حرَّفوا؛ فليس فيها شهادة بعدم وقوع التحريف كتابة على الإطلاق؛ وإنما في أمور مقيدة، وهذا القول أظهر، مثل: حد الرجم؛ فإن الله أطلع نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن التوراة لا يزال هذا الحد موجودًا فيها، كما قال ابن كثير -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:41)، الآيات إلى قوله -تعالى-: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44).

قال: "نزلت هذه الآيات الكريمات في المسارعين في الكفر الخارجين عن طاعة الله ورسوله، المقدمين آراءهم وأهواءهم على شرائع الله -عز وجل-، (مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) أي: أظهروا الإيمان بألسنتهم، وقلوبهم خراب خاوية منه، وهؤلاء هم المنافقون. (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا): أعداء الإسلام وأهله، وهؤلاء كلهم (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) أي: يستجيبون له، منفعلون عنه (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ) أي: يستجيبون لأقوامٍ آخرين، لا يأتون مجلسك يا محمد".

إلى أن قال: "والصحيح أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا، وكانوا قد بدَّلوا كتاب الله الذي بأيديهم مِن الأمر برجم مَن أحصن منهم؛ فحرَّفوا واصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة، والتحميم والإركاب على حمار مقلوبين، فلما وقعت تلك الكائنة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نتحاكم إليه؛ فإن حكم بالجلد والتحميم فخذوا عنه، واجعلوه حجة بينكم وبين الله، ويكون نبيٌ مِن أنبياء الله قد حكم بينكم بذلك، وإن حكم بالرجم فلا تتبعوه في ذلك.

وقد وردت الأحاديث بذلك؛ فقال مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه قال: إن اليهود جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكروا له أن رجلًا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا: نفضحهم ويُجلدون. قال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم؛ فأتوا بالتوراة فنشروها؛ فوضع أحدهم يده على آية الرجم؛ فقرأ ما قبلها وما بعدها؛ فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك؛ فرفع يده فإذا آية الرجم؛ فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم! فأمر بهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرجما؛ فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة". أخرجاه في الصحيحين -يعني البخاري ومسلم- وهذا لفظ البخاري" (تفسير ابن كثير، وقد ذكر جملة من الآثار المهمة في ذلك فلتراجع).

ومن ذلك أيضًا ما ذكره الله -تعالى- فيما أحل الله لهم من الطعام؛ فقال -تعالى-: (كلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران:93)، وقد زعم اليهود أن التوراة فيها تحريم ما حرَّم يعقوب على نفسه وعليهم أيضًا، وليس فيها ذلك، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأتوا بالتوراة، وهذا القول وهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أطلعه الله على أشياء لا زالت لم تحرَّف في التوراة فأمرهم أن يأتوا بالتوراة؛ هو الصحيح؛ وليس أن التوراة التي كانت موجودة في زمنه -عليه الصلاة والسلام- هي نسخة صحيحة مِن التوراة.

ومعلوم أن التوراة قد فُقدت عبر تاريخ اليهود الذي ينقلونه، وأيضًا؛ لأن الآية الكريمة قد دلت على وقوع التحريف قبل زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو في زمنه بالكتابة؛ أما ما بأيديهم اليوم فلا يسوغ فيه خلاف، ولا يشك مَن طالعها بوقوع التحريف فيها، وكذا تحريف اللسان ذكره الله -تعالى- في قوله: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78).

 وهذان النوعان مِن التحريف -تحريف الكتابة وتحريف اللسان- لا يقعان في كتاب الله -عز وجل- (القرآن العظيم)؛ لقوله -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)، ولو حاول أعداء الإسلام تحريف بعض آيات في القرآن، أو أخطأ في كتابة المصحف أو طباعته بعض المسلمين؛ فإن ذلك لا يَروج ولا ينتشر، ولا يبقى في أيدي الناس؛ بل يظهر ويبين -بحمد الله-، ولا يقع أبدًا أن يلتبس القرآن بغيره أو ينقص منه أو يزاد كما وقع في الكتب السابقة، بل القرآن متواتر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأعلى درجات التواتر التي عرفتها البشرية على الإطلاق.

أما النوع الثالث من التحريف فهو: (تحريف المعاني): كما وقع مِن اليهود في شأن حد الزنا -كما سبق-؛ فنسبوا إلى كتاب الله ودينه أنهم يجدون فيه الجلد والتحميم؛ رغم أنهم لم يغيروا رسم التوراة، وهذا النوع مِن التحريف يمكن أن يقع في هذه الأمة مع القرآن؛ بل قد وقع.

فأهل البدع والضلال والانحراف قد حرَّفوا معاني الآيات، وضربوا بعضها ببعض لتمرير بدعتهم وضلالاتهم؛ بل كل مَن أفتى بخلاف الكتاب والسنة الصحيحة الصريحة قد وقع منه ذلك، وإن لم يكن كل مَن فعل ذلك خارجًا من الملة؛ حسب قيام الحجة عليه عند الله، وقد لا ينفعه عند الله عذرنا له وعدم تكفيرنا له؛ لعدم علمنا بإقامة الحجة، واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع، إذا كانت قد قامت الحجة بينه وبين الله -تعالى- العليم الخبير.

 فمَن استجاز لنفسه أن يَنسب إلى الدِّين ما ليس منه، ويقول قد حرَّم الله كذا، وأحلَّ كذا على خلاف الحق الذي علمه؛ لا ينفعه عذر الناس له في الدنيا، وكلما ازداد الجهل والفتن ازداد هذا النوع من التحريف الذي هو علامة على قسوة القلب؛ بل ربما كان الرجل يُشار إليه بالبنان في الوظائف العلمية، وهو ممَن يحرف الكلم عن مواضعه، ويوجب على الناس ما لم يوجبه الله، ويحرم عليهم ما لم يحرمه الله، ويحل لهم ما لم يحل الله، ويشرع لهم ما لم يأذن به الله، بل ربما شرع لهم الشرك وهو يزعم أنه التوحيد.

وما أخطر المعنى الذي اختار ابن القيم من أجله عنوان كتابه في الأصول؛ حيث عنون كتابه بـ"إعلام الموقعين عن رب العالمين"؛ فالعلماء على خطر عظيم؛ لأنهم بفتاواهم المنسوبة إلى الدِّين كأنهم يوقعون نيابة عن رب العالمين؛ لأنهم يقولون: الشرع أحل، والشرع حرَّم، وأوجب، وهذا كله منسوب إلى الله -تعالى- ثم إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكل ذلك إذا كان مع مخالفة الدليل لَعظيمُ الخطر، وهو مع الجهل أعظم، وهو سبب ضلال الأمم، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) (متفق عليه).

وفي زماننا حيث صار المرجع عند الناس الفيس بوك، وغيره مِن وسائل التواصل، وصار كثير من الناس يتجرؤون أعظم الجرأة على دين الله؛ فلنحذر على أنفسنا أن نقع في التحريف ونحن لا نشعر، ولنجعل الدليل مِن الكتاب والسُّنة والإجماع، والميزان الصحيح -القياس الصحيح- هدفنا وإمامنا.

وكلام العلماء وسيلة للفهم، وليس مساويًا للأدلة؛ فإن هذا مِن أسباب الهلاك، قال ابن عباس -رضي الله عنهما- لعروة لما ناظره في متعة الحج لما قال له ابن عباس: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمتعة، فقال عروة: وأبو بكر وعمر كانا ينهيان عنها؛ فقال: "توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول لكم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتقولون: قال: أبو بكر وعمر!"، وقال الشافعي -رحمه الله-: "أجمع المسلمون على أن مَن استبانت له السنة لم يكن له أن يدعها لقول أحدٍ مِن الناس".

 فيا أيها الموقعون عن رب العالمين، المفتون الناس بالحلال والحرام، والواجب والمستحب، والمكروه؛ رويدًا بأنفسكم عن الهلاك أن تنسِبوا إلى دين الله ما ليس منه؛ فتُطردوا مِن رحمة الله، (وَمَنْ يلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيْرًا) (النساء:52).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة