الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فإذا كانت المسافة نحو الشبر أو الشبرين بين الفردين صحت الصلاة؛ وذلك لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رُصُّوا صُفُوفَكُمْ وَقَارِبُوا بَيْنَهَا وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الْحَذَفُ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
والحَذَف هي: صغار الغنم، وصغار الضأن هي نحو الشبر أو الشبرين على الأكثر من عرضها، ولم يأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإعادة، وإنما أوجب عليهم التراص.
2- يَلزم حضور صلاة الجمعة إذا وجدتَ مكانًا في المسجد؛ وإلا صليتها في البيت جمعة في جماعةٍ مع مَن تجب عليهم الجمعة؛ أما صلاة الجماعة فأمرها أيسر لو صليت في بيتك جماعة، وإن كان تعمير المساجد مأمورًا به.
أما الفرق بين الجمعة والجماعة؛ فهي في الشروط التي اشترطها طوائف من العلماء، والأحوط للإنسان أن يأتي بجمعةٍ صحيحةٍ على كل المذاهب، وهي موازنة اجتهادية في أي الأمرين أخف: تباعد الأفراد في الصف في المسجد أم الصلاة في المنزل؟ وهذا الشيخ ترجح له الصلاة في المسجد مع التباعد الذي لا يبطل الصلاة عند جمهور العلماء، حتى عند كثيرٍ مِن الحنابلة القائلين بوجوب التراص في الصف؛ لأنهم يرون هذا صفًّا فيه خلل لعذرٍ، فيسقط الوجوب، وأكثرهم لا يقول بالشرطية، فالصلاة صحيحة.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com