الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

آداب العمل الجماعي -3

يسع الفرد ما لا يسع الجماعة، ويسع الفرد الذي لا ينتمي لكيانٍ ما لا يسع الفرد الذي ينتمي لكيان

آداب العمل الجماعي -3
أحمد حمدي
الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٣:١٧ ص
621

آداب العمل الجماعي -3

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

من آداب العمل الجماعي مراعاة أن:

1- معصية الفرد تضر بالجماعة: ذنب مِن ذنوب الخلوات مِن واحدٍ مِن بنى اسرائيل كان سببًا لمنع المطر لبني إسرائيل وفيهم نبي الله موسى -عليه السلام- ومعصيه 40 واحدًا من الرماة يوم أُحد كانت سببًا للهزيمة، فمعصية واحده لأوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- في جيش قوامه 700 مقاتل أي  حوالي 5% من الجيش كان سببًا لهزيمة جيش فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمبشرون بالجنة، قال -تعالى-: (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ) (آل عمران:152)، (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ، أَوْ فِي الْإِسْلَامِ، فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا) (رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).

2- تقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة الشخصية عند التعارض، وعدم إمكان الجمع، ولا بد من التنسيق حتى لا يقع هدم أو إضعاف للعمل والكيان.

3- يسع الفرد ما لا يسع الجماعة، ويسع الفرد الذي لا ينتمي لكيانٍ ما لا يسع الفرد الذي ينتمي لكيان؛ فالفرد قد يأخذ بالعزيمة ويتحمل هو الأذى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، بينما القائد يمشي على أضعف الركب، ولا يعرِّض أتباعه للفتنة، فقد هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- في السر حتى لا يُتأسى به، فيهاجر الصحابة جهرًا فيتعرضون للأذى، فالانفعال والحدة في النبرة، والتصرفات العشوائية بدون مرجعية قد يؤدي إلى ضرر عام بأفراد الكيان.

4- الجدية في الالتزام بالقرار الناتج عن الشورى في المسائل الاجتهادية، والسياسة الشرعية، والتنفيذ له حتى إن خالف اجتهاده ورأيه، وتحمُّل تبعات القرار وعدم التلاوم أو التوبيخ؛ انظر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان رأيه يوم أُحد التحصن بالمدينة فنزل على قول شباب الصحابة، وخرج لملاقاة المشركين خارج المدينة، فلبس -صلى الله عليه وسلم- لَأمة الحرب، ونظَّم الصفوف، ودرس أرض المعركة، وجبل الرماة، ثم لما حدثت الهزيمة لسببٍ آخر وتقصير البعض؛ لم يحدث تلاوم بعد القرار.

5- الإخلاص والتجرد، وذوبان الفرد في الكيان وعدم الحرص على الإمارة والصدارة، أو حب الظهور، كما قال الراهب لغلام أصحاب الأخدود: "أنتَ اليوم أفضل مني!"، وكما التزم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ثاني اثنين إذ هما في الغار، وعنده 61 سنة السمع والطاعة لقائده أسامة بن زيد وعمره 17 عامًا في قتال الروم، وكذلك عندما قام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعزل خالد بن الوليد وتوليته لأبي عبيده بن الجراح مكانه في فتوح الشام؛ قاتل خالد بنفس القوة وهو جندي، ولم يتأثر بذلُه وتضحيته وجديته.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

رمضان في ظروف خاصة!
781 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
612 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
930 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
621 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
677 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠
حقيقة الانتماء -2
703 ١٧ فبراير ٢٠٢٠