السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم انحناء المصلي في الصلاة لالتقاط شيء وقع منه

السؤال: 1- ما حكم أن ينحني المصلي أثناء الصلاة ليأخذ شيئًا وقع منه أو يخاف عليه، فأنا بينما كنت أصلي أَمسكَ ابني الصغير بأحد الكتب فتحركتُ خطوات وانحنيت على الأرض وأخذت الكتاب حتى لا يقطعه؛ لأنه مغرم بتقطيع الأوراق والكتب ثم أكملت الصلاة، فهل الصلاة تبطل بذلك وعليَّ إعادتها؟ لأن بعضهم يقول: إن أي انحناء غير الركوع والسجود يبطل الصلاة. 2- هل مِن دليل فيما يجوز وما لا يجوز مِن تحرك المصلي في الصلاة، وبيان حدود ذلك؟ وجزكم الله خيرًا.

حكم انحناء المصلي في الصلاة لالتقاط شيء وقع منه
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٠:٣٨ ص
589

الجواب: 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛    

1- فالأحوط أن تعيد هذه الصلاة؛ لأنكَ كنت تستطيع الإمساك بهذا الكتاب دون الانحناء الذي يصل إلى درجة الركوع في غير موضعه، والذي تبطل به الصلاة؛ إذ دلَّ حديث المسيء صلاته على وجوب ترتيب الأركان في الصلاة.

2- تجوز الحركة اليسيرة في الصلاة عند الحاجة: كالخطوتين والثلاث خطوات، ولا تبطل بذلك الصلاة؛ فعن سهل بن سعد -رضي الله عنهما- قال: "وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَامَ عَلَيْهِ -يعني المنبر- فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ صَلَاتِهِ" (متفق عليه).

قال النووي -رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم: "(باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة وأنه لا كراهة في ذلك إذا كان لحاجة، وجواز صلاة الإمام على موضع أرفع من المأمومين للحاجة كتعليمهم الصلاة أو غير ذلك)".

وقال في شرح الحديث: "فيه صلاته -صلى الله عليه وسلم- على المنبر ونزوله القهقرى حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته. قال العلماء: كان المنبر الكريم ثلاث درجات كما صرح به مسلم في روايته، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- بخطوتين إلى أصل المنبر ثم سجد في جنبه. وفي الحديث: جواز الفعل اليسير في الصلاة، فإن الخطوتين لا تبطل بهما الصلاة، ولكن الأولى تركه إلا لحاجة؛ فإن كان لحاجة فلا كراهة فيه كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه: أن الفعل الكثير كالخطوات وغيرها إذا تفرقت لا تبطل؛ لأن النزول عن المنبر والصعود تكرر، وجملته كثيرة، ولكن أفراده المتفرقة كل واحد منها قليل" (انتهى من شرح صحيح مسلم للنووي).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com